الجمعة, مايو 9, 2025
الصوت الجنوبي _ تقرير خـاص
منذُ أكثر من شهر ومحافظة حضرموت تعيش أزمة سياسية وتصعيد مستمر من قبل مؤتمر حضرموت الجامع وحلف القبائل، هذه الأزمة تسببت بالعديد من الأزمات الخدمية في المحافظة، وأبرزها شحة المشتقات النفطية، وزيادة ساعات انقطاع التيار الكهربائي، وهناك مؤشرات محتملة عن أزمة في الغاز المنزلي.
التصعيد الذي يقوده الشيخ عمرو بن حبريش، منذُ أواخر شهر يوليو للعام الجاري 2024، أصبح يميل إلى الجانب العسكري أكثر، ويشكل مخاطر أمنية ويهدد أمن واستقرار مديريات ساحل حضرموت، وهناك مخاوف عديدة من التسبب في تصعيد التوترات وتقويض الاستقرار، والتداخل في مهام قوات النخبة الحضرمية والأمن.
نقاط مسلحة
في الـ 5 من سبتمبر الجاري، أصدر حلف قبائل حضرموت، بيان له أعلن خلاله عن تدشين تمركز ”نقطة قبلية“ غرب مدينة المكلا، مشيراً إلى أن هذه الخطوة تأتي ضمن أتخاذ خطوات على الأرض وانتشار أوسع، وأنها ستتبعها عدة إجراءات حتى تحقيق كافة مطالبه.
وبيّن حلف قبائل حضرموت أن ذلك التصعيد ”يأتي في ظل تجاهل تام من قبل رئيس مجلس القيادة الرئاسي تجاه حضرموت واستحقاقاتها في كل الجوانب، وهذا التعنت والمماطلة والتسويف لن يزيدهم إلا رسوخا وقوة وثبات لتحقيق أهداف ومطالب حضرموت وأهلها“.
دعوات للتحشيد
مقدم طائلة قبائل آل باصبارة (نوح) المقدم سالم محمد بافقاس، أكد بأن قبائل آل باصبارة و نوح عامة سند وداعمين لنقطة تمركز حلف قبائل حضرموت في منطقة غرب المكلا باعتبارهم جزء من الحلف، داعيًا جميع مقادمة وشباب ورجال نوح بشكل عام وقبائل باصبارة خاصة إلى المشاركة والالتحاق في هذه النقطة واسنادها بوصفها تأتي للدفاع عن مصالح حضرموت وحماية ثرواتها ومنع خروجها.
وحذر المقدم بافقاس، في كلمة مرئية له القاها في اليوم الثاني من تدشين النقطة القبلية، من أي جهات كانت من الاعتداء على المرابطين في النقطة أو المساس بهم محملاً المسؤولية الكاملة من يقوم بهذا التصرف.
رفض التمرد
نائب قائد المقاومة الجنوبية غرب المكلا، قائد مقاومة حجر، سعيد علي بارجاش، أصدر بيان حول استحداث حلف قبائل حضرموت نقطة في غرب مديرية بروم ميفع، بين محافظة حضرموت ومحافظة شبوة، بذريعة منع تهريب ثروات حضرموت وتوقيف قواطر النفط الخام.
وأكد البيان، على الوقوف والمساندة إلى جانب أجهزة الدولة الرسمية العسكرية والأمنية ممثلة بالمنطقة العسكرية الثانية وأمن ساحل حضرموت، باعتبارهما القادرتان على حماية المحافظة وثرواتها ومصالحها، وعبر بيان المقاومة الجنوبية عن رفض كل دعوات التمرد على المؤسستين الأمنية والعسكرية، محذراً من عواقب هذه التصرفات نافياً في ذات الوقت صلتهم بها.
وأشار البيان، إلى أن مقاومة غرب المكلا وقيادة جبهة حجر، حرصت على ترسيم كل أفرادها ضمن المؤسسة العسكرية والأمنية، وأبدت كل التعاون مع القيادة الأمنية والعسكرية والسلطة المحلية والتحالف العربي، لترتيب وتنظيم هذه القوات بشكل رسمي، مؤكدة أن مواقفها داعمة لكل ما يخدم حضرموت ويلبي تطلعات أهلها ويعزز وحدة المجتمع وتماسك مؤسسات الدولة، محذرة من جر المحافظة إلى فتن وفوضى بذريعة حقوق حضرموت، داعية إلى التنسيق والتشاور مع كل أبناء حضرموت للوصول إلى موقف موحد.
