الصوت الجنوبي – تقرير خاص

على مدى الأربعة أشهر الماضية، شهدت جهود السلام في اليمن حراكا دبلوماسيا دوليا وإقليميا رفع فرصة الخروج بحل توافقي ينهي الصراع في اليمن، الذي دخل عامه الثامن، بعد وصول كل المساعي السابق إلى أفق مسدودة.

وبعد ثلاثة أسابيع من إحاطة المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ، لمجلس الأمن الدولي من صنعاء، الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي، إلتقى المبعوث في العاصمة عدن، يوم الثلاثاء الماضي، رشاد العليمي، رئيس مجلس القيادة اليمني، وعضو المجلس، عبد الرحمن المحرمي، وبعض قادة المجلس الرئاسي والمجلس الانتقالي الجنوبي، لمناقشة الوضع الراهن في اليمن.

إلى جانب ذلك، أجرى المبعوث الأمريكي إلى اليمن تيم ليندركينغ عدة لقاءات في الرياض السعودية، شملت السفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر، وعضو المجلس الرئاسي اليمني سلطان العرادة.

كما عقد وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان آل سعود، الاثنين، لقاءا تشاوريا في مسقط مع نظيره العماني، وفقا لخارجية السلطنة التي تقود وساطة بين الحوثيين والرياض منذ أشهر. وتمَّت لقاءات دبلوماسية أخرى مثل اللقاء الذي جمع الممثل الخاص لرئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، عمرو البيض، مع سفير هولندا لدى اليمن بيتر دير هوف، الأربعاء.

وخلال الأشهر الماضية، تصدَّرت المفاوضات المباشرة بين الحوثيين والسعودية، بوساطة عمانية، التحركات لتثبيت اتفاق هدنة جديد في اليمن وفقا لشروط الحوثيين التي أنهت هدنة الهدنة السابقة دون اتفاق.

وفي أكتوبر ونوفمبر المنصرمين، قصف الحوثيون أربعة موانئ نفطية في حضرموت وشبوة، جنوب اليمن، بالطائرات المسيرة. وأدت هذه الهجمات إلى وقف إنتاج وتصدير النفط حتى اللحظة.

ورغم كل الجهود التي بذلتها المملكة العربية السعودية للتوصل إلى اتفاق مع الحوثيين لوقف إطلاق النار وتجديد الهدنة في اليمن، عبر مباحثات مباشرة بين المملكة والحوثيين بوساطة عمانية، زعم الحوثيون مقتل مدنيين في محافظة صعدة، الحدودية، في قصف مدفعي سعودي.

وفي المقابل، نفى متحدث التحالف العربي، العميد تركي المالكي هذه الإدعاءات، وقال إنها “عارية عن الصحة”.

وحتى الآن، يقف المجلس الرئاسي اليمني بقيادة العليمي خارج هذه المفاوضات. وفي حين أن المجلس الانتقالي الجنوبي يتطلع إلى السلام والمشاركة الفعالة في التوصل لاتفاق ينهي الأزمة اليمنية، يعتقد مراقبون جنوبيون أنّ قيادات شمالية في المجلس الرئاسي اليمني تعرقل هذه الجهود.

ويشير المراقبون إلى أنّ السلام في اليمن يبدأ من مشاركة الجنوبيين الفاعلة في أي مفاوضات، كما يرون أن عودة الدولتين إلى ما قبل العام 1990 هو الطريق إلى السلام الحقيقي في اليمن.