الصوت الجنوبي / خاص على مدار السنوات الماضية، ارتكب قادة بارزون في حكومة تصريف الأعمال وقائع فساد، كوَّنوا من خلالهم ثروات مالية طائلة. أحد هؤلاء هو رجل الأعمال أحمد العيسي، المتورط في كثيرٍ وقائع الفساد، الذي يملك شركات، تقوم باستيراد المشتقات وتبيعها لشركة مصافي عدن الحكومية، إلا أنّ الواقع والوثائق تبين أن تجارة المشتقات، تديره..." />
على مدار السنوات الماضية، ارتكب قادة بارزون في حكومة تصريف الأعمال وقائع فساد، كوَّنوا من خلالهم ثروات مالية طائلة.
أحد هؤلاء هو رجل الأعمال أحمد العيسي، المتورط في كثيرٍ وقائع الفساد، الذي يملك شركات، تقوم باستيراد المشتقات وتبيعها لشركة مصافي عدن الحكومية، إلا أنّ الواقع والوثائق تبين أن تجارة المشتقات، تديره منظومة فساد متكاملة، سياسية واقتصادية أمنية، تنتمي إلى الطبقة الحاكمة.
مصدر حكومي مسؤول قال إنّ “الاحتكار في استيراد المشتقات النفطية للبلاد يعود بخسائر كبيرة في الاقتصاد”، وأكّد المصدر في إفادة صحفية أنَّ “سوق المشتقات النفطية تعد أحد أهم أسباب سحب الاحتياطي من النقد الأجنبي في البنك المركزي اليمني”.
بينما كانت شركة النفط اليمنيّة الحكوميّة تتقدم بشكوى عند النائب العام ضد تاجر النفط توفيق عبد الرحيم بتهمة تخزين مادة البنزين والتسبب بأزمة في السوق المحليّة، كان تاجران آخران وهما أحمد صالح العيسي وحسين الحثيلي ينهيان معاملاتهما لتأسيس شركة أوف شور باسم (Red Sea Refinery Limited)، وبالشراكة مع رجل أعمال أميركي مولود في باكستان يدعى ظفار إكرام شيخ.
يصف العيسي الذي عُيّن نائباً لمدير مكتب رئيس الجمهورية للشؤون الاقتصاديّة بداية العام 2020، نفسه بأنه المؤهل لأن يكون الرئيس القادم لليمن، بينما يصفه منافسوه بـ “التمساح”، ونقلت تقارير إعلامية عن رئيس الحكومة اليمنيّة الحالية وصفه بـ “الفاسد”.
بداياته كان مشرفاً على محطة وقود تعود لوالده في محافظة الحديدة. كانت اللبنة الأولى التي أوصلته بسرعة الصاروخ ليكون المحتكر الوحيد والمتحكم في الوقود الذي يصل إلى ميناء عدن بحسب صحيفة لوموند الفرنسيّة. وهو ما لم يكن لولا علاقته التي بدأت برئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي عندما كان وزيراً للدفاع في التسعينيات.
وفي تحقيق يستند إلى وثائق مسربة حصل عليها “الاتحاد الدولي للصحفيين الاستقصائيين” ( ICIJ logo ) ، وشاركها مع “أريج” وعدد كبير من الناشرين حول العالم ضمن مشروع أطلق عليه أسم “أوراق باندورا”، التسريبات التي يحقق فيها أكبر تعاون صحفي عابر للحدود في التاريخ، تضمّ ملايين الوثائق من مكاتب محاماة، حول الملاذات الضريبية، وتكشف عن الأصول والصفقات السرية والثروات الخفية لأثرياء – من بينهم أكثر من 130 مليارديراً – وأكثر من 30 من قادة العالم وعدد من الهاربين أو المدانين ومشاهير الرياضة وغيرهم، وكذلك قضاة ومسؤولو ضرائب وأجهزة مكافحة التجسس.
تكشف الوثائق أن العيسي أسس شركة أوف شور مع الحثيلي وشيخ في جزر العذراء البريطانيّة في السابع من أيار/ مايو 2014. كان الغرض الأساسي منها هو الاستثمار والمشاركة في الشركات وفتح حساب بنكيّ.
ما قصة رأس عيسى والعيسي؟ في السادس عشر من تموز/ يوليو 2013، وقعت شركة النفط اليمنية اتفاقية مع العيسي تقضي بإنشاء شركة باسم رأس عيسى النفطيّة، تقوم بتخزين وتجارة المشتقات النفطيّة في ميناء رأس عيسى بالحديدة لمدة خمسة وعشرين عاماً.
وبهذا الاتفاق يحتكر العيسي توزيع ونقل المشتقات النفطيّة عن طريق البحر عبر أسطول باخراته.
وبموجب الاتفاقيّة تدفع الحكومة اليمنية 13 دولار أمريكي كإيجار عن كل طن من المشتقات النفطيّة لدى الشركة، سواء للتخزين أو التشغيل. الاتفاقيّة تشمل بنوداً مثل “توريث الحق” لورثة العيسي في استمرار الشراكة عند وفاته ولا يتمّ فسخ العقد حتى لو أعلن إفلاسه. يقول الخبير في الشؤون النفطية اليمنية عبد الواحد العوبلي “، إن “النفط في اليمن دائماً وأبداً ما كان مسيطراً عليه من قبل الهوامير (المتنفذين)”، “بالنسبة للعيسي كان هو طوال الـ30 عاماً الماضية يحتكر نقل النفط بحرياً عبر ميناء رأس عيسى الذي يصبّ فيه النفط من مأرب، وينقلها إلى مصافي عدن”.