الخميس, أبريل 17, 2025
الصوت الجنوبي _ تقرير خــاص
منذُ مارس الماضي الذي شهد زيارة الرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، إلى مدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموت، وما ادلى بها من تصريحات دقت ناقوس الخطر حول عدد من التهديدات الأمنية التي تمس أمن واستقرار ساحل حضرموت، ومحاولات ميليشيا الحوثي الإرهابية التوغل في حضرموت وغيرها من محافظات الجنوب.
تشهد مدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموت وغيرها من مديريات ساحل حضرموت، هذه الأيام رفع مستوى اليقظة والجاهزية القصوى في الوحدات الأمنية، عقب تحركات أمنية مكثفة وحملات مداهمات واسعة تستهدف عدد من الخارجين عن القانون، ومن يشتبه بانتمائهم إلى خلايا نائمة كانت تخطط لتنفيذ أعمال تمس أمن واستقرار مديريات ساحل حضرموت.
إنذار مبكر
في الـ 16 من مارس الماضي، عقد الرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، لقاءً موسعًا بمختلف شرائح المجتمع الحضرمي بمدينة المكلا، وذلك خلال زيارات ميدانية شملت كافة محافظات الجنوب.
وفي كلمته أكد الرئيس الزُبيدي، أن مجلس القيادة الرئاسي والمجلس الانتقالي الجنوبي كانا ولا زالا يقفان مع أبناء حضرموت، بوصفها العُمق التاريخي والاستراتيجي للجنوب، وأنه لن يُسمح بزعزعة الأمن والاستقرار في كافة مناطق حضرموت، وقال “سنسعى لإنهاء اي صراع قد يؤدي لدخول مليشيات أو جماعات إرهابية من خارجها، فقد عانت حضرموت من العناصر الإرهابية في العام 2015م، ولن يُسمح بأي تغلغل لمليشيات الحوثي التي صُنفت ككيان ارهابي مؤخرًا، كما لن نسمح بنقل معاركهم من جبهات القتال الى حضرموت أو أي محافظة جنوبية.
وأكد الرئيس الزُبيدي دعم مجلس القيادة الرئاسي والمجلس الانتقالي الجنوبي للسلطة المحلية بحضرموت واسنادها والوقوف إلى جانبها لخوض جهود التنمية والخدمات واستتباب الأمن، متقدما بالشكر والتقدير لقوات النخبة الحضرمية والأجهزة الأمنية بحضرموت، مؤكدا أنها قوات نظامية أثبتت قدراتها الانضباطية العالية، منوها بأهمية تعزيز إمكانياتها وتوسيع دائرة انتشارها.
وقال الرئيس الزُبيدي ”أتينا لنلتحم بكم بشكل مباشر، وسنعسى مع مختلف المكونات لحماية حضرموت ومكاسبها، فحضرموت اليوم تقود نفسها بأبنائها، ولن نسمح بزعزعة الأمن والاستقرار فيها، وسنُنهي أي صراع قد يُربك حالة الاستقرار فيها، أو يُسمح بدخول المليشيات والجماعات الإرهابية اليها، ولدينا معلومات مؤكدة أن الصراع الحاصل حاليًا هو صراع النفود على النفط، وسنعمل جاهدين على اسناد جهود تعزيز الأمن والاستقرار والحفاظ على المكتسبات التي تحققت“.
تحركات سريعة
وفي الـ 30 من مارس الماضي، عقدت اللجنة الأمنية بحضرموت، اجتماعًا طارئًا لها، برئاسة محافظ المحافظة رئيس اللجنة الأمنية الأستاذ مبخوت مبارك بن ماضي، ناقشت خلاله عدداً من الملفات الأمنية، أبرزها توقيف العميد محمد عمر اليميني، رئيس أركان المنطقة العسكرية الثانية، وذلك تنفيذاً لتوجيهات عليا وأوامر النيابة العسكرية.
وأفاد بيان صادر عن اللجنة بأن عملية التوقيف جاءت في إطار التحقيقات الجارية حول قضايا أمنية مُحدّدة، مؤكداً أن اللجنة تتابع عن كثب سير الإجراءات القانونية الجارية بالنيابة العسكرية حتى اكتمال ملف القضية.
وأشار البيان إلى أن الإجراءات تأتي تماشياً مع التزام السلطات العسكرية والأمنية بتطبيق النظام وضمان العدالة وحفظ الاستقرار في المحافظة.
وشدّدت اللجنة على أن جميع الإجراءات تُتخذ وفق الأطر القانونية، ودون أي مساس بالحقوق، معربةً عن حرصها على تعزيز الثقة بين المواطنين والمؤسسات العسكرية والأمنية.
وأكدت اللجنة مواصلة الجهود الحثيثة لتعزيز الأمن في المحافظة، مع التأكيد على أن الأولوية تكمن في تحقيق العدالة النزيهة وحماية المكتسبات الأمنية، لضمان عدم تأثر المناخ الأمني العام والحفاظ على سكينة المواطنين.
حملات أمنية
في الـ 4 من إبريل الجاري، نفذت قوة من أمن المكلا، حملة مداهمات تفتيشية واسعة في عدد من الأحياء والمناطق بالمدينة، بالتنسيق المباشر مع النيابة الجزائية المتخصصة بحضرموت. وقد أسفرت الحملة عن ضبط عدد من العناصر المطلوبة أمنيًا، يشتبه بانتمائهم إلى خلايا نائمة كانت تخطط لتنفيذ أعمال تمس أمن واستقرار المدينة.
