السبت, نوفمبر 23, 2024
الصوت الجنوبي – تقرير خاصمنذ تأسيس النخبة الحضرمية، في محافظة حضرموت الجنوبية في العام 2016، إبان بعد طرد عناصر تنظيم القاعدة من مناطق الساحل في 24 أبريل من ذات العام، تمكنت النخبة من بناء هياكل أمنية قوية وتنفيذ استراتيجيات فعالة لمكافحة الإرهاب، بفضل الدعم الذي قدمته دول التحالف العربي وفي مقدمتها دولة الإمارات العربية المتحدة...." />
الصوت الجنوبي – تقرير خاص
منذ تأسيس النخبة الحضرمية، في محافظة حضرموت الجنوبية في العام 2016، إبان بعد طرد عناصر تنظيم القاعدة من مناطق الساحل في 24 أبريل من ذات العام، تمكنت النخبة من بناء هياكل أمنية قوية وتنفيذ استراتيجيات فعالة لمكافحة الإرهاب، بفضل الدعم الذي قدمته دول التحالف العربي وفي مقدمتها دولة الإمارات العربية المتحدة.
منذ تحرير ساحل حضرموت من الإرهاب، أطلقت قوات النخبة الحضرمية عمليتين عسكريتين لملاحقة الإرهاب، نجحت بشكل مطلق في تثبيت الأمن وتأمين هذه المناطق من أي أخطار محدقة بحضرموت.
بفضل قوة جنوبية قوامها من أبناء حضرموت، أصبح السكان المحليون يعولون على هذه القوات للحفاظ على الأمان وتحقيق الاستقرار في المحافظة، بعد أن صُقلت قدرات هذه القوات على يد دولة الإمارات الشقيقة.
العلميات العسكرية
نفّذت النخبة الحضرمية في 2018، عملية “الجبال السوداء” وتلتها “عملية الفيصل”، ضمن الجهود المستمرة لملاحقة عناصر تنظيم القاعدة الإرهابي ومكافحة الإرهاب. “كان لهذه العمليتين الفضل الكبير في الأمن والاستقرار الذي تنعم به حضرموت حتى اليوم”، قال الشيخ القبلي عوض البهيشي.
وأضاف في حديث “للصوت الجنوبي”: “لقد فرضت القوات سيطرتها على عدد من المواقع التي كان يتمركز فيها عناصر تنظيم القاعدة الإرهابي في المدخل الغربي لوادي المسيني، الذي نقطنه، وكذلك في مدخل الوادي المؤدي إلى الساحل وهو أحد أهم معاقل التنظيم الإرهابي”.
وأردف: “الجانب الأمني ليس فرضاً على القوات الأمنية والعسكرية في حضرموت، بل فرض وواجب على كل مواطن، ونحن كمشايخ وأعيان أبلغنا قائد المنطقة العسكرية، آنذاك، بتمركز ومرور عناصر القاعدة في منطقتنا”.
وأشار إلى أنّ مقادمة القبائل في وادي المحمديين الذين ينتسب الكثير من أبنائهم في قوات النخبة أبلغوا أيضا عن نشاط مشابهة في مناطقهم”.
إلى جانب النجاحات التي سطرتها قوات النخبة الحضرمية في البر، استطاعت هذه تأمين المنافذ الحدودية والموانئ البحرية في حضرموت، مما ساهم في منع تسلل المسلحين وتهريب الأسلحة والمواد المحظورة والمخدرة.
واليوم أصبحت النخبة الحضرمية “خط أحمر” بالنسبة لأبناء حضرموت، لا يمكن بأي حال من الأحوال التفريط فيها أو السماح بأي إساءات تطالها.
صوت جنوبي واحد
في 3 فبراير الماضي، خرجت حشود جماهيرية كبيرة في مدينة المكلا بحضرموت في جنوب اليمن للتعبير عن دعمهم لقوات النخبة الحضرمية التي تنشر ضمن المنطقة العسكرية الثانية في ساحل المحافظة، بعد حوالي 18 يوما من فشل محاولة إدخال قوة عسكرية تابعة لما يعرف بـ “قوات درع الوطن” إلى المكلا، وإنشاء معسكر خاص بها.
وفي كلمة للرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، عضو المجلس الرئاسي ألقيت بالنيابة عنه، أعاد الرئيس الزبيدي التذكير بما حدث في عام 2015 عندما فرت عدة ألوية شمالية من ساحل حضرموت دون قتال أمام عناصر تنظيم القاعدة المتشدد ليتخذ التنظيم من المكلا إمارة له، وتسليم مدن أخرى في الجنوب لمليشيا الحوثيين المدعومة من إيران.
