الصوت الجنوبي – تقرير خاص

قال المجلس الانتقالي الجنوبي، إن تصعيد ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران في البحر الأحمر وباب المندب يؤثر بشكل مباشر على الأمن الوطني والاقتصادي في دولة الجنوب العربي، ويهدر فرص السلام في اليمن.

وجاء ذلك في اجتماع هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، المنعقد يوم الخميس الماضي، برئاسة الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي رئيس المجلس، للوقوف أمام التصعيد الحوثي المستمر ضد خطوط الملاحة الدولية.

وقال المجلس الانتقالي الجنوبي، في بيان نشره على موقعه الرسمي وتابعه “الصوت الجنوبي”: “إن التصعيد الحوثي يقوض فرص وقف الحرب وجهود إحلال السلام. وأي حديث عن حلول بمعزل عن التصعيد المستمر يفرغ جوهر السلام من مضمونه”.

وجددت الهيئة، في اجتماعها الذي حضره رؤساء الهيئات المساعدة، ونائب رئيس مجلس المستشارين، التأكيد على موقف المجلس الانتقالي الثابت في دعم ومساندة التحالف الإقليمي والدولي الهادف لحماية ممرات الملاحة الدولية في هذه المنطقة المهمة للإقليم والعالم.

ووقفت هيئة الرئاسة في اجتماعها المنعقد صباح اليوم أمام جُملة من الإجراءات المتصلة بعمل الهيئات المساعدة لهيئة الرئاسة، بهذا الخصوص استعرضت الهيئة نشاط هيئة المرأة من خلال تقرير مفصل قدمته رئيسة الهيئة تضمن خطة عمل الهيئة ومجمل الأنشطة والبرامج التي نفذتها منذ يونيو وحتى أكتوبر 2023، والمشاركات الداخلية والخارجية للهيئة ولقاءاتها مع فريق المبعوث الأممي.

في ذات السياق، وقفت هيئة الرئاسة أمام تقرير مفصل لمركز البحوث ودعم صناعة القرار استعرض سُبل تفعيل وتنظيم عمل الهيئة التنفيذية في المجلس وآليات تعزيز الجبهة الداخلية على مستوى الجنوب.

كما وقفت الهيئة أمام التحضيرات الجارية لانعقاد مجلس العموم المقرر في الثاني من يناير القادم، وبهذا الخصوص استمعت هيئة الرئاسة لإحاطة قدمها رئيس الجمعية الوطنية، ونائب رئيس مجلس المستشارين عن سير الترتيبات لانعقاد الاجتماع المرتقب وبرنامج الاجتماع والقضايا التي ستتم مناقشتها.

وتطرقت الهيئة في ختام اجتماعها إلى جملة من المتفرقات المحلية والخارجية، بالإضافة إلى عدد من القضايا ذات الصلة بعمل هيئات المجلس المركزية والمحلية واتخذت ما يلزم بشأنها.

جهود السلام
تزامن بيان المجلس الانتقالي الجنوبي مع بدء تداول تطورات ومعلومات جديدة بشأن اتفاق سياسي متوقع بين السعودية والحوثيين بوساطة سلطنة عمان.

وبحسب مصادر، فإن مجلس القيادة اليمني سيشارك في التوقيع على “خارطة الطريق” المقترحة، رغم أن المجلس لم يكن جزءاً من مرحلة صياغة الاقتراح.

وأعلن مكتب المبعوث الأممي إلى اليمن هانز جروندبرج، الأربعاء الماضي، أنه اختتم زيارة إلى العاصمة العمانية مسقط، التقى خلالها كبار المسؤولين العمانيين وكبير مفاوضي الحوثيين محمد عبد السلام.

وأضاف البيان أنهما “ناقشا الجهود المبذولة لتعزيز التقدم نحو تنفيذ تدابير لتحسين الظروف المعيشية في اليمن، وتأمين وقف إطلاق نار مستدام على مستوى البلاد، وتحقيق تقدم ملموس نحو عملية سياسية شاملة تحت رعاية الأمم المتحدة”.

وفي 19 ديسمبر/كانون الأول، اختتم جروندبرج زيارة أخرى إلى الرياض، التقى خلالها برئيس المجلس التشريعي اليمني رشاد العليمي، وسفيري المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة لدى اليمن. كما التقى بسفراء الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن.

