السبت, أبريل 12, 2025
الصوت الجنوبي – تقرير خاص
اشتعلت شرارة ثورة 14 أكتوبر في 14 أكتوبر 1963م، في الجنوب ضد الاحتلال البريطاني، وانطلقت من جبال ردفان، بقيادة الشهيد المناضل راجح بن غالب لبوزة، الذي استشهد مع مغيب شمس يوم الثورة، وقد شنت السلطات الاستعمارية حملات عسكرية غاشمة استمرت ستة أشهر، ضربت خلالها القرى والسكان الآمنين بمختلف أنواع الأسلحة، واتّبعت قوات الاحتلال البريطاني في هجماتها وغاراتها على مناطق ردفان سياسة «الأرض المحروقة»، ومع ذلك فشلت الإمبراطورية البريطانية في مواجهة شعب الجنوب الذين قاوموا الاحتلال في مختلف المدن حتى اجبروا المحتل الإنجليزي على الرحيل من أرض الجنوب مذلولا مدحوراً.
وتُعد ثورة 14 أكتوبر نقطة الانطلاق الحاسمة نحو استقلال الجنوب العربي من الاستعمار البريطاني الذي دام 129 عامًا. تم إعلان الاستقلال الكامل في 30 نوفمبر 1967 بعد كفاح مسلح طويل قاده الثوار الجنوبيون. كما شكلت الثورة حدثًا موحدًا للجنوبيين من مختلف المناطق والقبائل، حيث انضم العديد من الأفراد من حضرموت ولحج والضالع وشبوة إلى الحركة الوطنية، مما عزز الشعور بالانتماء الوطني ووحد الجنوب في مواجهة العدو المشترك.
أهمية الثورة في الحاضر
اليوم، تُعتبر ثورة 14 أكتوبر رمزًا لاستقلال الجنوب وهويته الوطنية. يستلهم الجنوبيون قيم الثورة لتعزيز مطالبهم السياسية الراهنة، خاصة فيما يتعلق بالاستقلال عن الشمال وإعادة بناء دولة الجنوب العربي المستقلة. بالنسبة للعديد من الجنوبيين، تعتبر الثورة جزءًا من التراث النضالي الذي يستندون إليه في الحراك الجنوبي السلمي والمسلح لاستعادة دولتهم.
وتعزز الثورة المطالب السياسية للجنوبيين ضمن المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي يسعى لإعادة تأسيس دولة الجنوب بناءً على إرث نضالي قديم. كما تعتمد الحركة الجنوبية على إرث ثورة 14 أكتوبر كمصدر للشرعية السياسية، حيث يرون أن لهم الحق في الاستقلال وإعادة بناء دولتهم بناءً على حق تاريخي وثوري.
التأثير المستمر للثورة
تستمر ثورة 14 أكتوبر في التأثير بشكل كبير على طريقة تحرك الجنوبيين اليوم نحو استعادة دولتهم. تعتبر رمزًا للنضال والمقاومة ضد الاستعمار، وتعيد إلى الأذهان قدرة الجنوبيين على تحقيق الاستقلال سابقًا. الاحتفالات السنوية بالثورة تعد فرصة لتجديد العهد بالاستقلال وإعادة التأكيد على حقوق الجنوب.
كما تستخدم الثورة كأداة لتوحيد مختلف مكونات المجتمع الجنوبي حول قضية استعادة الدولة. ويستمد المجلس الانتقالي الجنوبي ومختلف التيارات الجنوبية الداعمة للاستقلال القوة من الإرث الثوري ويعملون على تعزيز الوحدة بين أبناء الجنوب.
وفي حديث “للصوت الجنوبي”، قال
الكاتب والمحلل السياسي سالم أحمد المرشدي إن
ثورة 14 أكتوبر 1963 تحمل أهمية كبيرة بالنسبة للجنوبيين على عدة مستويات، سواء في الماضي أو الحاضر. كانت الثورة نقطة الانطلاق الحاسمة نحو استقلال الجنوب العربي من الاستعمار البريطاني الذي دام 129 عامًا، حيث تم إعلان الاستقلال الكامل في 30 نوفمبر 1967 بعد كفاح مسلح طويل قاده الثوار الجنوبيون ضد البريطانيين.