وقال الزبيدي إن “هذه اللحظة الفارقة تقتضي الإسراع في تعميم تجربة النخبة الحضرمية إلى مناطق وادي وصحراء حضرموت”. مشيرا إلى الإنجازات الأمنية التي حققتها النخبة الحضرمية مقابل ما أسماها “الفوضى العارمة التي تعيشها مدن وادي وصحراء حضرموت ومحافظة المهرة”.
وأضاف: “وهو ما يوجب العمل دون تأخير لتوسيع تجربة النخبة وتسليم مدن وادي وصحراء حضرموت، ومحافظة المهرة، لقوات جنوبية من أبنائها”.
وفي منشور على منصة إكس (تويتر سابقًا)، قال فرج البحسني، نائب الزبيدي وعضو مجلس القيادة الرئاسي ومحافظ حضرموت سابقًا: “نؤكد أننا لسنا ضد أي قوة يتم تشكيلها لحماية حضرموت والوطن عامة. إن تشكيل قوة درع الوطن مرحب به من قبل القادة السياسيين والسلطة المحلية بحضرموت [..]، لكن يجب أن تحل هذه القوة بدل القوات التي من خارج حضرموت المتواجدة في وادي حضرموت فهذا هو مكانها المناسب”.
وقال البحسني إن الألوية العسكرية في وادي حضرموت يجب الدفع بها نحو الجبهات في شمال اليمن لمواجهة ما وصفه “سلوك الغطرسة والاستعلاء المتزايد من الانقلابيين الحوثيين”. وعبر البحسني عن تقديره للسعودية والإمارات لأدوارهما، وقال إنه “لا يمكن للحضارم أن يقتتلوا فيما بينهم البين ولن نسمح بذلك”.
إفشال النخبة
من وجهة الشيخ سالم باضلاع، لا يقدر جهود النخبة الحضرمية سوى المخلصين من أبنائها على المستوى الداخلي، وهي محل تقدير كل أبناء دولة الجنوب العربي الشرفاء دون استثناء.
وأضاف باضلاع “للصوت الجنوبي”: “نسمع اليوم مؤامرات تهدف إلى تمزيق هذا المنجز الذي إن تبخر، فإنه لن يعود، وهو ما لم ولن ولا نسمح به جميعا كجنوبيين”.
وأشار إلى أنّ كل المحالات اليائسة التي سعت لها القوات الإرهابية في هذا الصدد، باءت بالفشل والقوى البديلة لقوات النخبة الحضرمية بالنسبة لتلك القوى المحلية والإقليمية جرت أذيال الخيبة والعار من حضرموت.
وأردف مستغرباً: “لقد عادت تلك القوات أدراجها دون الاقتراب من مناطق الوادي المحتل الذي تنتشر فيه قوات المنطقة العسكرية الأولى الإرهابية، وكأنها محرمة عليهم. لماذا اختاروا الساحل؟ وهربوا من الوادي”.
وكانت قد حاولت قوات تابعة لقوات درع الوطن في 17 يناير الماضي، إنشاء والتموضع في منطقة “حصيحصة” غرب مدينة المكلا، قبل أن تفشل هذه المحاولة قوات النخبة الحضرمية الجنوبية.
هذه المحاولة، أعقبتها موجة غضب واسعة اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي، كون هذه المناطق مستقرة أمنياً منذُ سنوات، عقب سيطرة قوات “النخبة الحضرمية” في العام 2016، وقريبة من الجميع وتحظى بعلاقة جيدة مع المجتمع الحضرمي.
وقال رئيس الهيئة التنفيذية للقيادة المحلية للمجلس الانتقالي الجنوبي بحضرموت، العميد الركن سعيد أحمد المحمدي: “حضرموت تجاوزت مؤامرة خطيرة، كانت تستهدف قوات نخبتها الحضرمية، وهو المنجز العسكري الذي يفخر به كل حضرمي غيور على أرضه، وحريص على أمنها واستقرارها”.
وأضاف المحمدي: “قوات درع الوطن شُكِلت لتحل محل قوات المنطقة العسكرية الأولى، الموالي الكثير من أفرادها للحوثيين والجماعات الإرهابية”.
وأوضح أنّ أبناء حضرموت يختلفون في كثير من المسائل، لكنهم يجمعون على ضرورة المحافظة على قوات نخبتهم.
