الإثنين, أبريل 7, 2025
الصوت الجنوبي _ تقرير خـاص
ها نحنُ ذا نستقبل شهر رمضان المبارك، أو شهر الخير والعطاء والبركات كما يحب أن يصفه الكثيرون، ولكن على الرغم من فرحة الأهالي في محافظة حضرموت بهذا الشهر؛ إلا أن هناك منغصات كثيرة جعلت فرحتهم غير مكتملة، ومنها الأوضاع المعيشية الصعبة التي تشهدها بلادنا، وغلاء الأسعار الفاحشة في الأسواق.
كل تلك العوامل جعلت من محافظة حضرموت، ورشة عمل أو خلية نحل، حيثُ قامت المنظمات والمؤسسات والمبادرات الخيرية قبل شهر رمضان وخلال أيامه الفضيلة؛ بتوزيع السلل الغذائية وغيرها من المساعدات الخيرية على الأسر المحتاجة في مختلف المديريات، إلا أنها على رغم كثرتها لم تلبي جميع احتياجات الأهالي !
مشروع إسنادكم
قبل قرابة الأسبوع دشن أمين عام محلي حضرموت، صالح عبود العمقي، بمدينة المكلا، مشروع «إسنادكم» لتوزيع السلال الغذائية، الذي تنفذه مؤسسة إسناد للتنمية والأعمال الإنسانية، وتموله مؤسسة مبرة عبدالرحيم الكوهجي من مملكة البحرين الشقيقة.
رئيس مؤسسة إسناد للتنمية والأعمال الإنسانية، سالم بن دحيم، بيّن: إنَّ ”مشروع إسنادكم لتوزيع السلال الغذائية للأشد فقراً وذوي الهمم، يستفيد منه (1500) أسرة بمدينة المكلا، عبر تقديم لهم كوبونات، بقيمة (65) ألف ريال، لشراء ما يحتاجونه حسب اختيارهم ورغبتهم بعد التنسيق مع إدارة مول المكلا“.
ويضيف بن دحيم في تصريحه الخاص لـ ”الصوت الجنوبي“: ”لقد تم تجهيز عدد (3500) سلة أخرى لضواحي المكلا، وستشمل حي غرير غرب المكلا والعشوائي وغيظة البهيش وحجر وميفع وشحير، وغيرها من المناطق المستهدفة بساحل حضرموت“.
ويسترسل: ”تضم السلة الغذائية مجموعة متنوعة من المواد الغذائية الأساسية، من الأرز والسكر والزيت والطحين والمعكرونة والشعيرية والتونة والطماطم والشوفان والعصير والحلويات مثل الكريم كرميلاء والجيلي“. مشيرًا أنه تم اختيار المستفيدين بعناية وفقًا لمعايير الاحتياج الفعلية والظروف الاقتصادية الصعبة.
مساعدات رمضانية
في 27 فبراير للعام الجاري 2024، دشنت المؤسسة الاقتصادية المعرض الرمضاني، بمدينة المكلا، برعاية رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي، وبإشراف من محافظ محافظة حضرموت مبخوت بن ماضي.
فيما نفذت مؤسسة روح الصحية، في 4 مارس للعام الجاري 2024، المعرض الرمضاني التعاوني للمواد الغذائية الأساسية، والذي شمل خصم (30%) من قيمة المواد الغذائية الأساسية، وذلك في قاعة الفقيد الدكتور علي هود باعباد برئاسة جامعة حضرموت بالمكلا.
أما الهلال الأحمر الإماراتي فقد دشن مشروع رمضان، الذي يستهدف توزيع «المير الرمضاني» على مرضى السرطان ومرضى الثلاسيميا ومرضى الفشل الكلوي، بمدينة المكلا، إضافة إلى الأسر الأشد احتياجاً. حيثُ تم توزيع عدد (1,122) سلة غذائية ضرورية، يستفيد منها عدد (5,610) فرداً من مختلف الأسر المستهدفة.
وتعتبر هذه المساعدات الرمضانية جزء من مجموعة أقامتها عدد من المنظمات والمؤسسات والمبادرات الخيرية في مختلف مديريات ساحل حضرموت، بهدف التخفيف على الأسر المحتاجة والأشد فقراً وذوي الاحتياجات الخاصة والأمراض من معاناة المعيشة الصعبة.
منع الازدواجية
أما في وادي حضرموت وتحديداً مدينة تريم، فتولي منظمات المجتمع المدني جُلَّ اهتمامها بشريحة الفقراء والمحتاجين وكبار السن والمقعدين والمرضى، وترفدهم بسلل غذائية وتمور وإفطارات منزلية أو جماعية، ويكون وفق قاعدة بيانات واحصائيات، قامت بها تلك المنظمات بإستشارة إدارة الشؤون الاجتماعية والعمل بمديرية تريم، وإشراف إدارة السلطة المحلية بالمديرية.
