الصوت الجنوبي _ استطلاع خـاص

انقطاعات متواصلة للتيار الكهربائي تشهدها هذه الأيام محافظة حضرموت، وصلت إلى أكثر من نصف اليوم الواحد في ظل أجواء حارة جداً تعيشها المحافظة، تنذر بصيف قادم ساخن، والذي تبقى على حلوله نحو الشهر.

هذه الانقطاعات في الكهرباء ليست وليدة اللحظة ولا حدث عابر، بل هو برنامج يتجرعه الأهالي في كل عام مع اقتراب وخلال فصل الصيف، على الرغم من الوعود الكثيرة التي أطلقها المسؤولين السابقيين والحاليين.

وبدورها صحيفة ”الصوت الجنوبي“ الالكترونية أجرت استطلاع خاص مع عدد بسيط ومختلف من شرائح المجتمع الحضرمي، الذين تحدثوا عن مشكلة الكهرباء والحلول الواجب تنفيذها، والمعاناة اليومية جراء هذه الانقطاعات المتواصلة، وذلك خلال الاستطلاع التالي:

خطة استراتيجية

الصحفي أحمد مقرم، أكد بأن موضوع انهيار خدمة الكهرباء في حضرموت مع اقتراب الصيف وخلاله ليس بالأمر الجديد، وإنَّ : ”السلطة في حضرموت قد أكدت على لسان المحافظ مبخوت بن ماضي، أن موضوع الكهرباء يعتبر ثقب أسود، ومشكلة شائكة كلفت السلطة المحلية ملايين الدولارات، التي تدفع للمشتقات النفطية وقطع الغيار وغيرها من الأمور لتشغيل الكهرباء“.

ويضيف مقرم، في حديثه الخاص لـ ”الصوت الجنوبي“: ”لا أمل حالياً في تحسين خدمة الكهرباء خلال الصيف القادم، لأن موضوع حل الكهرباء يحتاج إلى خطة استراتيجية، وهذه الخطة بحاجة إلى سنوات لتنفيذها تتراوح ما بين 3 إلى 4 إذا كان هناك جدية في الأمر، أما الصيف الراهن فلاتوجد أي حلول مستدامة، وسوف تظل المشكلة قائمة والمعاناة في تزايد في ظل صمت السلطة المركزية التي لا تولي أي أهتمام لهذا الملف“.

ويرى الصحفي مقرم، بأن من ضمن الحلول المقترحة لتحسين خدمة الكهرباء: ”إيجاد مختصين فنيين من مؤسسة الكهرباء لدراسة احتياجات الطاقة، وإيجاد حلول عاجلة لتشغيلها بشكل مستمر، ومواصلة تقديم المنح في جانب المشتقات النفطية من قبل الأشقاء في المملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة“.

شريان الحياة

تهاني بامثقال، وصفت حالة الأهالي في محافظة حضرموت هذه الأيام مع الانقطاعات المتواصلة للتيار الكهربائي بأنها: ”معاناة شديدة جداً جداً جداً“، حيثُ تصل ساعات الانقطاع إلى أكثر من ثلاث ساعات متواصلة في الفترة الواحدة، معتبرة ذلك بالشيء المؤسف.

وقالت تهاني في حديثها الخاص لـ ”الصوت الجنوبي“: ”كل يوم ننام ونصحى على أصوات بكاء الأطفال وصياح الأهالي، فلا توجد راحة نفسية ولا جسدية، وهذه المشكلة ليست وليدة اللحظة، بل حالة متكررة تحدث كل عام مع اقتراب وخلال أيام فصل الصيف، دون تقديم أي حلول من قبل الحكومة والسلطة المحلية في حضرموت“.

وطالبت تهاني، السلطة المحلية في حضرموت، بضرورة تقديم حلول عاجلة في مجال خدمة الكهرباء، الذي يعتبر شريان الحياة المعاصرة ومن أهم المجالات، كون المواطنين أصبحوا غير قادرين على الذهاب للأشغال بسبب انقطاع الكهرباء كون أعمالهم مرتبطة بها.

اعباء جديدة

شادي عمر، شاب ثلاثيني متزوج وأب لثلاثة أطفال، ويمتلك محل لحلاقة الشعر، يقول: ”أصبحنا غير قادرين على مواصلة أعمالنا اليومية بسبب كثرة انقطاع التيار الكهربائي في أوقات مختلفة في اليوم وبشكل متواصل، فعملنا مرتبط بالكهرباء وانقطاعها يؤدي إلى قلة الدخل اليومي الذي أصرف من خلاله على أسرتي“.

ويسترسل شادي، في حديثه الخاص لـ ”الصوت الجنوبي“: ”أصبحنا بالكاد نوفر قيمة الإيجار لمحل صالون الحلاقة، كون عملنا ينقطع بانقطاع التيار الكهربائي، مما اضطرنا إلى شراء خازن كهرباء وبطارية بالتقسيط لاستطيع مواصلة عملي، فبدل أن يذهب المبلغ لمصروف أطفالي أصبح تقسيط الجهاز الخازن للكهرباء والبطارية حمل إضافي ضمن تكاليف الحياة“.

«ويبقى السؤال الأهم إلى متى سيستمر هذا الوضع المأساوي للغاية، والانهيار المتواصل لخدمة الكهرباء، في ظل صمت السلطات المركزية والمحلية المتعاقبة في البلاد عامة وحضرموت خاصة، والتي قد وعدت الأهالي في السابق بـ ”صيف بارد“ مازالوا حتى اللحظة يتدبرون كيف سيكون كونهم لم يحظوا به أبداً !؟».