الجمعة, أبريل 11, 2025
الصوت الجنوبي _ تقرير خـاص
عام جديد يستقبله شعب الجنوب الأبي بخطوات فعلية هامة نحو استكمال البناء التنظيمي والسياسي والمؤسسي لدولتهم المنشودة القادمة. اليوم الـ (2) من يناير 2024م، تشهد العاصمة الجنوبية عدن، عقد أول اجتماعات مجلس العموم، التابع للمجلس الانتقالي الجنوبي.
مجلس العموم الجنوبي، يضم هيئة رئاسة الانتقالي، والجمعية الوطنية، ومجلس المستشارين، ومن أبرز مهامه هي المصادقة على القرارات المصيرية بشأن الجنوب، مثل تشكيل اللجنة الوطنية لصياغة مسودة الدستور، وتشكيل اللجنة العليا للانتخابات والاستفتاء للجنوب.
ملفات كثيرة على طاولة ”مجلس العموم“ الجنوبي، وأبرزها بالتأكيد ملف ”خارطة الطريق“ التي اعلن عنها المبعوث الأممي إلى اليمن ”هانس غروندبرغ“ مؤخراً، والتي يؤكد الانتقالي رفضها، ويطالب بتخصيص مسار تفاوضي لقضية شعب الجنوب لتحقيق السلام والاستقرار.
_ قضية محورية:
عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، عبد الناصر صالح الجعري، قال: إنَّ «انعقاد أولى جلسات مجلس العموم الجنوبي تكتسب أهمية قصوى، وذلك من منطلق الظروف التي تعيشها البلد، والمنعطفات الخطيرة التي وصلت إليها بعد كل هذه السنوات من الحرب ضد جماعة الحوثي، وفي ظل تكالب كثير من القوى المحلية والإقليمية والدولية، ومحاربتها لقضية شعبنا الجنوبي في إنجاز مشروعه الوطني باستعادة دولته المستقلة، والعمل على تقويض كافة الجهود بكل الطرق».
وكشف ”الجعري“ في تصريحه الخاص لـ ”الصوت الجنوبي“: إنَّ «أبرز الملفات التي سيقف أمامها مجلس العموم الجنوبي؛ هي ”خارطة الطريق“ التي اعلن عنها المبعوث الأممي إلى اليمن ”هانس غروندبرغ“ مؤخراً، والتي سبق للرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزُبيدي، في أكثر من لقاء أن أوضح موقف المجلس الانتقالي الجنوبي من تلك المبادرة، كما اصدرت هيئة الرئاسة بياناً اوضحت فيه موقفاً صريحاً من هذه المبادرة، التي ينبغي أن تعرض وتنال النقاش المستفيض من كافة القوى، وإن لاينحصر عرضها على اطراف معينة، وإن تكون قضية شعب الجنوب هي القضية المحورية والمرتكز الاساس على أي طاولة تفاوض قادمة، في إطار حل أزمة اليمن من أجل تحقيق سلام مستدام واستقرار».
ويرى عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، إنَّ «شعب الجنوب يبسط يديه على كافة اراضيه وحدوده، وإن أي تجاوز من قبل أي قوى أياً كانت لهذا الأمر ومحاولة طمس هذه الحقيقة أو التقليل من اهميتها؛ لن يعمل على خلق فرص سلام أو استقرار، لذلك ينبغي على المبعوث الأممي، والأمم المتحدة، والقوى الإقليمية والدولية والمحلية، ادراك هذه الحقيقة، وغيرها من الحقائق بأن لاسلام بدون حل قضية شعب الجنوب حلاً عادلاً بما يرضي طموحات وآمال شعب الجنوب، فمرتكز السلام وانهاء حالة الصراع في اليمن بل والمنطقة، ينطلق من ملف قضية شعب الجنوب، ماعدى ذلك فهو يعتبر مجرد أوهام ومحاولات ترحيل للأزمات وليس حلها».
