تُعتبر المياه الباردة جزءاً لا يتجزأ من الطب الشعبي البديل بالنسبة لكثير من الناس على مستوى العالم، فهي تستخدم أحياناً لغرض العلاج من بعض الأمراض لاسيّما الجلديّة. ومع ذلك، لا يوجد تفسير علمي واضح لفوائد الاغتسال فيها حتَّى الآن. وفي محافظة حضرموت، الجنوبية، التي تطل سواحل عاصمتها المكلا على بحر العرب، يعتقد كثيرون أنّ مياه..." />
تُعتبر المياه الباردة جزءاً لا يتجزأ من الطب الشعبي البديل بالنسبة لكثير من الناس على مستوى العالم، فهي تستخدم أحياناً لغرض العلاج من بعض الأمراض لاسيّما الجلديّة. ومع ذلك، لا يوجد تفسير علمي واضح لفوائد الاغتسال فيها حتَّى الآن.
وفي محافظة حضرموت، الجنوبية، التي تطل سواحل عاصمتها المكلا على بحر العرب، يعتقد كثيرون أنّ مياه البحر في توقيت زمني معين، تصبح ذات قدرة إلهية خارقة في الشفاء من بعض من الأمراض؛ بفعل ارتفاع درجات البرودة.
ويطلق أبناء حضرموت على هذا التوقيت الذي يأتي في منتصف شهر يوليو من كل عام “موسم البلدة”.
وفي ظل الظروف الراهنة التي تعصف بالجنوب بشكل عام وحضرموت بشكل خاص، يبرز التساؤل عن مدى جدوى إقامة هذا المهرجان، فهل ستقيم السلطة المحلية بحضرموت المهرجان هذا العام لا سيما بعد وصول أسعار العملات إلى أرقام فلكية؟
ارتفاع أسعار العملات
أحمد العامري، مواطن ستيني، استغرب من مجرد التفكير في إقامة مهرجان البلدة هذا العام، وقال “للصوت الجنوبي”: “في ظل هذه الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها محافظة حضرموت وسائر المحافظات في الجنوب، بات من المستغرب أن تصر السلطات المحلية على إقامة مهرجان البلدة”.
وأضاف: “فمع تفاقم أزمة ارتفاع أسعار العملات الأجنبية مقابل الريال، وتدهور القدرة الشرائية للمواطنين، كيف يمكن للسلطات إبراز هذا الحدث الترفيهي كأولوية في هذه الظروف؟ ألا يجدر بهم أن يركزوا جهودهم على تخفيف معاناة الناس وإيجاد حلول عاجلة لمشاكلهم المعيشية المتفاقمة، والكهرباء بشكل خاص؟”.
وأردف: “إن إقامة هذا المهرجان في ظل هذه الأوضاع ستُعتبر في نظر الكثيرين من المواطنين إسرافًا في الإنفاق وإهدارًا للأموال العامة التي يفترض أن تُوجَّه لخدمة المواطنين وتلبية احتياجاتهم الأساسية. فالناس في حاجة ماسة إلى الدعم والمساعدات لمواجهة ارتفاع الأسعار وتدهور الأوضاع المعيشية، وليس إلى مهرجانات ثقافية”.
واستطرد: “دعوني أقول بصراحة: نحن في أمس الحاجة لتسوية أوضاع المواطنين وتحسين مستوى معيشتهم قبل التفكير في إقامة أي فعاليات ترفيهية. فالعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية هي الأولى بالاهتمام في هذه الظروف الصعبة”.
قرار خاطئ أثار قرار السلطات المحلية في محافظة حضرموت بإقامة مهرجان حضرموت السنوي هذا العام جدلاً واسعًا بين أبناء المحافظة، وكان من أبرز المنتقدين لهذا القرار الشيخ عامر المحمدي، أحد أبرز شيوخ القبائل في ساحل حضرموت.
في تصريح خاص “للصوت الجنوبي”، عبر الشيخ عامر عن رفضه الشديد لهذا المهرجان، واصفًا إياه بأنه “إسراف في الوقت والمال على حساب معاناة المواطنين وغياب العدالة الاجتماعية”.
وقال الشيخ عامر: “في ظل تفاقم الأزمة الاقتصادية وارتفاع معدلات الفقر والبطالة، كيف يمكن للسلطات المحلية تبرير إقامة مهرجان مكلف كهذا؟ ألا يجدر بهم أن يوجهوا هذه الأموال والجهود لتخفيف معاناة الناس وتحسين أوضاعهم المعيشية؟”
وأضاف الشيخ عامر: “إن إقامة هذا المهرجان في هذه الظروف الصعبة ستُعتبر في نظر الكثير من المواطنين إهدارًا للمال العام وتجاهلاً لأولويات الناس. فالناس في حاجة ماسة للدعم والمساعدات، وليس للفعاليات الترفيهية”.
وختم الشيخ عامر تصريحه بالقول: “أدعو السلطات المحلية إلى إعادة النظر في هذا القرار وتوجيه الاهتمام والأموال لتحسين أوضاع المواطنين قبل التفكير في إقامة أي فعاليات ثقافية أو ترفيهية. فالعدالة الاجتماعية هي الأولوية في هذه الظروف”.