بخبرة السنين، ورصيد من الغناء لـ”ثورة الجنوب “، أفلت محمد محسن عطروش من خدعة إخوانية أردات خطف مسيرته الفنية بغطاء “التكريم”.

وعطروش هو “فنان ثورة الجنوب وموسيقارها”، وصاحب أغنية “برا يا استعمار من أرض الأحرار” التي آزر بها ثورة 14 أكتوبر 1962 في وقت كانت الأغنية الحماسية أقوى من مدافع الثوار وهي تلفظ احتلالا بريطانيا جثم على جنوب اليمن لأكثر من 125 عاما من الزمان.

ووجه عطروش، الأربعاء، صفعة مدوية لتنظيم الإخوان بعد أن رفض دعوة لتكريمه في إسطنبول كانت تستهدف خطف تاريخه الفني للمتاجرة السياسية ما شكل بمثابة رسالة رفض على طريق “برا يا إخوان”.

وكانت الناشطة الإخوانية توكل كرمان وجهت قبل أيام دعوة للفنان والموسيقار اليمني عطروش من أجل تكريمه وذلك بعد أيام من تكريم للفنانة اليمنية المعروفة أمل كعدل في مدينة إسطنبول أثار الكثير من الجدل.

تكريم هامات الوطن حق للدولة
ودأبت الناشطة الإخوانية على اللعب على تكريم الفنانين من أجل إثارة الجدل والبقاء في واجهة المشهد اليمني وإحراج السلطة الشرعية المعترف بها بإظهارها لا تحتوي ولا تكرم أيقونات الفن اليمني الأصيل، وهو ما تنبه له الفنان الكبير والشهير عطروش ورفض قبوله.

وقالت أسرة عطروش في بيان طالعته “العين الإخبارية”، إن “تكريم هامات الوطن، ومحمد محسن عطروش أحدهم، في أعياد الثورة والاستقلال هو مسؤولية الدولة ومؤسساتها العليا، لأنها تقوم بها بعيداً عن الانتماءات الضيقة حزبية كانت أو مناطقيه”.

كما أكد أن أي “احتفاء وتكريم يجب أن يكون على الأرض اليمنية إن كان له أن يُقام، كتجسيد حقيقي لمعنى الثورة والاستقلال”.

وقال الفنان والموسيقار اليمني محمد محسن عطروش في البيان إن “أكبر تكريم هو أن أرى الوطن بخير ينعم كل أبناءه فيه بالأمن والأمان والسلام والحرية والحياة الكريمة”.

وكشف البيان أن توكل كرمان تقدمت بدعوة من أجل تكريم عطروش وذلك استجابة لدعوات ناشطين انطلقت اليوميين الماضيين لتكريم الفنان بمناسبة ذكرى الاستقلال المجيد 30 نوفمبر.

وجاء في البيان “نحب هنا أن نوضح وجهة نظر الفنان محمد محسن عطروش فيما يتم تداوله حتى لانُتيح مكاناً للتأويلات ويُساء استخدام الموضوع بشكل لا يليق بتاريخه وسمعته الاجتماعية والفنية والنضالية”.

وأعرب البيان عن شكره “لكل من أظهر حباً واحتراماً وتقديراً للفنان عطروش وتاريخه سواءً بالتواصل المباشر أو في صفحات فيسبوك الشخصية أو بالتعليق على صفحات الغير”.

كما طمأن “محبي عطروش والجميع أنه في صحة جيدة ومُستقرة وليست كما تعكسها الصور التي تم انتقاءها من قبل البعض، بحسن نية بالتأكيد، وتداولها بشكل غير سليم”.

وفيما أكد أن “المناسبات الوطنية هي ملك للوطن، والافتخار والاحتفاء بها هو حق لكل مواطنيه في داخل الوطن وخارجه”، نبه إلى أن “تكريم هاماته ومحسن عطروش أحدهم في أعياد الثورة والاستقلال هو مسؤولية الدولة ومؤسساتها العليا”، في موقف اعتبره مراقبون صفعة مدوية للإخوان.

من هو عطروش؟
وينحدر الفنان اليمني محمد محسن عطروش من بلدة “المحل” في مديرية زنجبار عاصمة محافظة أبين المطلة على بحر العرب وهو من مواليد عام 1940.

ويُعد عطروش من أهم الملحنين في تاريخ الأغنية اليمنية والعربية وألحانه كانت جواز مرور لأكثر المطربين اليمنيين.

وغنى الفنان محمد محسن عطروش عشرات الأغاني الوطنية في كل ثورات اليمن ومثلت أغانيه الحماسية دافعا لثوار أكتوبر/تشرين الأول وسبتمبر /أيلول في ستينيات القرن الماضي والتي قهرت الاحتلال البريطاني والنظام الإمامي الكهنوتي.

كما أن عطروش غنى في فترة كانت للأغنية الثورية أثر كبير على المسامع توازي أصوات المدافع لا سيما وأن كل أغانية الثورية كانت حماسية، منها الأغنية الخالدة ضد الاستعمار.

تيار الحرية.. تيار القومية

برا ياستعمار من أرض الأحرار

تياري الجبار خلي شعبي ثار

ولعطروش عدد من الأشعار والاجتهادات في الأغنية الشعبية والفلكلور وكذا الأغنية العاطفية، وقد غنى له كبار الفنانيين اليمنيين والعرب وله روائع خالدة منها “يا رب من له حبيب”، و”جاني جوابك، و”التوبة”، وعشرات الأغاني الأخرى.