الأربعاء, أبريل 9, 2025
الصوت الجنوبي _ تقرير خـاص
تتميز محافظة حضرموت كغيرها من المحافظات والبلدان، بالعديد من العادات والتقاليد التي تميزها عن غيرها، فهي تمتلك موروث ثقافي متنوع وتاريخ عريق، أثر على العديد من بلدان العالم التي سكنها الحضارم، كما أنهم تأثروا بثقافات وعادات البلدان التي هاجروا لها الحضارم.
وانتشرت في الآونة الأخيرة العديد من الأصوات الرافضة لنسب بعض الأكلات الشهيرة في حضرموت مثل ”الكراش“ و ”الباخمري“ وغيرها إلى حضرموت، باعتبارها ليست حضرمية الأصل بل تابعة لبلدان آسيوية أو أفريقية، وجلبها المهاجرين الحضارم من المهجر.
أكلات شعبية
في شهر مايو الماضي للعام الجاري 2024، زار اليوتيوبر الأردني ”جو حطاب“، محافظة حضرموت، وذلك ضمن عدة زيارات أجراها لمحافظات جنوبية وشمالية، تطرق خلالها إلى عادات وتقاليد الأهالي من أكلات شعبية ورقصات تراثية وغيرها.
حيثُ تطرق اليوتيوبر جو حطاب، خلال زيارته لمحافظة حضرموت، إلى «الحنظل» في مدينة سيؤن، و «العسل» في مدينة دوعن، و «الشاهي» في مدينة تريم، أما في مدينة المكلا عاصمة المحافظة ومركزها فقد تطرق إلى أكلة «الكراش»، و «الباخمري»، و مشروب القهوة أو ما يعرف باسم «التانقويزي».
هذه الزيارة إلى حضرموت أخذت حيزاً كبيراً في مواقع التواصل الاجتماعي، وتسببت في خلق جدل كبير ما بين مؤيداً للطرح الذي قدمه جو حطاب، وبين معارض لها وبشدة، حيثُ اعتبرها المؤيدين بأنها تنشر جانب من حياة أهالي المدينة وعاداتهم وتقاليدهم، بينما اعتبرها المعارضين بأنها تحجم من تاريخ حضرموت العريق وتختزلها في وجبات جلبها الحضارم من مناطق ودول أخرى.
موروث ثقافي
مدير عام الهيئة العامة للكتاب والنشر بحضرموت، الأستاذ عبدالحكيم بن قديم، قال: ”الأكلات الشعبية تعتبر من الموروث الثقافي والشعبي التي يتوارثها الأجيال في أي مجتمع، وهناك تنوع واختلاف في الأكلات الشعبية بين منطقة وأخرى يفرضه عامل الجغرافيا“.
وأضاف بن قديم، في تصريح خاص لـ ”الصوت الجنوبي“: إنَّ ”المناطق الساحلية لمدن ساحل حضرموت تعتبر «الكراش» وجبة محلية تتميز بها مدن ساحل حضرموت، لما يوجد فيها من قيمة غذائية عالية من البروتينات والأوميغا3، كونها تتكون من أحشاء الأسماك وبيض السمك وكبد السمك“.
ويسترسل: ”هناك أيضاً بعض الوجبات الأخرى مثل «البراوطه» و «البرياني»، انتقلت من مناطق ودول أخرى إلى حضرموت مع المهاجرين، خصوصاً أن الحضارم اشتهروا بالهجرة إلى دول شرق آسيا، وعند عودتهم إلى حضرموت ينقلوا معهم هذه الوجبات ومع الأيام تصبح وجبات رئيسية محلية“. ويضيف: ”هناك أيضاً ماتم نقله عبر المهاجرين من القرن الأفريقي مثل «الباخمري»، مع اختلاف أن الباخمري في دول القرن الأفريقي يؤكل مع «الصانة» بينما في حضرموت يؤكل مع شاهي الحليب“.
وأشار مدير عام الهيئة العامة للكتاب والنشر بحضرموت إلى أنَّ: ”الأكلات الشعبية ترتبط في بعض المناطق بالمناسبات، فـ «العصيد» في وادي حضرموت تقدم كوجبة للضيف، وأيام الأعياد وأي مناسبة أو احتفال أسري، وكذلك وجبة الأرز مع «الدجر واللخم» تعتبر وجبة محلية مناسباتية تطبخ أيام البرد أو الأمطار والسيول خصوصاً في مناطق البوادي، وهناك بعض الوجبات المنقولة لكنها تكون كلفتها عالية لذا تضل محصورة في أسر محددة“.
يوم الباخمري
مبادرة لقيا اعتادت خلال السنوات الماضية إقامة فعالية ”يوم الباخمري الحضرمي“، وذلك في صباح ثاني أيام عيد الفطر المبارك من كل عام، حيثُ تشهد مدينة المكلا في هذا اليوم تجمع شبابي كبير.
القيادي في مبادرة لقيا، سالم شاكر، بيّن في تصريح خاص لـ ”الصوت الجنوبي“: إنَّ ”في نفس اليوم والمكان الذي تقام فيه فعالية يوم الباخمري الحضرمي، يكون تجمع كبير فهو له خصوصية من سابق حيثُ يجتمع العديد من أهالي مدينة المكلا وخارجها لتناول وجبة الباخمري وشرب الشاهي، ومنها يكون عواد ولقاء عيدي، ونحن قمنا بتطوير هذه العادة وعمل فعاليات“.
وأكد حاتم، أن ”الكل مجمع بأن وجبة الباخمري تعتبر أكلة من الأكلات المهاجرة والتي جاءت لحضرموت من الخارج وعلى الأغلب من أفريقيا، أما بخصوص التسمية فالبعض يقول بأن اسمها ماخمري ولما جاءت إلى حضرموت أضافوا لها الباء فصارت باخمري، فيما يقول البعض بأن اسمها منتازي وهو الاسم الذي مازال متعارف به في مدينة الشحر وبعض المناطق الشرقية، فهي وجبة مهاجرة مثل العديد من الأكلات الموجودة في السفرة الحضرمية وصارت متأصلة من الوجبات الحضرمية“.
وعن طريقة تناول الباخمري، يقول حاتم: ”غالباً مايتم تناوله وقت الفجر من قبل عمال البناء والصيادين وغيرهم، الذين يستفتحون به يومهم، كما يباع ضمن المقليات وقت العصر والمغرب، وعلى الرغم أن هذه الوجبة جاءت من الخارج إلا أن أبناء حضرموت عملوا لها أضافات وتحسينات في الطبخ والتقديم بطريقتهم الخاصة“.
أبريل 8, 2025
أبريل 8, 2025
أبريل 8, 2025
أبريل 8, 2025