الإثنين, أبريل 7, 2025
الصوت الجنوبي – تقرير خاص
شهدت محافظة حضرموت على مدى الأعوام الأخيرة منخفضات جوية واضطرابات في المناخ أدَّت إلى تدفق سيول جارفة أضرت بكثير من ممتلكات المواطنين من منازل ومزارع، دون خطة حكومية واضحة للتعويض أو تلافي تكرار الكوارث والأضرار.
وفي العام 2008، أُعلنت محافظة حضرموت منكوبة، بعد تضرر ما يربو على 1200 منزل في مناطق الوادي جراء الامطار، ومقتل العشرات ونفوق أعداد كبيرة من المواشي.
ويستذكر المؤرخ علوي بن سميط تفاصيل الكارثة التي سبَّبتها السيول. وقال في تصريحات صحفية عقب الكارثة، تابعها “الصوت الجنوبي”: “أُطلقت مناشدات كثيرة ولم تحرك الدولة ساكناً. لو أنَّ الدولة هيأت الأمور ولو قليلا لم تكن الأضرار لتصل إلى هذا الحد”.
وأضاف: “قطعان من الماشية جرفتها السيول، ولم يُعرف عنها أيّ شيء. خلال قرن كامل لم يشهد وادي حضرموت مثيلا لهذه السيول”.
وتابع: “وادي حضرموت شهد سيولاً كبيرة وأمطاراً غزيرة في العام 1996 وأخرى أكبر في العام 1989، وتضررت كثير من المنازل في مديريتي شبام وتريم، وسُجل نحو أربع ضحايا، لكن إحصائيات كارثة 2008 تُشير إلى مقتل ما يزيد عن 80 شخصاً”.
يسلط هذا التقرير الاهتمام على ملف التغيرات المناخية التي تتأثر بها محافظات الجنوب، بما فيها محافظة حضرموت.
التغيرات المناخية
تعتبر بلادنا من الدول الأكثر تأثرًا بتغير المناخ في العالم، حيث تتعرض لارتفاع درجات الحرارة وانخفاض معدلات هطول الأمطار بشكل ملحوظ.
وفي بلد يعاني من أزمات سياسية واقتصادية وإنسانية متواصلة، باتت الاضطرابات المناخية المتزايدة تشكل تحديات إضافية في ظل غياب الاهتمام الحكومي وغياب دور السلطات المحلية.
كما أن وضع المناخ في بلادنا أدى إلى تفاقم ندرة المياه وتصحر الأراضي الزراعية، ما أثر سلبًا على الأمن الغذائي للسكان.
إلى جانب ذلك، أدت التغيرات المناخية إلى ارتفاع مستوى سطح البحر وتسارع وتيرة الكوارث الطبيعية.
إن تداعيات تغير المناخ في بلادنا باتت تهدد استقرار البلاد على المدى الطويل، وتضيف عبئا ثقيلا على كاهل السكان الذين يواجهون أصلاً أزمات إنسانية خطيرة.
وتتطلب مثل هذه التحديات تضافر الجهود الدولية لمساعدة بلادنا9 على التكيف مع هذه التغيرات والحد من آثارها المدمرة.
تحذيرات
وحذر المهندس الجيولوجي عادل المعاري من ازدياد حدة الظواهر المناخية الشرسة في بلادنا0، مشيراً إلى أن الأعاصير والفيضانات باتت تُشكل تهديداً كبيراً على حياة وممتلكات السكان.
وأوضح “للصوت الجنوبي” أن بلادنا يُعد من الدول الأكثر عرضة لتأثيرات تغير المناخ، لا سيَّما وأنَّه يعاني من موجات جفاف قاسية وفيضانات وأعاصير وأمطار غزيرة.
وأضاف أن “الأعاصير، وبالأخص تلك التي ضربت شرق دولة الجنوب خلال السنوات الأخيرة، مثل المهرة وسقطرى وحضرموت، قد تسببت في أضرار جسيمة بالبنية التحتية والممتلكات، كما أدت إلى نزوح العديد من السكان”.
وتابع: “أما الفيضانات، التي نتجت عن هطول كميات كبيرة من الأمطار، فقد أثرت على كل من المناطق الساحلية والداخلية، مما أدى إلى تفاقم أزمة نقص المياه وانعدام الأمن الغذائي.”
وأكد على ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة للتكيف مع تغير المناخ في 8، ودعا إلى تعزيز جهود الاستجابة للكوارث الطبيعية، وبناء بنية تحتية أكثر مقاومة للمخاطر المناخية، وتوفير الدعم للمجتمعات المحلية المتضررة.
أهمية التعاون الدولي
شدد الخبير المعاري على أهمية التعاون الدولي لدعم بلادنا في مواجهة تحديات تغير المناخ، من خلال توفير المساعدات المالية والتقنية لبناء قدراته على التكيف والتخفيف من آثار تغيرات المناخ.
من جانبه، قال أستاذ الجغرافيا سعيد الجابري إن “الأعاصير والمواسم المطرية غير المنتظمة والجفاف الحاد في بعض المواسم والاضطراب الكبير في الأمطار والتي تصل إلى الفيضانات والأعاصير بشكل متكرر، هي أبرز هذه الآثار”.
وأضاف “للصوت الجنوبي”: “أيضا الاضطراب ارتفاع درجة الحرارة واضطراب مواسم الأمطار أدى إلى اضطراب في التقويم الزراعي وتضررت الكثير من المحاصيل الزراعية سواء بالجفاف أو بملوحة التربة وغيرها من العوامل الأخرى الناتجة عن اضطراب مواسم الزراعية”.
وأردف: “بلادنا بطبيعة الحال ليست مسببا أساسيا وكلنا نعرف أن السبب الرئيس للتغييرات المناخية هو انبعاثات الغازات الدفيئة، لاسيما ثاني أكسيد الكربون والميثان وغيرها. فبلادنا تعد من البلدان الأقل مساهمة، بل إنَّ مساهمتها لا تذكر في هذا الجانب، ورغم ذلك، إلا إنها من أكبر البلدان المتضررة”.
أبريل 6, 2025
أبريل 6, 2025
أبريل 6, 2025
أبريل 6, 2025