وفي بيان لها أكدت إدارة أمن وشرطة ساحل حضرموت أن: ”هذه العمليات تأتي ضمن خطتها الأمنية لتجفيف منابع الجريمة وملاحقة المطلوبين والخلايا المشبوهة، بالتعاون الكامل مع الجهات القضائية، وتحت إشراف مباشر من القيادة الأمنية بالمحافظة، فإنها تشدد على أنها لن تتهاون مع من تسوّل له نفسه المساس بأمن المدينة وزعزعة استقرار المواطنين، أو التستر على المجرمين بأي شكل من الأشكال“.
كما حذرت بعض الأقلام التي وصفتها بـ ”الرخيصة“ التي تحاول، عبر منصات الإعلام ومواقع التواصل، تبرير الأفعال الإجرامية أو الوقوف ضد الأجهزة الأمنية تحت غطاء الحريات، بأن هذه التصرفات تُعد مشاركة مباشرة في الإضرار بالمصلحة العامة، وسيتم اتخاذ الإجراءات القانونية بحق كل من يثبت تورطه في ذلك.
ودعت كافة المواطنين إلى الوقوف صفًا واحدًا خلف الأجهزة الأمنية، والإبلاغ عن أي تحركات مشبوهة، والتعاون المستمر معها للحفاظ على الأمن والاستقرار الذي تنعم به المدينة، لأن الأمن مسؤولية جماعية، مثمنة في الوقت ذاته ثقة الأهالي ودعمهم المستمر لرجال الأمن في أداء واجبهم الوطني.
عمل دؤوب
العقيد رياض سالم العكبري نائب مدير أمن مديرية المكلا، أكد أن ”الحملة الأمنية تمت بناءً على توجيهات المدير العام للإدارة العامة لأمن وشرطة ساحل حضرموت، العميد مطيع سعيد المنهالي، ونائبه مدير أمن مديرية المكلا العقيد صلاح سالم المشجري، وذلك وفق تقارير ميدانية من التحريات عن وجود شقق عزب تضم عناصر مخالفة ولا تمتلك أثباتات هوية“.
وبيّن العقيد العكبري، أن ”الحملة الأمنية تمت بالتنسيق مع الجهات القضائية بالنيابة وتم تحديد الاماكن المستهدفة وتفتيشها وفق أوامر الضبط، وتم ضبط أشخاص خارجين عن النظام والقانون بحوزتهم قذائف ومواد متفجرة، إضافة إلى مواد مخدرة من شبو وحشيش وخمور، ومازلنا في مرحلة جمع الاستدلالات وسيتم لاحقًا الكشف عن كافة التفاصيل“.
الناشط حسين عمر بامدهاف، أشاد بتلك التحركات الأمنية المتسارعة مقدمًا التحية لمدير أمن ساحل حضرموت العميد مطيع المنهالي، ونائبه مدير أمن المكلا العقيد صلاح المشجري، ومدير البحث الجنائي بالمحافظة العقيد هاني باشكيل، ومدير شرطة الطرقات العقيد لبيد الحميري، ولجميع مدراء المراكز الأمنية التابعة لأمن المكلا على العمل الدؤوب الذي قاموا به.
وطالب بامدهاف، برفع اليقظة العالية واستمرار التفتيش ومشاركة اللجان المجتمعية وتنشيط العمل المجتمعي الأمني بالأحياء، وضرورة قيام رؤساء الأحياء بحصر جميع العزب بأحيائهم ورفعها إلى القيادة الأمنية وتكثيف الرقابة على البيوت المؤجرة دون عقود أيجار ومتابعة ملاك البيوت بعدم التأجير إلا بعد أشعار رؤساء الوحدات والأحياء كأقل واجب وطني.
رفع مستوى اليقظة
في الـ 6 من أبريل الجاري، رفع العميد مطيع سعيد المنهالي، المدير العام لأمن وشرطة ساحل حضرموت، مستوى اليقظة في الوحدات الأمنية، مشددًا على أهمية الانضباط والجاهزية القصوى لحماية الوطن والمواطن. خلال كلمته، أكد على ضرورة تعزيز الاستعداد لمواجهة التحديات الأمنية، مستعرضًا تحيات محافظ حضرموت ووزير الداخلية.
وأشار إلى أن محاولة اغتيال مدير البحث الجنائي تُعتبر جرس إنذار، مؤكدًا أن الأجهزة الأمنية تعاملت مع الحادثة بجدية وأطلقت حملات نوعية تستهدف أوكار الجريمة، مع التأكيد على استمرار هذه الحملات.
وأوضح أن المداهمات لن تقتصر على المكلا، بل ستشمل مديريات أخرى ضمن خطة شاملة لضرب الخلايا النائمة وتجفيف منابع الجريمة، محذرًا من خطر المليشيات الحوثية التي تهدد الاستقرار.
كما أعلن عن خطة لتدريب كافة الأفراد من مختلف الوحدات لرفع كفاءتهم، مؤكدًا على عدم تدخل السياسة في عمل الأجهزة الأمنية. في ختام كلمته، أشاد بجهود رجال الأمن في تنفيذ مداهمات ناجحة أدت إلى ضبط مطلوبين، مما يعكس التنسيق المحكم بين الوحدات الأمنية.
أبريل 17, 2025
أبريل 17, 2025
أبريل 17, 2025
أبريل 17, 2025