_ سلطة تشريعية:
رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي بحضرموت، عضو الجمعية الوطنية، العميد الركن سعيد أحمد المحمدي، أكد إنَّ «انعقاد أول جلسة لمجلس العموم الجنوبي، والذي يضم هيئة رئاسة المجلس، والجمعية الوطنية، ومجلس المستشارين، يمثل انجازاً مهماً على صعيد استكمال مؤسسات الدولة الجنوبية، خاصة السلطة التشريعية».
ويضيف ”المحمدي“ في تصريحه الخاص لـ ”الصوت الجنوبي“: «فمن خلال بناء مؤسسات الدولة الجنوبية، سنكون قادرين على إدارة دولتنا عندما تحين الفرصة لإعلانها، لذلك قيادة المجلس تسير بخطوات واعية، فهي تعرف ماذا تعمل وكيف تحقق طموحات شعبها، لأن بناء الدولة لايمكن تركه للصدف ولا يتحقق من تلقاء نفسه، بل يحتاج للعمل الواعي والمدروس وإلى الكثير من الجهود والوقت، لذلك انعقاد مجلس العموم يعني الكثير لشعبنا التواق إلى الحرية واستعادة الدولة».
وبيّن رئيس انتقالي حضرموت، إنَّ «انعقاد الاجتماع يمثل ثمرة للنجاحات التي حققتها السياسة الحكيمة للرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزُبيدي، والتي ظهرت نتائجها في مؤتمر الحوار الوطني وعملية الهيكلة، لذلك هذا الاجتماع ينعقد في ظل اجماع جنوبي، وأمامه الكثير من القضايا والتحديات التي سيناقشها، وفي مقدمتها عملية السلام، حيثُ من المتوقع أن يناقش الاجتماع رفض شعب الجنوب لأي تسوية تنال من حقه في استعادة دولته، كما سيناقش الكثير من القضايا التنظيمية واستكمال عملية الهيكلة في المؤسسات الأمنية والدفاعية وغيرها من القضايا والمستجدات».
_ مرحلة مفصلية:
وحول دلالات انعقاد مجلس العموم الجنوبي، فقد تحدث عضو المجلس الاستشاري للمجلس الانتقالي الجنوبي، عمر علي حمدون، في تصريحه الخاص لـ ”الصوت الجنوبي“ قائلاً: إنَّ «أولى هذه الدلالات في اعتقادي أن قيادتنا مقبلة على اتخاذ إجراءات حاسمة في قادم الأيام خصوصاً وأن الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي، سبق له أن كرر في لقاءاته الأخيرة في العاصمة عدن وفي الضالع ولحج، أننا نمر في مرحلة مفصلية تتطلب توحيد الصف الجنوبي لمواجهة مايحاك ضد قضيتنا من تهميش أو استبعاد مما يسمى ”خارطة الطريق“ لإحلال السلام وإيقاف الحرب».
ويسترسل ”حمدون“: «هذا الأمر يتطلب أن تظهر قيادتنا لجميع الأطراف في الإقليم وفي العالم، أن قضيتنا يسندها شعب عظيم قدم التضحيات تلو التضحيات هذا الشعب الممثل في نخبه السياسية والفكرية والاجتماعية والاقتصادية وغيرها، وهي النخب التي يضمها مجلس العموم بمكوناته المعروفة».
واختتم حديثه قائلاً: «لذلك تأتي أهم دلالات انعقاد أولى جلسات مجلس العموم الجنوبي، من مايجري في المنطقة من تطورات لإنهاء مسألة الحرب في اليمن وفي الجنوب، ومحاولات تأجيل النظر في موضوع قضيتنا الجنوبية ضمن إطارها الخاص الذي تم التوافق عليه من قبل الجميع».
أبريل 10, 2025
أبريل 10, 2025
أبريل 10, 2025
أبريل 10, 2025