واحدة من أهم اللحظات التاريخية الفارقة، تلك التي يعيشها الجنوب العربي في الوقت الحالي، وهو واقع كان متوقعا ومنتظرا منذ الإعلان عن اللقاء التشاوري الجنوبي.

اللقاء التشاوري لم يكن نقطة نهاية اجتمع فيها الجنوبيون، لكنه كان نقطة انطلاق تعزِّز حدوث نقلة نوعية في مسار العمل الوطني الجنوبي في الفترة المقبلة.

كانت القيادة الجنوبية على العهد والوعد، فتنفيذا لتعهداتها بتطوير أدائها وآليات عملها لمجابهة التحديات الراهنة، وهو ما تجلى في قرارات الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي، سواء فيما يخص إعادة تشكيل رئاسة المجلس وقيادته التنفيذية.

أضيف إلى ذلك استحداث القيادة التنفيذية العليا لهيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي وتشكيل مجلس المستشارين كهيئة مركزية استشارية لرئيس المجلس وهيئة الرئاسة وهيئاته المركزية، والغرفة التشريعية الثانية للمجلس إلى جانب الجمعية الوطنية الغرفة التشريعية الأولى للمجلس الانتقالي.

كل هذه الخطوات والتحركات التي تخطوها القيادة السياسية تشير إلى أن الجنوب بصدد دخول مرحلة جديدة، تتضمن إعادة ترتيب البيت وتقوية الجبهة الوطنية الداخلية وتوطيدها.

الرئيس القائد بهذه القرارات، أكّد للشعب أن الجنوب بكل ولكل أبنائه، وهو الشعار نفسه الذي عُقِد على أساسه اللقاء التشاوري والذي احتشد إليه الجنوبيون من كل حدب وصوب.

الجنوبيون الآن مُطالبون بالاصطفاف وراء القيادة السياسية الجنوبية، ليكون هذا التلاحم هو الشعار الأساسي للمرحلة الراهنة، بما يمكن الجنوبيين من تجاوز التحديات الراهنة.

وقد كان لافتا أن كل الرسائل التي بعث بها المشاركون في الحوار الوطني هي ضرورة تعزيز التلاحم الوطني، وهو أمرٌ يظل مدعوما من القيادة الجنوبية التي تبدي التزاما تجاه كل تطلعات المواطنين، بما في ذلك إعادة الهيكلة وتطوير الأداء للقدرة على كبح جماح التحديات.