السبت, أبريل 5, 2025
الصوت الجنوبي – تقرير خاص
في 17 يناير الجاري، أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية تصنيف مليشيا الحوثيين في اليمن، كـ “كيان إرهابي دولي مصنف تصنيفًا خاصًا” (SDGT)، وذلك ردًا على استمرار الهجمات التي تشنها المليشيا الحوثية المدعومة من إيران على السفن التجارية والبحرية الأمريكية في البحر الأحمر وخليج عدن.
وأعلن البيت الأبيض في بيانه أن هذا القرار سيبدأ تنفيذه بعد مرور 30 يومًا، بهدف منح فرصة لتقليل التأثير على الشعب اليمني. وأكد البيان أن الإجراءات المتخذة لعرقلة تمويل الحوثيين ومحاسبتهم لن تشمل شحنات الغذاء والدواء والوقود المتوجهة إلى الموانئ اليمنية.
وأضاف البيان أنه في حال توقف الحوثيين عن هجماتهم في البحر الأحمر وخليج عدن، ستقوم الولايات المتحدة بإعادة التقييم الفوري لهذا التصنيف.
يأتي هذا القرار بعد مرور 3 سنوات على إلغاء إدارة بايدن تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية أجنبية في 16 يناير 2021، بعد أن قامت إدارة الرئيس السابق ترامب بتصنيفهم في 10 يناير من نفس العام، قبل رحيله عن البيت الأبيض.
كما يأتي في سياق تصاعد التوترات الأمنية والعسكرية في البحر الأحمر وخليج عدن، إثر سلسلة من الضربات العسكرية التي نفذتها الولايات المتحدة وبريطانيا في 12 يناير الجاري وخلال الأيام التالية، استهدفت مواقع مرتبطة بالحوثيين في صنعاء ومدينة الحديدة الساحلية ومحافظات أخرى في شمال اليمن.
نوع التصنيف
وفقًا لوزارة الخارجية الأمريكية، هناك نوعان رئيسيان من التصنيفات المتعلقة بالإرهاب للجماعات والأفراد. وفي هذا السياق، لفت الخبير القانوني والناشط السياسي، ناصر لشرم “للصوت الجنوبي إلى أنّه بالاستناد إلى هذا البيان، فإنه يمكن تصنيف الجماعات كمنظمات إرهابية أجنبية (FTO) وفقًا لقانون الهجرة والجنسية.
وقال لشرم “كما يمكن تصنيف مختلف الكيانات بموجب الأمر التنفيذي رقم 13224، بما في ذلك الجماعات الإرهابية والأفراد الذين يعملون كجزء من المنظمات الإرهابية، وكذلك الممولين والواجهات التجارية تحت التصنيف الخاص للإرهابيين العالميين المصنفين بصفة خاصة (SDGTs)”.
على الرغم من أن كلا التصنيفين يؤديان إلى تجميد الأصول، إلا أن تصنيف المنظمات الإرهابية الأجنبية يفرض قيودًا على الهجرة لأعضاء المنظمات الأجنبية بسبب عضويتهم فيها، بينما يقيد الأمر التنفيذي رقم 13224 سفر الأشخاص الذين يستوفون المعايير المذكورة في الأمر.
وبالإضافة إلى ذلك، يجرم تصنيف المنظمات الإرهابية الأجنبية تقديم الدعم والمصادر المادية للمنظمة الإرهابية عن علم. وهناك اختلاف آخر، حيث يتيح التصنيف بموجب الأمر التنفيذي رقم 13224 لوزارة الخزانة تصنيف أفراد أو كيانات إضافية ذات صلة بتقديم الدعم، بينما يتم تصنيف الأفراد فقط بموجب هذا الأمر.
وتختص وزارة الخارجية الأمريكية بتصنيف المنظمات الإرهابية الأجنبية والإرهابيين العالميين المصنفين بصفة خاصة، بينما يتم تصنيف الإرهابيين العالميين المصنفين بصفة خاص فقط بواسطة وزارة الخزانة. يتم ممارسة هاتين الوزارتين لصلاحياتهما بالتعاون مع وزارة العدل.
وبالتالي، يختلف تصنيف الحوثيين في القائمة الأمريكية للإرهاب عن تنظيمي القاعدة وداعش. ومع ذلك، لا يزال قادة الحوثيين مثل عبد الملك بدر الدين الحوثي وعبد الخالق بدر الدين الحوثي وعبد الله يحيى الحكيم يخضعون للعقوبات بموجب الأمر التنفيذي رقم 13611.
وبناء على ما ذكرته وزارة الخارجية الأمريكية، هناك اثنتان من السلطات الرئيسية لتصنيف الإرهاب، وهي تصنيف المنظمات الإرهابية الأجنبية (FTO) بموجب قوانين الهجرة والجنسية، وتصنيف الكيانات بموجب الأمر التنفيذي رقم 13224، وهذا يشمل الجماعات الإرهابية والأفراد العاملين في إطار المنظمات الإرهابية، بالإضافة إلى كيانات أخرى مثل الممولين والواجهات التجارية وفقًا للتصنيف الخاص للإرهابيين العالميين المصنفين بصفة خاصة (SDGTs).
