الإثنين, أبريل 7, 2025
الصوت الجنوبي _ تقرير خاص
انظار كثيرة تتجه صوب الرياض هذه الأيام، خصوصاً تلك العيون التي لطالما ذرفت دموع ألم وقهر وحسرة، بعضها على من فقدوا في الحرب، والأخرى لما آلات إليه الأوضاع الاقتصادية الصعبة وسوء المعيشة، علهم يجدون في اجتماع الفرقاء هناك، قارب نجاة أو حصان طروادة يعبرون به إلى الجانب الآخر حيثُ لا حرب ولا عوز.
المفاوضات الجارية في الرياض والتي تحظى بأهتمام أُممي، ركزت على الجوانب الاقتصادية والانسانية، من تعزيز للعملة المحلية وتوحيد البنك المركزي ودفع للمرتبات، وفتح الطرقات والمطارات والموانئ، وصولاً إلى محادثات سلام شاملة ووقفاً لإطلاق النار وانهاء الحرب، بعد التوصل إلى حلول سياسية تكون مرضية للجميع.
_ سلام منقوص:
قضية شعب الجنوب هي أبرز الملفات المطروحة على طاولة المفاوضات الجارية في الرياض، والساعية لإنهاء الحرب وإحلال السلام، إذ يُأكد الجنوبيون على حقهم الكامل في إستعادة دولتهم كاملة السيادة على حدود عام 90م، ولا يريدون سلام منقوص مصمم بصيغ ترضي جماعة الحوثي، وجعله يكسب بالسلام مالم يستطع الوصول إليه في الحرب طيلة السنوات الماضية.
نائب رئيس لجنة العلاقات الخارجية بالجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي الجنوبي، سالم أحمد بن دغار، قال في تصريح خاص لـ ”الصوت الجنوبي“: إنَّ «تحركات رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، القائد عيدروس قاسم الزُبيدي، ولقاءاته بسفراء دول أمريكا، وبريطانيا، وفرنسا، تأتي متزامنة مع ثقل وحجم التسريبات عن خارطة طريق السلام لإيقاف الحرب في اليمن، وإننا في الجنوب نرى إن تداعياتها لا تلبي طموحاتنا وإرادة شعبنا في التحرير والاستقلال، ونزولاً عند إرادة شعب الجنوب كان لابد من تحرك سياسي ودبلوماسي وهذا مانشاهده من تحرك للرئيس القائد عيدروس الزُبيدي».
ويرى ”بن دغار“ إنَّ لا مناص أمام المجتمع الدولي والإقليمي والمحلي؛ إلا الاعتراف بحق شعب الجنوب في إعلان فك الارتباط، مشيراً إلى أن هناك تعمد من قبل صناع القرار الدوليين في استمرار الحرب، وأنهم لو أرادوا إيقاف الحرب لكان باستطاعتهم ذلك، ولكن توجد لديهم أهداف من إطالة أمد الحرب، مؤكداً بأن الحلول ستفضي إلى هدنة مؤقتة مع خروقات لمليشيا الحوثي متقطعة، وتحركات للجماعات الإرهابية في محافظات الجنوب.
_ حلول إقتصادية:
أستاذ العلوم المالية والمصرفية المساعد بجامعة حضرموت، الدكتور وليد العطاس، أشار في تصريح خاص لـ ”الصوت الجنوبي“: إنَّ «مايجري في الرياض حالياً هو ضمن المراحل الأخيرة من الإتفاق النهائي على إنهاء مرحلة الحرب في البلاد، فجميع الأطراف لم تعد تحتمل الوضع الحالي بما فيهم دول التحالف العربي».
وأضاف ”العطاس“ قائلاً: «إنَّ أول الحلول الاقتصادية التي يجب إتخاذ قرار بشأنها هو؛ إعادة توحيد البنك المركزي والريال اليمني، ومن ثم العمل على وضع خطة لصرف المرتبات المنقطعة للموظفين في مناطق سيطرة الحوثي، بما لا يؤثر على قيمة الريال اليمني المنهار أصلاً، حيثُ أن عملية ضخ هذه الكمية من الأموال في البلد سيؤدي لتدهور قيمة العملة المحلية».
وأكد أستاذ العلوم المالية والمصرفية المساعد بجامعة حضرموت، على ضرورة وضع خطة للإعمار تكون تحت رقابة الجهات المانحة، وذلك لضمان تنفيذها وفق المخطط لها، ووفق المواصفات الموضوعة بحسب أهمية المشاريع التي تلامس حياة المواطن، إضافة لإبعاد المحاصصة عن جميع الأمور في هذه المرحلة، وتجنيب المواطن نتائج تلك المحاصصات.
_ افشال المفاوضات:
كعادتها التي دأبت عليها المليشيات منذُ سنوات من نقض العهود والإتفاقات عدا تلك التي ترى فيها مصلحة ومكسب سياسي، فقد أفشلت ”مليشيا الحوثيين“ المفاوضات الجارية في الرياض، والتي كانت ستشمل جوانب اقتصادية وإنسانية وصولاً إلى محادثات سلام، و هذا ما أكده الصحفي الجنوبي ”صلاح بن لغبر“.
حيثُ قال ”بن لغبر“ في منشور له على منصة (X) رصده ”الصوت الجنوبي“: إنَّ «ما حدث أن مليشيا الحوثيين تراجعت عن كل الاتفاقات ورفعت سقف مطالبها من جديد، ومن ذلك للتمثيل وليس الحصر ملف الرواتب، فقد أصرت الحوثية على توريد عائدات النفط والغاز إلى البنك الذي تسيطر عليه في صنعاء، ودفع الرواتب من تلك العائدات، وهو ما يرفضه المجلس الانتقالي ويؤيده في ذلك مجلس القيادة، ولتجاوز نقطة الخلاف هذه عرضت الرياض أن تدفع كل رواتب الموظفين في الشمال لمدة عام، لكن الحوثيين رفضوا ذلك، غير آبهين بمعاناة الناس في مناطق سيطرتهم».
وأضاف ”بن لغبر“ قائلاً: «هناك أيضاً نقاط كثيرة تراجع الحوثيون عنها بعد اتفاقات سابقة، والحديث دائماً عن الجانب الاقتصادي، وهو ما يعني المزيد من التدهور، خصوصاً أن الحوثيين بدأوا باستخدام طريقة ضغط جديدة على الأزمة الاقتصادية من خلال القرصنة وتهديد الملاحة في البحر الأحمر، من أجل رفع تكاليف النقل البحري والتأمين، ما سيعني موجة غلاء جديدة لن يتحملها المواطن، وهو ما يرى فيه الحوثيون طريقة للضغط على مجلس القيادة والتحالف، يعني تجويع الناس من أجل تحقيق مكاسب سياسية».
أبريل 7, 2025
أبريل 7, 2025
أبريل 7, 2025
أبريل 7, 2025