الصوت الجنوبي – متابعاتشجعت الولايات المتحدة أوروبا على إنهاء الاعتماد على الغاز الروسي مقابل أن تتعهد بتوفير الإمدادات الضرورية، في انتظار التوصل إلى بدائل. لكن الأوروبيين اكتشفوا أن الأمر لا يعدو أن يكون أقرب إلى الخديعة؛ إذ استثمر الأميركيون تراجع الإمدادات الروسية لزيادة أسعار الغاز الأميركي المتجه إلى أوروبا أضعافا مضاعفة. يأتي هذا ليؤكد أن..." />
الصوت الجنوبي – متابعات شجعت الولايات المتحدة أوروبا على إنهاء الاعتماد على الغاز الروسي مقابل أن تتعهد بتوفير الإمدادات الضرورية، في انتظار التوصل إلى بدائل. لكن الأوروبيين اكتشفوا أن الأمر لا يعدو أن يكون أقرب إلى الخديعة؛ إذ استثمر الأميركيون تراجع الإمدادات الروسية لزيادة أسعار الغاز الأميركي المتجه إلى أوروبا أضعافا مضاعفة.
يأتي هذا ليؤكد أن مآخذ جو بايدن على أوبك+، وعلى السعودية بوجه خاص، بدعوى خفْض الإنتاج لزيادة الأسعار هي نفسها مآخذ أوروبا عليه وعلى إدارته.
وقابل وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان الضغوط على بلاده بخطاب واضح وصريح على هامش قمة المناخ في مصر حين قال إن العالم يريد “التمثيل” بالمملكة أو “صلبها” باعتبارها أكبر مصدر للنفط، في إشارة إلى حجم الاستهداف الذي تعرضت له خاصة من الأميركيين الذي تناسوا في لحظة واحدة حجم الشراكة مع السعودية وأهميتها الإستراتيجية لبلادهم.
وقال الأمير عبدالعزيز “العالم يريد أن يمثل بنا. سنسائل (زعماء دول) العالم عما يقدمونه لأننا نريد من الآخرين مضاهاتنا وتوجيه أموالهم لدعم القضايا التي يتشدقون بها”. ويأتي تصريح الوزير السعودي ليؤكد حجم التناقض في تصرف الولايات المتحدة تجاه بلاده من ناحية، ومن ناحية أخرى تضغط على الأوروبيين وتدفعهم إلى شراء الغاز بأسعار خيالية، مثلما اشتكى من ذلك قادة أوروبيون.
ولم يتردد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في أن يتهم واشنطن بـ”ازدواجية المعايير” بسبب الاختلاف بين السعر الذي يُباع به الغاز الأميركي في أوروبا والسعر الذي يُباع به داخل أميركا.
وقال ماكرون بسخرية في كلمة له أمام مؤتمر لرجال الأعمال عقد في باريس “سنقول لأصدقائنا الأميركيين والنرويجيين، بروح الصداقة العظيمة: أنتم رائعون، (لأنكم) تزودوننا بالطاقة والغاز”.
وتابع ماكرون “لكنْ هناك شيء واحد لا يمكن أن يستمر لفترة طويلة، وهو أن ندفع أربعة أضعاف السعر الذي تبيعون به منتجات صناعتكم، ذلك ليس المعنى الدقيق للصداقة”.
ولم يكن الرئيس الفرنسي القائد الأوروبي الوحيد الذي احتج على الخديعة الأميركية التي شجعت الأوروبيين على وقف الاعتماد على الغاز الروسي الذي كانوا يحصلون عليه بسلاسة وبأسعار معقولة ووفق خطط طويلة المدى وآمنة، ثم وضعتهم أمام الأمر الواقع بزيادة الأسعار زيادة جنونية.
واستنكر وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك في تصريحات سابقة طلب “دول صديقة”، في مقدمتها الولايات المتحدة، من ألمانيا “أثمانًا خيالية” لتوريد الغاز من أجل تعويض وقف الشحنات الروسية.
ونقلت صحيفة بيزنس إنسايدر منذ أيام عن مصادر مطلعة قولها إن حمولة سفينة واحدة من الغاز الطبيعي المسال الأميركي بحوالي 60 مليون دولار، بلغ سعرها بعد شحنها إلى أوروبا حوالي 275 مليون دولار، أي بزيادة نسبتها 358 في المئة، وإن كل ناقلة غاز طبيعي مسال تحقق أرباحا تتجاوز 150 مليون دولار.