السبت, أبريل 12, 2025
الصوت الجنوبي _ تقرير خـاص
(ميزان العدل) هو اسم أُطلق على العملية العسكرية والأمنية، التي نُفذت في عدد من أحياء مدينة المكلا في الثالث من أكتوبر للعام الجاري، بأشراف من اللجنة الأمنية بمحافظة حضرموت، استهدفت المطلوبين أمنياً والخارجين عن القانون، وذلك على خلفية ماقاموا به من أعمال شغب وتقطعات وإقلاق وهلع للمواطنين.
العديد من المواطنين في المكلا عاصمة المحافظة عبروا عن تأييدهم لتلك العملية، مطالبين في ذات الوقت السلطة المحلية بمحافظة حضرموت، باطلاق عملية (ميزان العدل) الاقتصادية والخدمية والمعيشية، نتيجة لما وصلوا إليه من أوضاع غاية في الصعوبة، قد تصل إلى حد عدم المقدرة على توفير الطعام اليومي.
_ معاناة الطلاب :
أمين عام إتحاد الطلاب بجامعة حضرموت، البراء سالم، قال في تصريح خاص لـ ”الصوت الجنوبي“: إن ”شريحة الطلاب تشكل نسبة 40% من المجتمع، من بينهم الطالب الجامعي الذي يعايش معاناة كبيرة بسبب الأوضاع الإقتصادية المتردية، حيث أثّرت هذه الأوضاع على العملية التعليمية، وأدت إلى تسرب الكثير من الطلاب عن التعليم واللجوء إلى العمل، مما ينذر بكارثة قد تؤدي إلى قلة النخبة المتعلمة والمثقفة في حضرموت، وهو ما تثبته دراسات أكدت تناقص أعداد الطلاب المقيدين في جامعة حضرموت هذا العام“.
وأضاف ”البراء“ قائلاً: ”حيث أدى تضخم العملة وزيادة أسعار الوقود إلى إرتفاع تكلفة مواصلات الطلاب، وعلى سبيل المثال يتكبد الطلاب من مناطق شرق المكلا الدارسين في جامعة حضرموت دفع مبالغ باهظة نظير قيمة أجرة المواصلات إلى الجامعة تصل بعضها إلى مبلغ ٨٠ ألف ريال شهريًا للطالب الواحد فقط“.
وطالب أمين عام إتحاد طلاب جامعة حضرموت، السلطة المحلية بعمل حلول مؤقتة للتخفيف من معاناة الطلبة، ودعمهم عبر مواصلاتهم الجامعية على الأقل من خلال توفير مادة الديزل بسعر مدعوم والمقدم من شركة بترو مسيلة، مبيّناً بأنه سيسهم في تخفيض تكلفة المواصلات من 80 ألف إلى 20 ألف شهريًا، وهو فارق كبير جدًا سوف يخفف من معاناة الطلاب كثيراً.
_ ميزان المعيشة :
إمام وخطيب جامع عمر، والذي يعتبر أكبر جامع بمدينة المكلا، الشيخ صالح الشرفي، أشاد بدور قوات النخبة الحضرمية في عملية ”ميزان العدل“، ووصفها بأنها درع حضرموت الوفي وجيشها الفتي، ووسام شرف على جبين كل حضرمي أصيل، محذراً من محاولات تفكيكها وتشتيتها، ومشدداً بضرورة المحافظة عليها من الأعداء الذين لا يريدون بقاءها، وينبزونها بألقاب ذميمة.
وأكد الشيخ ”الشرفي“ خلال خطبة الجمعة الماضية بجامع عمر، بأن أي خطأ يحصل من جندي، لا يمكن أن يدافع عن الخطأ من أي شخص، والقضاء يجب أن يحاسبه، محذراً من حمل السلاح ضد الدولة، وقطع الطرقات، وإخافة المواطنين، وجباية الأموال بغير حق.
كما أوصى الشيخ ”الشرفي“ السلطة المحلية بمحافظة حضرموت، أن تستمر في عملية ”ميزان العدل“، في كافة المجالات ومنها المجال ”الإقتصادي والخدمي“، مؤكداً بأن الأحوال المعيشية قد بلغت حداً لا يطاق.
_ حافة الفقر :
إن ما تعيشه اليوم العديد من الأسر في محافظة حضرموت خاصة وغيرها من محافظات البلاد، من أوضاع إقتصادية وخدمية غاية فى السوء؛ يقابلها في الجانب الآخر فساد مستشري وجشع مقزز، دفع الطبقة المتوسطة في كثير من العائلات إلى حافة الفقر، لتبرز لنا طبقة غنية فاحشة الغناء، وطبقة فقيرة معدمة تصارع كل يوم لتوفير متطلبات الحياة المعيشية.
وكغيره من أرباب الأسر في محافظة حضرموت، يحكي ”حسن بن عبدون“ الأب لثلاث بنات وولد صغير، في حديثه الخاص لـ ”الصوت الجنوبي“ قائلاً: ”إننا نموت في اليوم الواحد أكثر من مرة، فعدم مقدرتنا على توفير مايسد رمق أبناءنا يقتلنا، وعدم توفير قيمة العلاج يقتلنا، وصراخ الأطفال عند انقطاع التيار الكهربائي المتكرر يقتلنا، والخروج إلى الأسواق والاكتواء بنار الأسعار والعودة إلى البيت بنفس منكسرة يقتلنا، فنحن ناس أحلامنا بسيطة تقتصر على تحسين المعيشة وضمان قوت اليوم، حتى تعليم أولادنا أصبحت من الرفاهيات لكثرة المصاريف التي لا نقدر على تحملها“.
ليبقى السؤال متى يتم تطبيق ”ميزان العدل“ مابين الطبقة الغنية والطبقة الفقيرة، لنشاهد الطبقة المتوسطة التي لم نعد نرى أفرادها، متى يتم التركيز على المجال الإقتصادي والخدمي، وتحسين أحوال الناس المعيشية، والأهم من كل ذلك إلى متى يستطيع أرباب الأسر الصمود في وجه عاصفة الغلاء بمفردهم؟
أبريل 12, 2025
أبريل 12, 2025
أبريل 12, 2025
أبريل 12, 2025