السبت, نوفمبر 23, 2024
الصوت الجنوبي – تقرير خاص تعتبر دولة الجنوب العربي واحدة من أكثر المناطق إثارةً وجاذبيةً في العالم عندما يتعلق الأمر بالتراث الثقافي والمعالم الأثرية. حيث إنها تجمع بين الجمال الطبيعي الخلاب والتاريخ العريق، مما يجعلها وجهة استثنائية للمسافرين وعشاق المغامرة. تبدأ رحلتنا في عاصمة دولة الجنوب عدن، حيث تعتبر ساعة بيغ بن فيها واحدة من..." />
الصوت الجنوبي – تقرير خاص
تعتبر دولة الجنوب العربي واحدة من أكثر المناطق إثارةً وجاذبيةً في العالم عندما يتعلق الأمر بالتراث الثقافي والمعالم الأثرية. حيث إنها تجمع بين الجمال الطبيعي الخلاب والتاريخ العريق، مما يجعلها وجهة استثنائية للمسافرين وعشاق المغامرة.
تبدأ رحلتنا في عاصمة دولة الجنوب عدن، حيث تعتبر ساعة بيغ بن فيها واحدة من أبرز المعالم السياحية في المدينة. بالإضافة إلى ذلك، تعد صهاريج عدن، والتي هي هندسة مائية قديمة تعود إلى العصور الوسطى، إنجازًا هندسيًا مذهلاً، يعكس القدرة الهندسية والمهارة التقنية للحضارات القديمة.
وعند الذهاب شرقا باتجاه محافظة حضرموت، تبرز العديد من المعالم الأثرية الرائعة، ومن بينها قصر السلطان القعيطي بالمكلا الذي يعود تاريخه إلى القرن الثالث عشر، والذي يعتبر مثالًا مذهلاً للعمارة الإسلامية التقليدية. إلى جانب قصر السلطان القعيطي، يعتبر حصن الغويزي واحدًا من أهم المعالم الأثرية في المدينة.
وإلى الشرق من مدينة المكلا، يفرض جمال قصر الباغ الذي يقع في مدينة غيل باوزير نفسه. ويعود تاريخ هذا القصر إلى القرن الثامن عشر. ويتميز قصر الباغ بتصميمه البديع والأنيق، كما أنه يعتبر شاهدًا على الذوق الفني والثقافي للحضارة في دولة الجنوب.
وفي وادي محافظة حضرموت، لا يقل قصر السلطان الكثيري الذي يقع في مدينة سيئون أهمية عن غيره. حيث إنه يُعتبر واحد من أهم المعالم التاريخية الجنوبية. ويعود تاريخ هذا القصر إلى القرن السابع عشر. ويتميز بتصميمه الرائع الذي يعكس الرفاهية التي عاشها السلاطين في تلك الحقبة.
وفي محافظة لحج، يوجد قصر السلطان عبد الكريم فضل بمدينة حوطة. ويعتبر هذا القصر من بين المعالم التاريخية البارزة التي تضمها دولة الجنوب العربي.
وفي هذا التقرير، يستكشف “الصوت الجنوبي” بعضًا من أبرز المعالم الأثرية في دولة الجنوب العربي، والتي تعكس تراثها الغني وتاريخها العريق.
ساعة بيغ بن
تُعتبر ساعة بيغ بن واحدة من المعالم الأثرية البارزة في العاصمة الجنوبية عدن، وهي تعتبر أحد الرموز الثقافية والتاريخية للمدينة. تم تسمية الساعة باسم البرج الشهير “بيغ بن” في لندن، حيث يُعتبر رمزًا للتراث البريطاني.
الساعة التي تحاكي ساعة بيغ بن الشهيرة في لندن، تقع على مرتفع جبل يطل على ميناء عدن وحي التواهي من الجهات الأربع حيث تشكل معلما تاريخيا وأثريا وهندسيا غاية في الروعة ويحكي زمن الاستعمار البريطاني لعدن والذي بدأ في 1839 وانتهى في 1967.
وتشير المعلومات إلى أن عددا من أكفأ المهندسين البريطانيين اشتركوا في تشييدها من الحجارة ذات اللون الأسود والإسمنت الحجري الممزوج بمادة قوية تخلط مع الماء.
والجدير بالذكر أن مبنى الساعة مستطيل الشكل أشبه بشكل الصاروخ وسقفه أشبه بشكل مثلث متساوي الأضلاع ومطلي بمادة القرمدي الأحمر، والشكل والمظهر العام للساعة أقرب إلى شكل ساعة بيج بن البريطانية التي تقع بوسط العاصمة البريطانية لندن. كما تذهب المصادر إلى أن المهندسين البريطانيين الذين صمموا ساعة التواهي السياحية بعدن كانوا يصفونها بأنها “بيغ بن العرب” أو “بيغ بن الشرق”.
ويبلغ قطر الساعة حوالي متر من الجهات الأربع وعرضها 1.5 متر وارتفاعها 22 مترا، وهي على شكل هرم معتدل ويوجد بداخلها سلم حديدي ذو سمك خفيف وشكل حلزوني في التوائه وانحنائه الذي يمتد حتى أعلى الساعة التي تطل على البحر مباشرة وأحياء التواهي التجارية والسكنية الشهيرة.
