تتواصل سياسة العقاب الجماعي الذي يتعرض له الجنوب من قِبل قوى صنعاء الإرهابية، التي تشن حربا شاملة ضد الجنوب تقوم على تأزيم الخدمات بشكل كبير.
أزمة الكهرباء لا يمكن اعتبارها عفوية، لكنها تظل واحدة من الأزمات المتعمدة، والتي يتم إشعالها من خلال عدة طرق مثل العزوف عن توريد كميات الوقود المطلوبة للمحطات.
هذا الأمر يضاعف من الأعباء التي يواجهها الجنوبيون في ظل موجات الارتفاع الشديد في درجات الحرارة المُسجلة في الوقت الراهن.
وتزداد الأعباء لتشمل تهديدات مباشرة للمنظومة الصحية، لتكون الأزمة مهددة للحياة، باعتبار أن هناك الكثير من الحالات المرضية التي تصارع الموت جراء هذا الاستهداف متعدد الأوجه.
وبدأت الكثير من المعلومات تتردد وتتناقل بين المواطنين الجنوبيين، حول الكشف عن حالات وفاة بين أصحاب المرضى وتحديدا ممن أصيبوا بالأمراض المزمنة مثل الضغط والسكري.
وصول المعاناة إلى هذه الدرجة يعني أن أزمة الكهرباء أصبحت قاتلة بشكل كبير، وأن قوى صنعاء الإرهابية أصبحت تشن حرب استنزاف ضد الجنوب، ضمن حرب شاملة أصبحت الأزمات المعيشية أحد أسلحتها لقتل الجنوبيين واغتيالهم.
ومع تفاقم حجم الغضب الذي يسيطر على الجنوبيين، فإنّ وصول الأمر إلى تهديد وجودي على هذا النحو، يعجِّل من احتمالية بلوغ السيناريو الأخير في تلك الحرب، وهو السيناريو الذي يلتهم فيه الجنوب، الجميع.