وأضاف: “لقد شكلت الثورة حدثًا موحدًا للجنوبيين من مختلف المناطق والقبائل، حيث انضم العديد من الأفراد من حضرموت ولحج والضالع وشبوة إلى الحركة الوطنية، مما عزز الشعور بالانتماء الوطني ووحد الجنوب في مواجهة العدو المشترك”.
وتابع: “بعد تحقيق الاستقلال، ساهمت الثورة في تغيير الأوضاع الاجتماعية والسياسية في الجنوب، وتم تأسيس دولة جديدة بنظام جمهوري يتبنى أفكار الاشتراكية والتحرر، مما شكل تحولًا جذريًا في بنية المجتمع الجنوبي مقارنة بفترة الاستعمار”.
وأردف: “في الحاضر، تُعتبر ثورة 14 أكتوبر رمزًا لاستقلال الجنوب وهويته الوطنية. يستلهم الجنوبيون قيم الثورة لتعزيز مطالبهم السياسية الراهنة، خاصة فيما يتعلق بالاستقلال عن الشمال وإعادة بناء دولة الجنوب العربي المستقلة”.
وبالنسبة للعديد من الجنوبيين، تعتبر ثورة 14 أكتوبر جزءًا من التراث النضالي الذي يستندون إليه في الحراك الجنوبي السلمي والمسلح لاستعادة دولتهم، حيث تستحضر ذكراها روح المقاومة وتوحيد الصفوف.
كما تعزز الثورة المطالب السياسية للجنوبيين ضمن المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي يسعى لإعادة تأسيس دولة الجنوب بناءً على إرث نضالي قديم، مما يجعل الاحتفاء بذكراها مستمرًا وبنفس الحماس.
وما زلت تؤثر ثورة 14 أكتوبر بشكل كبير في طريقة تحرك الجنوبيين اليوم نحو استعادة دولتهم، وهي تُعتبر مصدر إلهام قوي للحركة الوطنية الجنوبية المعاصرة.
أوضح المناضل ناصر باجبع أن ثورة 14 أكتوبر جاءت لانتزاع الحق بالقوة من مستعمر قوي استمر في استعمار البلاد لمدة 129 عامًا، وإعادة الحق إلى أهله. الثورة انتزعت هذا الحق من دولة كانت تُعرف بالإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس.
وأشار باجبع في حديث “للصوت الجنوبي” إلى أن الجيل الذي حرر الجنوب هو الجيل الثالث عشر، مما يدل على أن الجنوبيين لا ينسون حقوقهم. الجيل الحالي الذي يطالب بعودة دولة الجنوب هو جيل الوحدة، حيث إن 80% منهم من مواليد ما بعد الوحدة، تمامًا كما كان من فجروا ثورة أكتوبر من مواليد عهد الاستعمار. هذا يؤكد أن الثورة ما زالت مؤثرة في حراك الجنوبيين اليوم لاستعادة دولتهم، حيث إن مغتصب الأرض والحقوق لا يُعطى له الحق سواء كان من جلدتك أو من غير جلدتك.
وقال باجبع: “ثورة 14 أكتوبر كانت نتيجة حتمية لرفض الشعب في الجنوب العربي لحكم المستعمر البريطاني، وحملت أداة الثورة اسم الجبهة القومية لتحرير جنوب اليمن المحتل. لم يكن الجنوب اليمني محتلاً إلا بعد تمكن الشماليين من الوصول إلى القيادة، ولوجود زخم قومي حينها تحت مسمى القومية العربية بزعامة الرئيس عبد الناصر، الذي كان يشير إلى الجنوب العربي في خطاباته”.
وأكد باجبع أن تأثير ثورة الجنوب يمتد إلى الماضي وبدايات الثورة، ومع الزخم الإعلامي والاعتزاز بما أنجزته ثورة 14 أكتوبر لشعب الجنوب العربي من مكتسبات تنموية في مختلف المجالات، فإن هذا يعطي دفعًا للأجيال الفتية.
وأشار إلى أهمية تخصيص برامج على وسائل الإعلام الجنوبية تستضيف من عايشوا التجربة بعد الاستقلال وحتى اليوم، لإظهار الحقائق بما في ذلك الصراعات التي جرت في الجنوب وأدت في النهاية إلى الدخول في الوحدة.
أبريل 12, 2025
أبريل 12, 2025
أبريل 12, 2025
أبريل 12, 2025