سقوط قنوات الإخوان اليمنية.. انهيار مهني وأخلاقي يفضح أجندة العداء ضد الجنوب

الصوت الجنوبي | تقرير خاص

في الوقت الذي يواصل فيه الجنوب ترسيخ حضوره السياسي والوطني، تتهاوى المنابر الإعلامية التابعة لجماعة الإخوان المسلمين في اليمن، وعلى رأسها قنوات بلقيس وسهيل والمهرية ويمن شباب، في دوامة من السقوط المهني والانحدار الأخلاقي غير المسبوق.

هذه القنوات التي كانت تزعم أنها صوت “الحرية والشرعية” تحوّلت اليوم إلى أدوات للتضليل، تبث الأكاذيب وتخدم أجندات حزبية ضيقة، فقدت كل صلة بالواقع والمهنية والضمير الصحفي.

تسعى تلك المنابر إلى تشويه صورة الجنوب والمجلس الانتقالي وقياداته، بعد أن فشلت في مواجهة صعود المشروع الجنوبي وقوته السياسية والعسكرية على الأرض، ومع كل خطوة نجاح يحققها الجنوب، تزداد تلك القنوات ارتباكًا وتشنجًا، حتى بلغت مرحلة السقوط الكامل، ليس فقط في مضمونها، بل في أخلاقيات الطرح والخطاب الإعلامي الذي بات أقرب إلى التحريض الممنهج منه إلى العمل الصحفي.

هذا الانهيار لا يأتي صدفة، بل يعكس مأزقًا عميقًا تعيشه جماعة الإخوان وأذرعها الإعلامية التي فقدت جمهورها ومصداقيتها، وباتت اليوم تواجه الرفض الشعبي الواسع في الجنوب واليمن عمومًا، كمنابر فقدت رسالتها وتحولت إلى أبواق لأجندات إقليمية لا تخدم سوى الفوضى والانقسام.

سقوط مهني وأخلاقي بلا حدود

يؤكد مراقبون أن السقوط المهني لقنوات الإخوان بلغ ذروته خلال الأشهر الأخيرة، إذ لم تعد تلتزم بأي من المعايير المهنية أو الأخلاقية في نقل الأخبار، بل صارت تعتمد على الإشاعة والفبركة كأسلوب ثابت في تغطيتها للشأن الجنوبي.

الدكتور صدام عبدالله، أستاذ الصحافة والإعلام بجامعة عدن، قال في منشور على منصة (X) رصده محرر الصوت الجنوبي: “لقد شهدنا تحوّلًا مأساويًا في أداء هذه القنوات، من مؤسسات يفترض فيها أن تكون صوتًا للرأي العام إلى منابر مأجورة تروّج للتضليل والإشاعة، وتتبنّى خطابًا عدائيًا ضد الجنوب والمجلس الانتقالي وقياداته، وهو ما يمثل سقوطًا أخلاقيًا قبل أن يكون مهنيًا.”

وأشار د. صدام إلى أن هذه القنوات فقدت تمامًا صلتها بمعايير الصحافة الحديثة، إذ لم تعد تتحقق من مصادرها أو تلتزم بالحياد في نقل الأحداث، بل تمارس تصفية حسابات سياسية مكشوفة، ما جعلها تُدرج ضمن “القنوات المعادية للاستقرار والسلام”.

انكشاف الأجندة السياسية والإعلامية

يرى محللون أن قنوات بلقيس وسهيل والمهرية ويمن شباب تعمل ضمن منظومة متكاملة تستهدف الجنوب سياسيًا وإعلاميًا، من خلال بث رسائل تتقاطع مع خطاب الحوثيين، في ما يشبه “التخادم المعلن” بين الإعلام الإخواني والحوثي.

المحامي يحيى غالب الشعيبي، عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، رئيس فريق التوجيه والرقابة الرئاسي في ساحل حضرموت، قال في منشور على منصة (X) رصده الصوت الجنوبي: “ما تقوم به هذه القنوات من تحريض ممنهج ضد الجنوب والمجلس الانتقالي يدخل في إطار عمل سياسي موجه تديره أحزاب وكيانات معادية، لكنها اليوم تعيش انهيارًا واضحًا، بعد أن فقدت السيطرة على ما تبقى من المهنية والأخلاق الإعلامية.”