في 12 ديسمبر/كانون الأول، ذكرت صحيفة الغارديان أن الولايات المتحدة أصدرت تحذيراً للحوثيين بأن خطة السلام لليمن، التي تم التفاوض عليها مع المملكة العربية السعودية وتم تسليمها إلى غروندبيرغ، ستفشل إذا استمرت الهجمات على السفن التجارية قبالة سواحل اليمن.
مركز ساوث 24

وفي 26 نوفمبر، قال بيان صادر عن المجلس الانتقالي الجنوبي: “يتابع المجلس الانتقالي الجنوبي بقلق بالغ سلوكيات مليشيات الحوثيين الإرهابية المهددة للأمن والسلم في المنطقة، ويؤكد المجلس الانتقالي الجنوبي إن سلوك الحوثيين الإرهابي يقدم البرهان القاطع عن نهجهم السياسي المعطل لكافة جهود السلام في الجنوب واليمن وعلى مستوى المنطقة، ويضع المجتمع الدولي أمام مسؤولية جسيمة لمواجهة وردع التهديدات التي تمثلها هذه الجماعة بكل حزم وصرامة”.

وتطرق البيان إلى أن ما حدث ويحدث من انتهاكات وعدوان على الجنوب أو ما يطال المواطنين في الشمال والتي امتدت اليوم إلى ممارسة أعمال القرصنة في المياه الإقليمية لخليج عدن تؤكد أن هذه الجماعة الإرهابية تحاول تبني قضايا إنسانية من اجل محو جرائمها بحق الإنسانية، وانها مجرد أداة ايرانية مؤذية لبلادنا ولجوارنا الإقليمي.

وقال البيان: إن “المجلس الانتقالي الجنوبي إذ يدين هذا السلوك الإرهابي الذي يهدد بشكل مباشر أمننا الغذائي وينذر بمضاعفة الأزمة الإقتصادية والإنسانية التي تعيشها بلادنا و يهدد الملاحة الدولية وخطوط التجارة في باب المندب وخليج عدن والبحر الاحمر فإنه يؤكد في ذات الوقت استعداده الدائم للعمل على تأمين مسار الملاحة الدولية وردع السلوك الارهابي الحوثي، وذلك من خلال رفع جاهزية قواتنا البحرية الجنوبية والعمل على تطويرها، بالشراكة مع دول التحالف العربي والشركاء الإقليميين والدوليين”.

مستقبل دولة الجنوب العربي

من وجهة نظر الخبير القانوني أديب باجبران “هناك ضرورة ملحة لانفصال اليمن، وذلك بهدف تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة”.

وقال باجبران “للصوت الجنوبي”: “نحن نعيش في زمن يُشكل فيه تصعيد ميليشيا الحوثي تهديدًا خطيرًا للملاحة الدولية والأمن الوطني، وهذا يهدد بتفاقم الأزمة اليمنية ويعرقل جهود السلام في اليمن”.

وأضاف: أن “تصعيد ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران في البحر الأحمر وباب المندب يؤثر بشكل مباشر على الاقتصاد والأمن الوطني في دولة الجنوب العربي، ويهدر فرص السلام في اليمن. فعلى الرغم من جهود الوساطة الدولية والإقليمية، فإن استمرار التصعيد الحوثي يقوض فرص وقف الحرب وجهود إحلال السلام”.

ولفت باجبران إلى ضرورة النظر بجدية إلى انفصال اليمن وإقامة دولة الجنوب العربي كدولة مستقلة، وقال “هذا الانفصال سيمكننا من تجنب تأثيرات التصعيد الحوثي وتهديداتهم للملاحة الدولية. ستمكننا دولة الجنوب العربي المستقلة من بناء مؤسساتها الحكومية والأمنية بشكل فعال، وتعزيز الاستقرار والتنمية في المنطقة”.

وتحدث باجبران عن موقف شعب الجنوب من موقف المجلس الانتقالي الجنوبي، وقال “نحن ندعم بقوة التحالف الإقليمي والدولي الذي يعمل على حماية ممرات الملاحة الدولية في هذه المنطقة الحيوية”.

وأردف: “يجب أن نجمع جهودنا معًا لمواجهة التهديدات الحوثية وتعزيز الأمن الإقليمي والدولي. كما يجب أن نعزز الحوار والتفاهم بين الأطراف المعنية للوصول إلى حل سياسي شامل يحقق السلام والاستقرار في المنطقة”.

وخاطب باجبران الأطراف الدولية، قائلا: “الوضع الراهن في اليمن يتطلب تصعيد الجهود الدولية لدعم انفصال الجنوب العربي والعمل على تحقيق الاستقرار في المنطقة. يجب أن نعمل معًا لضمان أن الجنوب العربي يحظى بفرصته العادلة للتطور والازدهار، وأن يكون شريكًا فاعلاً في المجتمع الدولي”.

واختتم باجبران حديثه مع “الصوت الجنوبي”، وقال “أدعو الجميع إلى التفكير بجدية في ضرورة انفصال اليمن وتأسيس دولة الجنوب العربي المستقلة، وذلك لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة والتصدي للتهديدات الحوثية. من خلال التعاون الدولي والجهود المشتركة، يمكننا تحقيق تلك الأهداف وبناء مستقبل أفضل للمنطقة ولدولث الجنوب المنشودة”.