الجمعة, أبريل 11, 2025
الصوت الجنوبي – تقرير خاص
يشهد اليمن منذ سنوات عدة صراعًا سياسيًا وأمنيًا معقدًا، ومن بين المسائل الرئيسية التي تطرح نفسها في هذا السياق هي قضية فك ارتباط الجنوب.
وفي إطار هذا الصراع، يعمل الجنوبيون والمجلس الانتقالي الجنوبي جاهدين على تحقيق الاستقلال وتحقيق طموحات شعب الجنوب، على مختلف الأصعدة.
ويترأس المجلس الانتقالي الجنوبي الذي تأسس في عام 2017، بقيادة الرئيس القائد اللواء عيدروس بن قاسم الزبيدي، العديد من الجهود السياسية لتمثيل إرادة الجنوبيين وتحقيق طموحاتهم.
يسعى المجلس إلى بناء هيكل سياسي مستقل في الجنوب، يعكس تطلعات السكان ويعمل على توفير الاستقرار والتنمية في المنطقة. وقد شهدت هذه الجهود تقدمًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة.
الجهود الأمنية
يعمل الجنوبيون والمجلس الانتقالي الجنوبي على تأمين مناطق الجنوب وحماية سكانها من التهديدات الأمنية المختلفة.
وبفضل الجهود التي بذلها الجنوبيون تحت راية المجلس الانتقالي الجنوبي، تحسنت الأوضاع الأمنية في محافظات الجنوب، وعزز تواجد القوات الجنوبية الاستقرار، فضلاً عن تمكن القوات من تطهير المناطق من الجماعات المتطرفة والعناصر الإرهابية التي تهدد أمن المنطقة.
وإلى جانب الجهود السياسية والأمنية، قال الصحفي عبدالرحمن العولقي “للصوت الجنوبي”: إن “المجلس الانتقالي الجنوبي سعى إلى تحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية في الجنوب وفقاً للخيارات المتاحة أمامه”.
وتطرق العولقي إلى بعض الخدمات الأساسية التي قدمها المجلس الانتقالي للمواطنين في شبوة، وأضاف: أن “أبرزها تمثل في دعم الرعاية الصحية والتعليم”، وأشار إلى أنّه تم تنفيذ مشاريع تنموية مهمة تعزز حياة السكان وتسهم في تحسين ظروفهم المعيشية.
انفصال اليمن
على الرغم من الجهود المبذولة حتى الآن، تواجه جهود الجنوبيين والمجلس الانتقالي الجنوبي تحديات عديدة في سبيل تحقيق الاستقلال وتحقيق طموحاتهم، لكنها ليست مستحيلة، وفقاً للصحفي محمد اليافعي.
وقال اليافعي “للصوت الجنوبي”: “في الوقت الراهن، تبذل القيادة الجنوبية جهود مكثفة في سبيل فك الارتباط وشراكة الجنوب مع اليمن الشمالي التي فرضها الشماليون بقوة السلاح في حرب صيف 1994”.
وأضاف: “هذه المساعي والجهود وإن تأخرت إلا أنها ستثمر اليوم أو غدا، مهما حاول الأعداء إيصال شعبنا إلى حالة من القنوط واليأس، عبر ترويجهم للشائعات”.
وبالفعل، نفى القيادي بالمجلس الانتقالي الجنوبي، منصور صالح، صحة الأخبار التي تتحدث عن موعد محدد خلال نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل.
وقال: إن “الأخبار التي تتحدث عن تاريخ محدد لفك الارتباط غير صحيحة، وتندرج ضمن إشاعات مطابخ الأعداء التي تحاول اللعب على عواطف الجنوبيين، وإصابتهم بالإحباط في حال مرور هذا الموعد دون تحقيق شيء، واعتبار ذلك فشلا سياسيا للقيادة الجنوبية”، وفقاً لوكالة “سبوتنك”.
وتابع: أن “قرار فك ارتباط الجنوب باليمن الشمالي لن يكون قرارا أحادياً من طرف واحد، وإن كان في الأصل هو قرار يخص الجنوبيين وحدهم”.