وأضاف الشعيبي أن هذا الانهيار جاء نتيجة مباشرة للنجاحات السياسية التي حققها المجلس الانتقالي، قائلاً:
“كلما حقق الانتقالي انتصارًا في مسار العمل السياسي، كلما ازدادت هذه القنوات انهيارًا، لأن خطابها يقوم على الكذب وتزييف الوعي، وليس على الحقيقة.”

إفلاس إعلامي وغياب للمصداقية

من الواضح أن هذه القنوات لم تعد تملك سوى “سلاح الإشاعة”، بعد أن فقدت مصداقيتها حتى لدى جمهورها التقليدي، ففي كل مرة تبث فيها خبرًا كاذبًا، تُفضح سريعًا أمام المتابعين، ما جعلها تعيش عزلة إعلامية خانقة.

الإعلامي عادل المدوري، رئيس تحرير الجريدة بوست، قدّم أمثلة صارخة لهذا الانهيار، حيث قال:
“قناة بلقيس خلال شهر واحد فقط نشرت إشاعة عن زيارة وفد إسرائيلي إلى عدن، ثم إشاعة عن إلغاء قرارات الزبيدي، ثم زعمت طرده من الولايات المتحدة بعد مشاركته في الأمم المتحدة، وفي كل مرة اتضح أن الخبر كاذب بالكامل.”

وأكد المدوري في منشور له على منصة إكس: أن هذه الممارسات ليست مجرد أخطاء مهنية، بل سياسة ممنهجة هدفها ضرب الثقة في القيادة الجنوبية وتشويه إنجازاتها، مشيرًا إلى أن هذه القنوات أصبحت “منابر للفشل والإفلاس المهني” لا أكثر.

خطاب تحريضي واستهداف للرموز الجنوبية

لم تكتفِ تلك القنوات بالتضليل الإخباري، بل تجاوزت ذلك إلى الهجوم الشخصي والتحريض على القيادات الجنوبية. فهي تكرس خطاب الكراهية والانقسام وتعمل على تشويه رموز الجنوب السياسية والعسكرية، في محاولة لخلق فجوة بين الشعب وقيادته.

الإعلامي عمر عرم علّق على هذا المشهد بقوله:
“لقد تحولت قنوات الإخوان إلى أدوات تحريض ممنهجة ضد الجنوب، تمارس الأكاذيب والفبركات، وتستهدف القيادات الوطنية التي تحظى بتأييد شعبي واسع، وهو ما جعلها تسقط أخلاقيًا قبل أن تسقط مهنيًا.”

وأشار عرم في منشور له على منصة إكس: إلى أن الشارع الجنوبي لم يعد يثق بهذه المنابر، التي أصبحت تُعامل كأدوات عدائية تخدم مشاريع مشبوهة، لا تختلف في مضمونها عن الخطاب الحوثي أو خطاب المليشيات المعادية للجنوب.

الوعي الجنوبي يواجه التضليل

أمام هذا الكم من التحريض والتضليل، برز وعي جنوبي متنامٍ في مواجهة إعلام الإخوان، عبر حملات توعوية ونشاط إعلامي مضاد، يفضح الأكاذيب ويكشف الحقائق للجمهور، لقد أدرك المواطن الجنوبي أن معركة الوعي لا تقل أهمية عن المعارك العسكرية والسياسية.

هذا الوعي، كما يراه د. صدام عبدالله، يمثل “جدار الصدّ الحقيقي أمام محاولات اختراق العقول”، مضيفًا أن الإعلام الجنوبي الحر أثبت تفوقه في المهنية والالتزام بالحقائق، مقابل إعلام مأجور يعيش على الفبركة والتحريض.

ويرى المحامي يحيى الشعيبي أن الهجوم المتواصل على الجنوب دليل نجاح، قائلاً: “في قواعد العمل السياسي، انزعاج خصومك وهجومهم الإعلامي ضدك دليل على أنك حققت انتصارات سياسية. لذلك فإن انهيارهم اللفظي وسقوطهم الأخلاقي تأكيد لنجاحنا.”

بينما تتهاوى المنابر الإخوانية في مستنقع الفبركة والتحريض، يواصل الإعلام الجنوبي ترسيخ رسالته الوطنية والمهنية، مستندًا إلى الحقائق والمصداقية.

لقد سقطت الأقنعة عن إعلام حزبي مأجور فقد بوصلته الأخلاقية، ليبقى الجنوب بصوته الحر وإعلامه المسؤول هو من يكتب الحقيقة وينتصر لها.