وتذكر المصادر التاريخية أن الملكة اليزابيث عند زواجها قضت أياما من شهر العسل عام 1954 في فندق “كريسنت” الذي شيد في العام 1930 كأول فندق على مستوى الجزيرة والخليج ويقع في مديرية التواهي التي تقع فيها ساعة بيغ بن عدن.
ويروى أن الملكة أمرت آنذاك بتمديد شهر العسل إلى شهر آخر بعد إعجابها بمدينة عدن، وكانت تسمع كل صباح ومن على شرفات نوافذ جناحها في الفندق دقات ساعة بيغ بن “التواهي” أو بيغ بن عدن أو بيغ بن الشرق.
صهاريج عدن
صهاريج عدن أو صهاريج الطويلة في مدينة كريتر مديرية صيرة وتحديداً بواد يعرف بوادي الطويلة في امتداد خط مائل من الجهة الشمالية الغربية لمدينة كريتر – عدن. تقع هذه الصهاريج أسفل مصبات هضبة عدن المرتفعة حوالي 800 قدم عن سطح البحر.
وتعد صهاريج عدن خزانات مياه تُستخدم لتخزين مياه الأمطار وتُستخدم للزراعة والشرب. كما تعمل على حماية المدينة من السيول التي تحدث كل عام وتسبب دمارًا كبيرًا. تم بناء هذه الصهاريج بهدف تخزين المياه وتوفيرها للاستخدامات المختلفة.
وتُعتبر صهاريج عدن واحدة من المعالم التاريخية والسياحية البارزة التي يقصدها الزوار المحليون والسياح العرب والأجانب الذين يزورون عدن. وتعكس هذه الصهاريج عمق الحضارة الجنوبية القديمة.
وتشير الدراسات الأثرية الحديثة إلى أن الحِميَّريين ربما قاموا ببناء صهاريج المياه الضخمة المعروفة الآن بـ”صهاريج عدن” في القرن الخامس عشر قبل الميلاد. وتقدر طاقة التخزين لهذه الصهاريج بحوالي 13,638,2757 لتر من الماء. تتصل الصهاريج ببعضها بشكل سلسلة وتمتد في مضيق طوله حوالي 750 قدمًا، ويحيط بها جبل شمسان بشكل دائري باستثناء المدخل الذي يربطها بمدينة كريتر.
وعلى الرغم من عدم وجود معلومات دقيقة عن تاريخ بناء صهاريج عدن، إلا أنه يُقدر عددها بحوالي 55 صهريجًا، ومعظمها مطمور تحت الأرض أو تضررت. ويبلغ عدد الصهاريج القائمة حاليًا حوالي 18 صهريجًا فقط، تتسع لحوالي 20 مليون جالون من الماء.
وتُعد “صهاريج عدن” واحدة من أبرز المعالم التاريخية والسياحية في محافظة عدن وتُحظى بإقبال الزوار المحليين والأجانب.
قصر السلطان القعيطي
يعتبر قصر السلطان القعيطي، المعروف أيضًا بقصر المعين، أحد القصور التاريخية الأثرية في محافظة حضرموت. تم بناء القصر في عام 1925، في عهد السلطان غالب بن عوض القعيطي. يقع القصر عند مدخل مدينة المكلا الرئيسي، والذي كان يعرف سابقًا باسم “برع السدة” والتي تغنى بها الفنان الراحل كرامة مرسال.
يتكون قصر السلطان القعيطي من ثلاثة أدوار، ومحاط بسور ضخم، ويحتوي على دهاليز وصالة لاستقبال الضيوف، وقاعة للاجتماعات، وغرفة واسعة للحكم تتصدرها كرسي العرش.
تأثر تصميم القصر بالعمارة الهندية الشهيرة في ذلك الوقت، مثل قصر الباغ في غيل باوزير وقصر السلطان عبد الكريم فضل في حوطة لحج، وقصره الآخر في كريتر عدن.
بعد سقوط السلطنة القعيطية في عام 1967، سمي القصر بـ “قصر 14 أكتوبر”، وتحولت بعض أجزائه إلى مكتب للثقافة والإعلام، في حين تم تحويل الجزء الآخر إلى متحف. وعلى مر السنين، تحول القصر بالكامل إلى متحف يتألف من ثلاثة أجنحة:
بهذا الشكل، يُعد قصر السلطان القعيطي مكانًا ذو أهمية تاريخية وثقافية كبيرة، حيث يحتضن متحفًا متنوعًا يعرض الآثار القديمة ومقتنيات السلطان ويعكس العمارة الهندية الفاخرة.
قصر الباغ
يقع قصر الباغ غرب مدينة غيل باوزير، إلى الشرق من المكلا. وشيَّده السلطان عمر بن عوض القعيطي، في العقد الأخير من القرن الـ 19 ميلادي.
ويشابه قصر الباغ قصر السلطان القعيطي في المكلا، وكذا قصر السلطان عبد الكريم فضل في الحوطة، بمحافظة لحج، جنوب اليمن، وغيرها من القصور التي تأثرت بفن العمارة الهندية في بنائها.
