الصوت الجنوبي – تقرير خاص في 29 سبتمبر الماضي، شنت مقاتلات إسرائيلية، عدة غارات جوية استهدفت ميناءين ومحطتي كهرباء في محافظة الحديدة الإستراتيجية الواقعة تحت سيطرة الحوثيين غرب شمال اليمن. واشتعلت النيران بشكل مكثف في المواقع المستهدفة، الأمر الذي اعتبرته مليشيا الحوثيين الإرهابية “عدوانا إسرائيليا بدعم أميركي” استهدف المحافظة المطلة على البحر الأحمر، والتي توصف..." />
في 29 سبتمبر الماضي، شنت مقاتلات إسرائيلية، عدة غارات جوية استهدفت ميناءين ومحطتي كهرباء في محافظة الحديدة الإستراتيجية الواقعة تحت سيطرة الحوثيين غرب شمال اليمن.
واشتعلت النيران بشكل مكثف في المواقع المستهدفة، الأمر الذي اعتبرته مليشيا الحوثيين الإرهابية “عدوانا إسرائيليا بدعم أميركي” استهدف المحافظة المطلة على البحر الأحمر، والتي توصف بأنها “رئة” يتنفس منها الحوثيون لكونها تحوي 3 موانئ حيوية.
وذكرت قناة المسيرة التابعة للمليشيا، أن الغارات الإسرائيلية استهدفت ميناءي الحديدة ورأس عيسى ومحطتي الحالي ورأس كثيب الكهربائيتين بالمحافظة.
وحول عدد الضحايا جراء القصف، أعلنت وزارة الصحة في حكومة الحوثيين أن “الغارات على الحديدة أدت إلى استشهاد أربعة مدنيين وإصابة 40 آخرين معظمهم إصابتهم حرجة”.
أهمية المواقع المستهدفة يُعد ميناء الحديدة الذي استهدفه الاحتلال الإسرائيلي، الأحد، من أهم موانئ في الجمهورية العربية اليمنية، وتسيطر عليه جماعة الحوثيين منذ عام 2014.
وبحسب تقارير أممية، يدخل عبر ميناء الحديدة نحو 70% من إجمالي الواردات إلى البلاد بما في ذلك المشتقات النفطية، إضافة إلى أنه أبرز منافذ البلاد بالنسبة للمساعدات التي تقدمها منظمات أممية ودولية.
كما يعتبر ميناء رأس عيسى من أعمق الموانئ في البلاد، ويتميز بقدرته على استقبال ناقلات ذات أحجام كبيرة، بحسب الموقع الإلكتروني لوزارة النقل التابعة للحوثيين.
أما المحطتان الكهربائيتان، فتكمن أهميتهما بأنهما تزودان الحديدة بالطاقة، وإذا توقفتا سيتضرر العديد من السكان المشتركين في الخدمة.
وبشأن أهداف الغارات على الحديدة، يقول الصحفي رشاد الكلدي “للصوت الجنوبي”، إن الضربات الإسرائيلية على المنشآت الخدمية والمدنية في الحديدة تظهر تأثيرًا كبيرًا على الحوثيين، حيث لا تقتصر هذه الضربات على إضعاف قوتهم العسكرية فحسب، بل تهدف أيضًا إلى زعزعة استقرارهم الاجتماعي والاقتصادي.
وأوضح أن “إسرائيل تسعى من خلال هذه الغارات إلى إلحاق ضرر بالغ بحاضنة الحوثيين المجتمعية، مما يؤثر سلبًا على قدرتهم على الاستمرار في الحرب”.
وأشار إلى أن “هذه الهجمات تمثل جزءًا من استراتيجية أوسع لاستنزاف اقتصاد الحوثيين ومصادر دخلهم، مثل المحطات الكهربائية والمنشآت النفطية والغازية، مما يُسهم في فرض حصار اقتصادي عليهم”.
وأضاف أنه بعد مرحلة الاستنزاف الاقتصادي، من المحتمل أن تُنفذ عمليات أمنية وعسكرية تستهدف الحوثيين بشكل مباشر.
وأكد الكلدي أن الغارات الإسرائيلية قد تركت آثارًا ملموسة على الحوثيين، مشيرًا إلى أن “الاستهدافات تركزت على البنية التحتية التي تخدم المواطنين، لكن الضرر الذي لحق بالحوثيين واضح، حيث سيتطلب الأمر وقتًا وجهودًا كبيرة لإعادة تأهيل ما تم تدميره”.
كما أكد أن “الضربات الإسرائيلية أثرت على قدرة الحوثيين على المناورة، حيث تضررت بعض المواقع الحيوية مثل ميناء الحديدة ومحطة الكهرباء، مما يعكس تأثيرًا مباشرًا على قدرتهم العسكرية”.
وحول توقعه بشأن مدى استمرار الغارات الإسرائيلية على مواقع الحوثيين، لفت الصحفي رشاد الكلدي إلى أن إسرائيل تنفذ عملياتها فقط بطريقة ردة الفعل وذلك بعد أن يستهدفها الحوثيون”، في إشارة إلى أن الأمر مرهون باستمرار هجمات الجماعة على إسرائيل.
على الرغم من تقليل الحوثيين لأضرار الضربات الإسرائيلية، ثمة من يعتقد أن هذه الهجمات تضعف قدرات الجماعة. وفي هذا السياق، يرى الصحفي جميل الضالعي أن الضربات الإسرائيلية التي يحاول الحوثيون التقليل من فعاليتها قد أحدثت أثرا بالفعل.
وأضاف “للصوت الجنوبي”: “في الحروب، تستهدف الدول عادةً مراكز القيادة والسيطرة، بالإضافة إلى المطارات والموانئ، فضلاً عن المراكز الصناعية والاقتصادية التي تحمل تأثيرات استراتيجية كبيرة، حتى وإن كانت مدنية أو محظور استهدافها وفقًا للقانون الدولي”.
وأوضح أن “الأماكن المستهدفة تحمل أهمية استراتيجية كبيرة، ويترتب على ضربها تأثيرات ملحوظة، حتى لو كان ذلك يتعارض مع مبادئ القانون الدولي الإنساني”.