الخميس, مايو 15, 2025
نظمت الهيئة التنفيذية للقيادة المحلية للمجلس الانتقالي الجنوبي بمحافظة المهرة ندوة فكرية سياسية بعنوان “القوات المسلحة الجنوبية : دور مشرف في صد الغزو وأهمية جوهرية في الحل العادل” .
وفي افتتاح الندوة ألقى مجاهد بن عفرار رئيس الهيئة التنفيذية بانتقالي المهرة كلمة رحب من خلالها بالمشاركين من سياسيين و عسكريين
موضحاً أن هذا الندوة تستهدف رفع الوعي النخبوي و المجتمعي بدور الثقل العسكري الجنوبي في مواجهة سطوة قوى الهيمنة الشمالية بمختلف أجنحتها ، و ضمن مساعي انتقالي المحافظة في تمكين كوادر و شباب المهرة من الإنخراط في قوام و قيادة المؤسسات العسكرية و الأمنية الجنوبية و تشكيل قوة أمن و دفاع المهرة ليساهموا مع إخوانهم الجنوبيين جنبا إلى جنب في حماية سيادة وتراب ارض الجنوب من المهرة شرقاً إلى باب المندب غرباً
و نوه بن عفرار لأهمية البعد العسكري في استراتيجية المشروع الوطني الجنوبي سواء كان لتعزيز قدرات المفاوض الجنوبي على طاولة التفاوض أو للحسم العسكري إذا تعذر الأمر .
حاثا المشاركين في الندوة على الطرح البناء و النقاش الموضوعي الصريح سعياً لحلول علمية و عملية تسهم في تشكيل قوة أمن و دفاع المهرة لتمكين أبناؤها من تأمينها الدفاع عنها.
و بدأت جلسة عرض أوراق العمل الثلاث المقدمة للندوة ، حيث قدم الورقة الأولى المناضل / محمد سالم العبودي ( رئيس جمعية قدامى المحاربين بالمهرة) وتناول لمحة تاريخية عن الكفاح المسلح و تكامله مع النضال الجماهيري و العمل السياسي و دوره في انطلاق و نجاح ثورة الرابع عشر من أكتوبر عام ١٩٦٣م ، منوهاً بالأدوار البارزة لشباب المهرة و شخصياتها في تشكيلات حركة التحرير الوطني الجنوبي .
و قدم الورقة الثانية العميد متقاعد/ سالم محمد بن حزمي حيث تناول -بايجاز- أهم مراحل وملامح نشوء و تطور المؤسسة العسكرية و الأمنية الجنوبية منذ الاستقلال الأول و حتى عام ١٩٩٠م ،
موضحاً أن هذه المؤسسة قد وصلت -في ذلك الوقت- إلى مستوى متميز من الجاهزية و التنظيم و الانضباط و الكفاءة القتالية بالمقارنة مع نظيراتها في الإقليم ، و أكدت ذلك الوقائع المشهودة حيث تصدت هذه المؤسسة بكفاءة و اقتدار لمحاولات التخريب وظلت سداً منيعاً أمام أطماع نظام صنعاء و لقنته دروساً قاسية في المواجهات العسكرية التي شهدتها تلك الفترة ، الأمر الذي حذا بهذا النظام للعمل بشكل ممنهج بعد عام ١٩٩٠م -و تحت غطاء توحيد الجيش و الأمن- على خلخلة المؤسسة العسكرية الجنوبية تمهيدا لتدميرها في حرب ١٩٩٤م ليتمكن بعدها من إحتلال الجنوب و الاستيلاء على ثرواته و موارده ، مضيفاً أن نظام صنعاء لم يكتفي بذلك بل واصل نهج التدمير بعد هذه الحرب الظالمة ، حيث تم نهب سلاح و عتاد الجيش الجنوبي كما تم تصفية و إقصاء و تهميش أبرز قياداته و كوادره و العبث بتشكيلاته ، و استدرك بن حزمي أنه بالرغم من ذلك فقد قيض المولى -سبحانه و تعالى- ثلة من رجال القوات المسلحة الجنوبية وكانت لهم إسهامات بارزة إلى جانب الجماهير و الشخصيات المدنية في النضال التحرري الجنوبي صوب الاستقلال الثاني فلقد كان لجمعيات المتقاعدين العسكريين و الأمنيين المبادرة و دور بارز في انطلاقة الحراك السلمي بشكله المعروف منذ ٢٠٠٦م وصولاً إلى تشكيلات المقاومة الجنوبية و تصديها البطولي و المشرف لمحاولة الاجتياح الثاني الذي شنته قوى الهيمنة الشمالية في ٢٠١٥م، كما أستعرض بن حزمي نماذج من العسكريين و الأمنيين من أبناء محافظة المهرة الذين شغلوا مواقع بارزة في الأمن و الجيش الجنوبي و كانت لهم مآثر خالدة و أدوار حميدة في بناء أجهزة الجيش و الأمن الجنوبي.
وقدم العقيد مسلم أحمد كدة ( رئيس الهيئة العسكرية للجيش و الأمن الجنوبي بالمهرة) الورقة الثالثة والتي كانت بعنوان :” تشكيل قوة أمن و دفاع المهرة : الأهمية و المعوقات و الحلول” ، حيث أشار إلى أنه بالرغم من كل مساؤى هذه الحرب التي دخلت عامها التاسع إلا أن أبرز مكسب المحافظات الجنوبية منها هو تشكيل قوات عسكرية من أبنائها تتولى مهام الأمن و الدفاع عنها ، موضحاً خطورة افتقار المهرة إلى هذا الجانب -بخلاف شقيقاتها الجنوبيات- و ضرر ذاك على وضعها الراهن و مستقبلها ، و حلل كده الأسباب التي حالت حتى الآن دون حصول المهرة على هذه الميزة ، كما أوضح خطوات الهيئة العسكرية للجيش والامن الجنوبي فرع بالمهرة نحو تشكيل قوة أمن و دفاع و المعوقات التي تواجهها ، وختم ورقته بعرض مصفوفة توصيات و مقترحات للتغلب على هذه المعوقات .
تلى ذلك جلسة نقاش قدم فيها المشاركون في الندوة مداخلاتهم و مقترحاتهم لاثراء الموضوع و أتفق الحاضرون على أهميتها وإقرار الأوراق و الوثائق المقدمة داعين قيادة انتقالي المحافظة و فرع الهيئة العسكرية لمتابعة مخرجاتها و الاستفادة منها في مواصلة الجهود و تطوير العمل وتسريع الخطوات نحو تشكيل قوة أمن و دفاع المهرة.
مايو 14, 2025
مايو 14, 2025
مايو 14, 2025
مايو 14, 2025