فعلى الرغم من أنّ هذا الإجراء لم يكن يخدم أمن واستقرار حضرموت، وقابله سخط شعبي وبيانات شديدة اللهجة من القيادة المحلية لانتقالي حضرموت، إلا أنّ حزب الإصلاح اليمني عدّ هذه الخطوة “تمردا”.
ورغم ذلك لا يمانع أبناء حضرموت من انتشار هذه القوات في المحافظة، لكنهم يرون أن مناطق الوادي التي تشهد عمليات تصفية بالجملة، هي أحوج من مناطق الساحل بانتشار هذه القوات.
الإقليم الشرقي
في 9 يناير الماضي، أُعلن في مدينة سيئون بوادي حضرموت، عن تشكيل لجنة تحضيرية لما أطلق عليه” المجلس الموحد للمحافظات الشرقية”. جاء ذلك عقب يومين من صدور بيان وقعت عليه 230 شخصية من محافظات حضرموت، وشبوة، والمهرة، وسقطرى، وحمل اسم” الإقليم الشرقي”.
ويرى مراقبون أنّ خطوة إعلان الإقليم الشرقي تحمل بصمة جماعة الإخوان المسلمين وفرعهم في اليمن حزب التجمع اليمني للإصلاح، الذين يحاولون تشتيت الجنوب بكل الطرق والعمل على شق الصف، في سبيل خدمة أحزابهم، ولكن بصبغة محلية.
ولفتوا إلى أنّ دلالة التوقيت في إعلان الإقليم الشرقي مهمة جداً، حيثُ يسعى المجلس الانتقالي الجنوبي إلى لم ووحدة الصف، ونجح في عمل ميثاق جنوبي لمعظم المكونات الجنوبية، وهي الخطوة التي أزعجت صانعي الوحدة اليمنية وأدوات المحتل.
مجلس حضرموت
في مايو الماضي، أجهض ما أطلق عليه “مجلس حضرموت الوطني” الموالي لحزب الإخوان اليمني بإيعاز من عدد من المشايخ وحزب الإخوان كممثل لحضرموت ووأده قبل ولادته، وذلك على واقع موجة الاستقالات من قبل أشخاص كثر، كون هذا المجلس لا يمتلك الحاضنة الشعبية؛ لأن لديه مشاريع يمنية بثوب جنوبي.
أحداث حملة ميزان العدل
في أكتوبر الماضي، حاولت القوى الإرهابية استغلال الفوضى الإعلامية أثناء حملة “ميزان العدل” التي اُطلقت لملاحقة الخارجين عن القانون في مدينة المكلا، ونفّذتها قوات النخبة الحضرمية، للإساءة إلى قوات النخبة ودولة الإمارات العربية المتحدة.
لكنها هذه الفوضى لم تدم طويلا لتمهل أعداء حضرموت الفرصة لتحقيق مآربهم أمام المنجزات التي حققتها هذه الحملة الأمنية في وقت قياسي، وأيدها أبناء حضرموت ومكونات مدنية وقبلية عديدة، وكان في مقدمتهم المجلس الانتقالي الجنوبي.
وعلى الرغم من محاولة الإصلاح والحوثيين النيل من المجلس الانتقالي الجنوبي، والزج به في “تجاوزات وهمية” عملياً لم تقدم عليها هذه القوات بحق من صدرت بهم أحكام قانونية، إلا أنّ أبناء حضرموت، كانوا على يقين أنّ قيادة المجلس حريصة إلى حد كبير على مصالح حضرموت بعكس من ادعوا حرصهم على حضرموت.
وفي السياق، قال المحلل السياسي العسكري محمد الجفري إنّ “قوات النخبة الحضرمية تشكل حصنًا منيعًا يقف صامدًا أمام التنظيمات المتطرفة”.
وأشاد الجفري بالكفاءة والاحترافية التي تتمتع بها النخبة الحضرمية، مشيرًا إلى أن تدريبها المتخصص والقيم الوطنية التي تتجسد في أفرادها تجعلها تتصدى بقوة للتهديدات الأمنية”، وأضاف أنها “تعمل بجدية وتفانٍ في حماية المدنيين وتأمين الحدود لمنع تسلل المقاتلين المتطرفين”.
وأردف: “تقوم النخبة الحضرمية بدور حاسم في مكافحة الإرهاب وضمان الأمن والاستقرار في حضرموت، وهي لن تتوانى في الدفاع عن أي أخطار تمس الجنوب”.
نوفمبر 22, 2024
نوفمبر 22, 2024
نوفمبر 22, 2024
نوفمبر 22, 2024