ونوّه القيادي في المجلس الانتقالي الجنوبي، إلى أن المجلس يعمل بجدية وإصرار على تحقيق تطلعات شعب الجنوب باستعادة دولته عبر خطوات مدروسة، تتفق والقوانين والمعايير الدولية المتبعة في الحالات المشابهة للحالة الجنوبية، وقد قطع شوطاً كبيرا في هذا الاتجاه.
وأكد أن المجلس الانتقالي يعمل على حشد دعم المجتمع الدولي لمطالب الشعب وتبيان عدالة قضيته وحقه في استعادة دولته، وقال: إنها “مطالب لا تتعارض مع مبادئ وقواعد الأمم المتحدة في منح الشعوب حق تقرير مستقبلها السياسي”.
وأضاف: “الجنوب كان قبل الوحدة والارتباط مع الشمال دولة عضو في الأمم المتحدة وفي الجامعة العربية، ومختلف المنظمات الدولية، هذه الدولة دخلت في مشروع سياسي للوحدة مع الجمهورية العربية اليمنية، لكن الطرف الآخر لم يكن جادا ولا جاهزا للوحدة”.
وأشار منصور صالح إلى أن الطرف اليمني الشمالي هو السبب في فشل مشروع الوحدة، لأنها منذ البدء لم تكن هدفا له بقدر ما كانت النوايا مبيته للسيطرة على الأرض والثروات الجنوبية، واعتبار شعب الجنوب أقلية طارئة ودخيلة على أرضهم.
وذكر القيادي الجنوبي، أن “اليمن الشمالي شن حربا شاملة على الجنوب بعد أربعة أعوام من مشروع الوحدة بغية فرض شكل الحكم الذي كان سائدا فيها والسيطرة على الأرض والموارد والمؤسسات الجنوبية، وحينها انسحب الطرف الجنوبي الموقع على اتفاق الوحدة وأعلن فك الارتباط في مايو/أيار 1994م، وهو ما أنهى الوحدة نهائيا وحولها إلى شكل صريح من أشكال الاحتلال”.
وأعلنت السعودية، في آذار/ مارس 2021، مبادرة لإنهاء الأزمة في اليمن، والوصول لاتفاق سياسي، يشمل وقفًا شاملًا لإطلاق النار بإشراف الأمم المتحدة، وفتح مطار صنعاء لعدد محدد من الوجهات، وتخصيص رسوم دخول سفن المشتقات النفطية إلى ميناء الحديدة لدفع مرتبات الموظفين وفقًا لاتفاق ستوكهولم [توصلت إليه الحكومة اليمنية والجماعة أواخر العام 2018]، تمهيدًا للانتقال إلى مناقشة الحل السياسي في اليمن، إلا أن مليشيات الحوثيين قللت، حينها، من أهمية المبادرة، معتبرة أن لا جديد فيها.
ويشهد اليمن تهدئة هشة منذ إعلان الأمم المتحدة، في الثاني من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، عدم توصل الحكومة اليمنية والمليشيات إلى اتفاق لتمديد وتوسيع الهدنة، التي استمرت في اليمن 6 أشهر.
وختم القيادي الجنوبي بالقول لدينا قضية عادلة وقطعنا شوطا مهما في سبيل استعادة دولتنا وقواعد ومبادئ القانون الدولي في نصوصها تدعم مطالبنا ونأمل من المجتمع الدولي أن يحترم قواعده وقراراته التي صدرت بحق قضية شعبنا أبان شن الحرب عليه في العام 94م، وهما القراران الدوليان 924و931، اللذان قضيا بعدم جواز فرض الوحدة بالقوة.
وكانت بعض المواقع اليمنية المحسوبة على الحوثيين والإصلاح تناولت أخبارا تتحدث عن أن نهاية شهر نوفمبر المقبل موعد سوف يعلن فيه الجنوبيون بقيادة الانتقالي دولتهم وفك الارتباط مع الشمال.
أبريل 10, 2025
أبريل 10, 2025
أبريل 10, 2025
أبريل 10, 2025