تقرير خاص – الصوت الجنوبي


تتجه الأنظار نحو مدينة سيئون، التي تستعد لاحتضان فعالية جماهيرية كبرى بمناسبة الذكرى الـ58 لعيد الاستقلال الوطني المجيد 30 نوفمبر، في حدث يعتبر محطة وطنية تحمل رسائل سياسية وشعبية بالغة الأهمية، ويأتي هذا الحدث في لحظة حساسة يشهد فيها الجنوب حراكًا سياسيًا متصاعدًا، وتأكيدًا على الدور المحوري لحضرموت في هذه المرحلة.

وشهدت المكلا خلال الأيام الماضية سلسلة اجتماعات مكثفة على مستوى القيادات التنفيذية للمجلس الانتقالي الجنوبي في حضرموت، ناقشت الترتيبات التنظيمية والفنية والإعلامية الخاصة بالفعالية، لضمان إخراجها بصورة تليق بقيمة المناسبة ورمزيتها الوطنية، وقد برز في هذه اللقاءات التأكيد على أن المشاركة الجماهيرية الواسعة ستكون العنوان الأبرز لهذا الحدث.

كما حرصت قيادة الانتقالي، ممثلة بالقائم بأعمال رئيس تنفيذية انتقالي حضرموت الأستاذ محمد صالح باتيس، ورئيس الجمعية الوطنية الأستاذ علي عبدالله الكثيري، ورئيس الهيئة التنفيذية المساعدة لشؤون مديريات الوادي والصحراء الأستاذ محمد الزبيدي، على إبراز البعد الوطني للفعالية، وما تحمله من معانٍ تؤسس لمرحلة جديدة تؤكد فيها حضرموت والجنوب موقفهما الثابت في مسار النضال السياسي والوطني.

ترتيبات تنظيمية مكثفة لفعالية استثنائية

شهدت الهيئة التنفيذية لانتقالي حضرموت اجتماعًا استثنائيًا برئاسة الأستاذ محمد صالح باتيس، جرى خلاله مناقشة جميع التفاصيل المتعلقة بالفعالية، من اللجان التنظيمية إلى التحضيرات الميدانية، الاجتماع أكد على ضرورة توفير أعلى درجات الجاهزية لاستقبال الآلاف من المشاركين المتوقع توافدهم إلى سيئون.

وتضمن الاجتماع إقرار تشكيل غرف عمليات ميدانية تعمل على مدار الساعة، لضمان التنسيق الدقيق بين فرق التنظيم، والجهات المعنية في المديريات، مع تحديد المهام والمسؤوليات لضمان سير العمل بخطط واضحة ومتكاملة، كما ناقش الاجتماع عمليات التنسيق مع قطاعات الشباب والمرأة والإعلام، بهدف تعزيز الحضور الجماهيري وتوحيد الجهود نحو فعالية نوعية.

وأكد باتيس في تصريح خاص لـ”الصوت الجنوبي”: أن إحياء ذكرى الاستقلال ليس مجرد يوم تاريخي، بل واجب وطني يعبّر عن الوفاء لتضحيات الرعيل الأول، داعيًا إلى أن تكون هذه الفعالية منصة لتجديد العهد وتعزيز وحدة الصف الجنوبي.

وشدد باتيس على ضرورة استمرار الاجتماعات خلال الأيام التي تسبق الفعالية لضمان اكتمال الجاهزية.

ويعكس حجم التنسيق والتنظيم حجم الاهتمام الكبير الذي توليه قيادة انتقالي حضرموت لهذه الفعالية، إدراكًا منها للدلالات السياسية والرمزية التي ستحملها رسائل سيئون في هذه المرحلة المفصلية.

الكثيري يؤكد أهمية سيئون ويدعو إلى حشد غير مسبوق

في لقاء موسع ترأسه رئيس الجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي الجنوبي الأستاذ علي عبدالله الكثيري، شدّد على أهمية مضاعفة الجهود لإنجاح الفعالية المركزية التي ستحتضنها سيئون، معتبرًا أنها فعالية على مستوى الجنوب لا تقتصر على حضرموت وحدها، مؤكدًا أن هذه المناسبة تمثل محطة متجددة في مسار النضال الجنوبي.

وأوضح الكثيري أن اختيار الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي لمحافظة حضرموت لاحتضان هذه الفعالية يحمل رسالة تقدير لدور أبنائها وعمق تأثيرهم في المشهد الجنوبي، مشيرًا إلى أن حضرموت كانت وستظل ركيزة أساسية في المشروع الوطني الجنوبي، ودعا القيادات التنفيذية إلى العمل بروح الفريق الواحد لضمان نجاح الفعالية.

كما حذر الكثيري من محاولات جر حضرموت إلى مربعات الفتنة، مؤكدًا أن حضرموت عصيّة على الانزلاق في أي صراعات داخلية، وأن الحضور الجماهيري الكبير في سيئون سيكون جوابًا واضحًا على كل محاولات التشويه والتشتيت، ووجّه رسالة واضحة بأن المجلس الانتقالي سيؤكد من سيئون أنه رقم صعب في المعادلة السياسية.

وانتهى اللقاء باستعراض الترتيبات الميدانية من قبل الأستاذ محمد باتيس والأستاذ محمد الزبيدي، حيث قدّما صورة متكاملة عن الجهود التنظيمية الجارية، والآليات الموضوعة لتنظيم الحشود واستقبالها في الوقت المحدد.

فعالية سيئون رسالة وطنية جامعة

قدّم مدير إدارة الإعلام والثقافة بتنفيذية انتقالي حضرموت، الأستاذ عبدالله سعيد باوزير، تصريحًا خاصًا لـ”الصوت الجنوبي”، أكد فيه أن فعالية سيئون ليست مجرد احتفال تقليدي، بل حدث وطني يحمل رسائل مهمة تجسد وحدة الصف الجنوبي، مضيفًا أن هذه المناسبة ستؤكد التلاحم الجنوبي وإرادة الشعب في الدفاع عن قضيته الوطنية.

وأوضح باوزير أن مدينة سيئون ستكون على موعد مع حضور جنوبي واسع يعكس مكانتها ودورها الريادي في حضرموت، مضيفًا أن اللجان الإعلامية كثفت جهودها خلال الأيام الماضية لتوحيد الرسالة الإعلامية وإبراز أه