الناشط بالأعمال الخيرية والتطوعية، محمد بن عبدات، قال في تصريح خاص لـ ”الصوت الجنوبي“: إنَّ ”من المؤسسات على سبيل الذكر لا الحصر التي تتدخل في شهر رمضان المبارك بمديرية تريم، هي مؤسسة الرأفة، ومؤسسة سفراء الخير، ومؤسسة الوداد، وجمعية المعروف، وجمعية الدعوة، ومبادرة شباب الريضة، ومؤسسة الاهتمام، ومؤسسة تريم الخيرية، وغيرها“.
وبيّن بن عبدات: إنَّ ”السلطة المحلية بتريم، وإدارة الشؤون الإجتماعية والعمل، تقومان بإجتماع لمنظمات المجتمع المدني قبيل الشهر المبارك، وذلك لوضع خطة واستراتيجية تنظم العمل بين تلك المنظمات، حتى لايكون هناك ازدواجية في العمل، ومثل ماتولي تلك المنظمات اهتمامها بالشرائح آنفة الذكر، أيضاً يتم الاهتمام بمناوبي الطوارئ في مكاتب الكهرباء والماء والصحة والأمن وديوان السلطة وصندوق النظافة“.
ونوّه بن عبدات إلى نقطة مهمة جداً وهي: ”أن على الرغم من شحة الإمكانيات، وقلة الدعم بسبب الظروف التي تعيشها البلد؛ إلا أن نسبة وصول تلك المساعدات تلبي فقط أقل من المأمول، وهو مانسبته (20%)“. مضيفاً: ”يطمح القائمون على منظمات المجتمع المدني في تريم إلى وفرة الدعم من قبل الداعمين وأهل الخير، للوصول لأكبر عدد من المحتاجين لتلك المساعدات، ورسم البسمة والفرحة على تلك الأسر العفيفة، ليتناسوا معاناتهم من الأوضاع المعيشية الصعبة وإنهيار العملة“.
الدور الحكومي
إن ما تقوم به منظمات المجتمع المدني في حضرموت من دور في مساعدة الأسر المحتاجة وتغطية بعض المتطلبات المعيشية، يعتبر مساهمة ضمن ادوارها الإغاثية والإنسانية في ظل الوضع المزري الذي يعيشه المواطنين، بسبب انهيار الوضع الاقتصادي والمعيشي.
الصحفي عبيد واكد، اعتبر في تصريح خاص لـ ”الصوت الجنوبي“: إنَّ ”تدخلات المنظمات الإنسانية والإغاثية هي تدخلات تقوم بتغطية جزء كبير من المعاناة والاحتياج الحقيقي، في ظل غياب الدولة والحكومة للقيام بواجباتها الحقيقية اتجاه معاناة المواطنين“.
وأشار واكد إلى إنَّ: ”الدور الحكومي غائب تماماً اتجاه معاناة ومتطلبات المواطنين، ووضع الإصلاحات الاقتصادية للتخفيف عن معاناة الشعب“. مؤكداً على أنه ”يجب على السلطة المحلية والمؤسسة الاقتصادية، القيام بدور حقيقي وهادف يخدم المواطنين في التخفيف من معاناتهم وحصولهم على ابسط المساهمات، وكذا يجب أن تقدم المؤسسة الاقتصادية عروض حقيقية تتناسب مع احتياج المواطنين، وقدرة الشراء على تغطية متطلبات احتياجات الشهر الكريم، وذلك بمساندة السلطة أو الحكومة للتخفيف من العبء بسبب الاسعار المرتفعة جداً التي تباع في الأسواق“.
ويرى واكد: أنه ”يجب أن تبادر الحكومة أو السلطة المحلية مع المؤسسة الاقتصادية، وتتبنى جزء كبير من اسعار السلل أو متطلبات الشهر الكريم، للتخفيف من معاناة الناس وحياتهم المعيشية والتسهيل لهم في شراء الاحتياج، ويجب أن تبادر وبشكل جدي في مراقبة الأسعار وأن تفعل دور مكتب وزارة الصناعة والتجارة الغائب تماماً عن الوضع ومعاناة الناس في الرقابة وضبط التلاعب بالاسعار في الأسواق من قبل التجار، كما يجب على السلطات الزام التجار في المساهمة بدعم متطلبات المواطنين بأسعار مخفضة يقوموا بالشراء بسهولة بما يتناسب مع الأوضاع المعيشية لهم“.
أبريل 6, 2025
أبريل 6, 2025
أبريل 6, 2025
أبريل 6, 2025