ويتكوّن القصر من دورين يحتويان على العديد من الغُرف، وقد أقيم وسط حديقة بديعة الجمال، كانت في السابق تضم العديد من الأشجار المتنوعة، جُلبت بعضها من الهند.
ويحتوي القصر على بركة سباحة، يتم تزويدها بالماء من البئر التي تقع في حديقة القصر، وفي الناحية الغربية من السور المحيط بالقصر شيد مبنى خاصاً بخدم السلطان آنذاك. تم ترميم القصر من قبل الورثة في ظل غياب الاهتمام الحكومي.
حصن الغويزي
يُعتبر حصن الغويزي الذي يقع في المدخل الشمالي الشرقي للمكلا، أحد أبرز وأهم المعالم القديمة للمدينة، وتحفة معمارية وهندسية، بُنيت من الطين المخلوط بالتبن ومواد البناء التقليدية، على سفح صخري منحنٍ.
ووفقا لباحثين في التاريخ، يتميز الحص بموقع استراتيجي كان يهدف لحماية المدينة من الهجمات المعادية على المكلا الواقعة على ساحل البحر العربي. ويعود تاريخ بناء الحصن إلى العام 1716، أثناء حكم السلطنة الكسادية للمكلا.
ويتكون الحصن من طابقين؛ الأول به عدة حجرات وعلى جدرانه الخارجية نوافذ عدة منشورية الشّكل من جميع الاتجاهات، أما الطابق الثاني فيتميز بنوافذ واسعة.
كما أنَّ السطح مصفوف بجذوع النخل وقاعدة مرصوفة بالأحجار وعليه طلاء بمادة الجص التقليدي.
قصر السلطان الكثيري
يقف قصر السلطان الكثيري أو كما يسمى أيضا قصر سيئون الطيني شامخا، على أرض صخرية بعد أن شيد كقلعة حصينة أكثر من قصر للحكم. يقع القصر في مدينة سيئون بوادي حضرموت، ويعد تحفة معمارية وفخر العمارة التاريخية العربية التي روضت الطين وصنعت منه قصور شامخة تماثل قلع الحرب.
ويعتبر قصر السلطان الكثيري من أبرز المعالم التاريخية في دولة الجنوب العربي على الإطلاق. ويختلف المؤرخون حول فترة تأسيس القصر، حيث أرجع البعض فترة تشيده إلى نهاية القرن السادس عشر الميلادي فيما يذهب آخرون إلى أن فترة تشيده التي استغرقت 15 عاما كانت في القرون الهجرية الأولى.
وشيد القصر، وفقا للمؤرخين، كحصن منيع لحماية مدينة سيئون – التي يتوسطها – من أي هجمات حربية، وهو ما يظهره التصميم الهندسي الأول للمبنى قبل أن يصبح بعد العديد من التعديلات والترميمات المقر الرسمي للسلطان الكثيري.
يبلغ ارتفاع قصر سيئون 34 متراً فيما يبلغ ارتفاع السور 8 أمتار ويضم في دفته أكثر من 90 غرفة والكثير من الملحقات و14 مستودعا، ويستخدم جزء منه الآن كمتحف أثري لتاريخ حضرموت.
ويحتوي متحفه الأثري على كثير من المصنوعات الحرفية وكثير من الأدوات التي كانت تستخدم في حضرموت، ويرتاد المتحف العديد من الزوار طوال أيام العام، فضلا عن احتضانه المناسبات والفعاليات الثقافية.
وكان القصر يتألف إبان الدولة الكثيرية من 6 طوابق شيدت من الطوب اللبن المطلية بالنورة والقضاض، وكان طابقه الأول يستخدم كمستودعات ومخازن لمتطلبات الدولة والقصر وسكن الخدم، فيما ضم الطابق الثاني المجلس السلطاني.
أما الطابق الثالث والرابع خصص لسكن العائلات ولزوجات السلطان واستقبال الضيوف، فيما الطابق الـ 5 فكان يستخدمه السلطان للراحة وللنوم، حيث يضم سطحا يحميه ستار من البناء يلف القصر كالعمامة متصلا بغرفتين شرقية وغربية.
قصر السلطان عبد الكريم
وفي محافظة لحج، يعتبر قصر السلطان العبدلي من أبرز المعالم التاريخية الجنوبية، بينما يرى البعض أنه من القصور السلطانية العبدلية الحديثة.
ويقع قصر السلطان العبدلي في اطراف مدينة الحوطة عاصمة محافظة لحج وهو يقابل قصر الروضة ( كلية الزراعه حالياً) ويطل على ميدان كبير ميدان المدرسة المحسنية.
تم بناء القصر السلطان فضل عبدالكريم بن فضل بن علي محسن العبدلي، واتخذه السلطان مسكنا له ومنه كان يحكم ويدير سلطنة لحج ( والذى اصبح فيما بعد ادارة امن محافظة لحج).
نوفمبر 22, 2024
نوفمبر 22, 2024
نوفمبر 22, 2024
نوفمبر 22, 2024