التداعيات على الحوثيين
يمنح تصنيف الحوثيين على أنَّهم “كيان إرهابي دولي مصنف تصنيفًا خاصًا” السلطات في الولايات المتحدة مساحة كبيرة لاتخاذ الخيارات والتدابير الاقتصادية الملائمة لمعاقبتهم. لكن حتَّى الآن، يبدو أنه من المبكر الحديث عن تداعيات هذا القرار على جماعة الحوثيين لأن دخول الإجراءات حيز التنفيذ سيحدث بعد شهر بحسب إعلان البيت الأبيض، مع إمكانية إلغاء هذا التصنيف إذا تراجع الحوثيون عن هجماتهم البحرية أيضًا.
علاوة على ذلك، واجهت شبكات مالية مرتبطة بالحوثيين عقوبات من الخزانة الأمريكية قبل هذا القرار أصلا، ففي 28 ديسمبر أدرج مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة الأمريكية (OFAC) فردا واحدا وثلاثة كيانات “مسؤولة عن تسهيل تدفق المساعدات المالية الإيرانية إلى قوات الحوثيين وأنشطتها المزعزعة للاستقرار بتوجيه من سعيد الجمل الذي صنفته الولايات المتحدة على لائحة العقوبات، والمنتسب إلى «فيلق القدس» التابع لـ «الحرس الثوري الإسلامي» الإيراني”.
وفي 12 يناير الجاري، قالت الخزانة الأمريكية إنها أدرجت “شركتين في هونغ كونغ والإمارات العربية المتحدة لشحنهما سلعا إيرانية نيابة عن شبكة الميسر المالي الحوثي سعيد الجمل المدعوم من الحرس الثوري الإسلامي ومقره إيران”. وأضاف البيان :”كما يحدد مكتب مراقبة الأصول الأجنبية أربع سفن كممتلكات محظورة لهذه الشركات مصلحة فيها، وتدعم عائدات مبيعات السلع الحوثيين وهجماتهم المستمرة على الشحن الدولي في البحر الأحمر وخليج عدن”.
وعلى الرغم من ذلك، من المتوقع أن تتكامل الإجراءات الاقتصادية ضد الحوثيين المترتبة على هذا التصنيف حال دخولها حيز التنفيذ مع الضربات العسكرية الأمريكية ضد مواقع المليشيا، التي ستكون على الأرجح أشد قسوة بعد شهر من الآن إذا استمرت هجماتهم على الشحن الدولي. بيد أن الحوثيين حتى الآن ينفون تأثرهم بهذه الضربات كما أعلن زعيم المليشيات اليمنية الإرهابي عبد الملك الحوثي في خطاب مصور في الأيام الماضية.
ماذا بعد؟
في هذا الصدد، قال الخبير لشرم “للصوت الجنوبي”: إنّ “تصنيف مليشيات الحوثيين في اليمن كمنظمة إرهابية ينبغي أن يثير قلقًا كبيرًا وينبغي توخي الحذر في التعامل مع هذه الخطوة على الصعيد السياسي، لكن هذه المليشيات لا تأبه بأي شيء”، وأشار من هنا يجب على المجتمع الدولي أن يفهم ضرورة استقلال اليمن.
وأضاف: “وضع الدولة بهذا الشكل لا يصلح ولا يخدم الجميع. فعلى الرغم من أن هناك حاجة ملحة للتصدي للتهديد الذي يمثله الحوثيون، إلا أن تصنيفهم كمنظمة إرهابية يمكن أن يؤدي إلى تداعيات سلبية وخطيرة تمهد للقضاء تماما على هذه المليشيات”.
وتطرق لشرم إلى أهمية هذا التصنيف، وقال: “أولاً، يجب أن ندرك أن التصنيف الدولي للمنظمات الإرهابية يفرض عقوبات شديدة على الكيانات المصنفة. قد يتضمن ذلك تجميد الأصول المالية والقيود الهجرة والعقوبات الأخرى.
وأوضح أنّ الحوثيين قد يرون أنّ هذا التصنيف بمثابة تهديد وسيتعاملون معه بشكل أكثر عدوانية وعنفًا، وهذا في نهاية المطاف يخدم الجنوب وقضية شعب الجنوب، ويثبت مرارا وتكرارا أهمية اجتثاث هذه الجماعة الإرهابية”.
وأضاف: “على الرغم من أن تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية قد يؤدي إلى تأثير سلبي على الحل السياسي وجهود التوصل إلى اتفاق سلام في اليمن، لكن النتائج بالمجمل ستكون لصالح شعب الجنوب دون أدنى شك. كلما ازداد تمادي الحوثيين، كلما عُجل بحسم هذا الموضوع الذي بات يؤرق الدول العظمى ويهدد مصالح العالم”.
وأردف ناصر لشرم “للصوت الجنوبي”: “بعد انتهاء المهلة المحددة، سيستفيق الحوثيون من أوهامهم وسوف تدمرهم الضربات الأمريكية البريطانية وتدك معاقلهم في كل مكان بمنتهى الدقة”.
واختتم الخبير الجنوبي حديثه، قائلاً: “لا ينبغي القلق مطلقا عندما تصل الأمور إلى هذه المرحلة”، وأشار إلى أنه لا يمكن بأي حال من الأحوال مقارنة القدرات الغربية بقدرات هذه المليشيات مهما بلغت قوتهم.
مارس 30, 2025
مارس 29, 2025
مارس 29, 2025
مارس 29, 2025