دعونا نغوص سويًا في هذه القصة المؤلمة، فالتصور الذي سأطرحه أمامك عزيزي القارئ يستدعي خيالك ويفتح أبواب الوعي. تخيل أنك تسير في أزقة مدينة المكلا، تتجاوز الباعة المتجولين وتصل إلى إحدى الصيدليات لشراء الدواء الذي تحتاجه أنت أو طفلك أو أحد أفراد أسرتك، تتعامل مع الصيدلي، ويعطيك الدواء مباشرة ودون أن تلقي نظرة على تاريخ..." />
دعونا نغوص سويًا في هذه القصة المؤلمة، فالتصور الذي سأطرحه أمامك عزيزي القارئ يستدعي خيالك ويفتح أبواب الوعي.
تخيل أنك تسير في أزقة مدينة المكلا، تتجاوز الباعة المتجولين وتصل إلى إحدى الصيدليات لشراء الدواء الذي تحتاجه أنت أو طفلك أو أحد أفراد أسرتك، تتعامل مع الصيدلي، ويعطيك الدواء مباشرة ودون أن تلقي نظرة على تاريخ انتهاء الصلاحية، و تستخدم الدواء المنتهي وتتبع آثاره السلبية على صحتك.
هذا الأمر يكشف لنا أننا نعيش في عالم يملؤه الجشع والتجاهل على حساب المواطن الضعيف في ظل غياب تام لأهل الاختصاص بهذا الأمر.
القصة كاملة… في مساء يوم الاثنين الماضي الموافق ١ مايو، اتصل بي أحد الشباب ليروي لي قصته.. قام الشاب بشراء هذا الدواء من إحدى الصيدليات المشهورة التابعة لمستشفى خاص، والتي تحظى بسمعة عالية في المدينة وحتى في المحافظات المجاورة. و قبل استخدامه اكتشف أن هذا الدواء منتهي الصلاحية بتاريخ ١/ ٢٠٢٣.
الشاب عاد إلى الصيدلية ليطلب استرجاع الدواء وأخبر الصيدلي بما حدث، ولكن كان الجواب الذي تلقاه باردًا للغاية.
الصيدلي يدعي عدم علمه بكيفية وصول هذا الدواء إلى رف الأدوية ، ومن ثم استبدل الدواء المنتهي بآخر سليم وعاد الشاب إلى منزله.
الأمر المثير للانتباه هنا هو برودة الصيدلي واستخفافه بأهمية مراجعة المنتجات الدوائية التي يقدمها.
يبدو أنه لا يتم إجراء فحوصات دورية ولا يوجد اهتمام حقيقي بصلاحية استخدام الدواء، هذا الاهمال الفاحش سيتسبب في تأثيرات سلبية على صحة العديد من المرضى الذين لا يملكون المعرفة الكافية في مجال صلاحية الدواء ومدى أهميتها.
في الواقع، لم يكن لدي تصور أبدًا بأن مثل هذا الحادث قد يحدث في بلادنا، ولكن للأسف يبدو أننا نتجه نحو طريق غير معروف، إننا نعيش حقًا في بقعة متسخه تمتلئ بالقاذورات.
الشاب الذي تواصل معي لم يكن يعلم أي جهة مسؤولة يمكنها محاسبة هذه الجهة المتسببة في بيع الدواء المنتهي. لذا، قرر استرجاع الدواء واستبداله بآخر صالح، حيث كانت حاجته ملحة لاستخدامه.
أصدقائي الأعزاء، يجب أن نكون حذرين للغاية عند شراء أي دواء من أي صيدلية. فعلى ما يبدو، نحن في بداية رحلة مريرة، إن لم أقل أنها الحالة الوحيدة التي وقعت.
هل هناك شخص آخر يواجه نفس المشكلة؟
على جهات الاختصاص القيام بواجباتها من خلال النزول المباشر لمعالجة مثل هذه المشكلات ومحاسبة من تسبب فيها.
أيضًا، أتمنى من أحد الخبراء في مجال الدواء أن يوضح لنا علامات انتهاء صلاحية الدواء وكيفية التحقق منها، وغيرها من المعلومات الهامة لنتمكن من نشرها ولاستفادة الناس منها.
إن التوعية هي المفتاح للحفاظ على سلامتنا وسلامة عائلاتنا.