الصوت الجنوبي _ تقرير خـاص

الثلاثون من نوفمبر ليس يوماً عابراً كسائر الأيام لدى شعب الجنوب، بل هو تاريخاً مجيداً سُطِر بسواعد الأبطال ودِماء الشُهداء، حيثُ يحتفل أبناء الجنوب بهذا التاريخ الذي طردوا فيه آخر جندي من قوات الاحتلال البريطاني قبل (56) عاماً، واعلنوا استقلال بلادهم.

استقلال الجنوبيون من المستعمر البريطاني جاء بعد نحو (129) عام، ظل فيها شعب الجنوب خاضعاً تحت وصايا المحتل، واليوم هم يتطلعون لاستقلالٍ ثانٍ من مُحتل أشد فتكاً ممن كان قبله، فذكرى أكتوبر ونوفمبر المجيدة تقوي عزائم الأبطال بأن لابد للقيد أن ينكسر مهما طال الزمان.

_ مرحلة استثنائية:

عضو الهيئة الإدارية للجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي الجنوبي، الأستاذ عمر باجردانة، قال في تصريح خاص لـ ”الصوت الجنوبي“: إنَّ «ذكرى الـ (30) من نوفمبر من المناسبات العظيمة والجليلة التي تحتل مكانة خاصة في نفوس ووجدان أبناء شعبنا الجنوبي قاطبة، كونها تعتبر تتويج لنضال شعبنا الجنوبي ضد المستعمر الأجنبي وتحقيق الاستقلال الوطني الناجز».

وأضاف ”باجردانة“ قائلاً: «اليوم ونحن نعيش ظروف مشابهة لما كان يعيشه شعبنا في الجنوب إبان الإحتلال البريطاني بل وأقسى من ذلك، علينا أن نجعل هذه الذكرى والمناسبة فرصة لشحذ الهمم وتوحيد الطاقات في اتجاه العمل على التخلص من كل آثار وتداعيات الغزو الشمالي الأول والثاني، والسعي إلى تكثيف الوعي بضرورة رفض كل سلوكيات وممارسات الفساد والمحسوبية؛ من أجل البقاء على مجتمع ومؤسسات قوية ومتماسكة، خاصة وإننا نمر بظروف سياسية وإقتصادية استثنائية صعبة ومعقدة، يحاول من خلالها العدو النيل من مكتسبات ثورة شعب الجنوب وممثله الشرعي المجلس الانتقالي الجنوبي، التي تحققت بفضل تضحيات كبيرة قدمها أبطال قواتنا المسلحة والمجلس الانتقالي على كافة الأصعدة».

وأشار عضو الهيئة الإدارية للجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي الجنوبي، إلى أنه علينا أن نجعل من ذكرى الـ (30) من نوفمبر منهجاً وخارطة طريق تقوم على الوعي الوطني ورفض كل اختلالاته، والعمل المؤسسي القائم على تكافؤ الفرص ومبدأ الثواب والعقاب، والتنزه والتجرد من كل الأمور الذاتية الضيقة التي قد تهدم وتنسف كل القيم والمبادئ التي يقوم عليها المشروع الوطني، وتخيب آمال وتطلعات الشعب في رؤية غدٍ أفضل.

_ إرادة الشعوب:

رئيس نقابة الصحفيين والاعلاميين الجنوبيين بمحافظة حضرموت، الصحفي فاروق العكبري، قال في تصريح خاص لـ ”الصوت الجنوبي“: إنَّ «شعبنا في الجنوب يحتفل اليوم بذكرى تاريخية مجيدة وهو عيد الـ (30) من نوفمبر، وهي ذكرى وطنية يحتفي بها شعبنا الجنوبي العظيم بعد جلاء آخر جندي بريطاني من أرض الجنوب وإعلان إقامة دولة الجنوب العربي أو ماتسمى جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية في ذلك الوقت».

وأشار نقيب الصحفيين والاعلاميين الجنوبيين في حضرموت، إلى أنَّ «هذه الذكرى الوطنية المجيدة تحل علينا بعد تحرير أرض شعب الجنوب من المستعمر البريطاني الذي دام احتلاله (129) عام بعد سنوات من النضال والكفاح وبعد الكثير من التضحيات، وهذا ما يؤكد أن الشعوب لابد وأن تنتصر مهما كانت قوة المحتل».

وأضاف ”العكبري“ قائلاً: «شعبنا في الجنوب يخوض اليوم حرب أمام محتل آخر وهو المحتل اليمني الذي يستبيح أرض الجنوب، ولكن إرادة شعبنا في الجنوب ستقف أمام هذا المحتل الغاشم، والذي تم دحره في الكثير من أراضي الجنوب وحتماً سوف ننتصر بإذن الله».

_ إحياء ذكرى:

لواء بارشيد التابع لقوات النخبة الحضرمية، احياء ذكرى إستقلال الـ (30) من نوفمبر، بإقامة عرض عسكري في معسكره بمنطقة ”الغبر“ مديرية بروم غرب مدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموت، بحضور قائد المنطقة العسكرية الثانية (النخبة الحضرمية)، والمدير العام للإدارة العامة لأمن وشرطة ساحل حضرموت.

وخلال الحفل أشاد قائد لواء بارشيد العميد الركن عبدالدائم محمد الشعيبي، بجهود ودعم قيادة المنطقة العسكرية الثانية والأشقاء في دولة الإمارات العربية المتحدة، مشيراً إلى أهمية الإحتفال بالذكرى المجيدة لثورة (14) أكتوبر والـ (30) من نوفمبر التي تم خلالها تحرير أراضي الجنوب من الإحتلال البريطاني، وحجم التضحيات التي قدمها شعب الجنوب الأبي، مترحماً على أرواح الشهداء، وداعياً لهم بواسع المغفرة والرحمة.

الهيئة التنفيذية للقيادة المحلية للمجلس الانتقالي الجنوبي بمحافظة حضرموت، هي الأخرى اعلنت عن إقامة حفل خطابي وفني ساهر، مساء يوم الخميس، احتفاءً بالذكرى الـ (56) للاستقلال الوطني المجيد (30) نوفمبر، ومشاطرة الأشقاء في دولة الإمارات العربية المتحدة، احتفالاتهم باليوم الوطني الـ (52) والذي يصادف الثاني من ديسمبر في كل عام.