تصعيد عسكري
مدير مكتب رئيس الهيئة التنفيذية للقيادة المحلية للمجلس الانتقالي الجنوبي بمحافظة حضرموت، سعيد خالد، قال في منشور له على فيس بوك رصده ”الصوت الجنوبي“: “إن ما تم نشره من قبل الأخ والزميل صبري سالمين بن مخاشن حول تشكيل قوات تابعة لـ ”حلف الشيخ عمرو بن حبريش“ في حضرموت يثير قلقًا كبيرًا إذا صح هذا الخبر“.
ويضيف سعيد: ”إن وجود قوات لهذا الحلف في ظل وجود قوات النخبة الحضرمية النظامية يعني أننا أمام منزلق خطير قد يفاقم الأوضاع في المنطقة، يجب على الجميع أن يدركوا أن مثل هذه التحركات قد تؤدي إلى تصعيد التوترات وتقويض الاستقرار، وهو ما لا نتمناه لحضرموت“.
وتمنى مدير مكتب رئيس تنفيذية انتقالي حضرموت، أن يتم التعامل مع هذا الوضع بحكمة وشفافية، وأن تسعى جميع الأطراف إلى الحوار والتفاهم بدلاً من التصعيد العسكري.
معالجة الأزمة
لجنة التواصل لتحقيق مطالب حضرموت، برئاسة الأستاذ محمد عبدالله الحامد، تطرقت لدى لقاءها قائد المنطقة العسكرية الثانية اللواء الركن طالب سعيد بارجاش، إلى مجريات الأمور وآخر التطورات على الساحة المحلية، واستعرضت أبرز المقترحات والحلول للمشاكل الملحة والمستعجلة بشكل أولي، ووضع عدد من الاقتراحات لمعالجة الأزمة الراهنة في حضرموت.
وحيا اللقاء قيادة قوات النخبة الحضرمية على التحلي بأقصى درجات ضبط النفس في التعامل مع التحديات الراهنة مع التأكيد على ضرورة احترام هيبة حضرموت في ظل قواتها العسكرية النظامية المتمثلة بقوات النخبة الحضرمية ، مشددا على أنها تحظى بشرعية قانونية وشعبية اجمعت عليها مختلف كيانات المجتمع، واثبتت خلال مراحلها منذ التأسيس، قدرتها على طرد الجماعات الإرهابية وتثبيت الأمن والاستقرار في ساحل حضرموت.
كما أشادت اللجنة لدى لقاءها المدير العام للإدارة العامة لأمن وشرطة ساحل حضرموت، العميد مطيع سعيد المنهالي، بدور الأجهزة الأمنية في تثبيت الأمن والاستقرار، في كافة مديريات ساحل حضرموت، والتعامل بحنكة في ظل الأزمة الراهنة في المحافظة.
وشدد اللقاء على توحيد الجهود وعدم السماح للعناصر الإرهابية من تنظيم القاعدة وميليشيا الحوثي باستغلال هذه الظروف الطارئة في حضرموت؛ لتنفيذ أهداف ومخططات جديدة بعد أن استعادت المؤسسات الامنية مكانتها وتاثيرها في جميع مديريات المحافظة. ودعت اللجنة جميع القوى السياسية والمواطنين إلى دعم جهود إدارة الأمن العام واحترام النظام والقانون وتقديم كل اشكال الدعم المادي والمعنوي لترسيخ علاقة المواطنة المتبادلة بين رجل الأمن والمواطن.
خيار مثالي
ومع استمرار التوتر المتصاعد في محافظة حضرموت بين حلف القبائل والسلطة المحلية بالمحافظة، تعالت العديد من الأصوات الحضرمية بضرورة تدخل عاجل لاحتواء الأزمة ومنع تفاقمها، لتجنب الوصول إلى نتائج كارثية على مختلف المستويات في حضرموت.
الصحفي مجاهد الحيقي، أكد على ضرورة تدخل عاجل لاحتواء الأزمة، مشيراً إلى القلق الذي تثيره انعدام الثقة المتبادل بين الطرفين، مما يستدعي البحث عن حلول فعالة، معتبراً أن اللواء فرج البحسني هو الخيار المثالي للتدخل كطرف ثالث لتهدئة الأوضاع.
وأرفق الحيقي، خلال منشور له على فيس بوك رصده ”الصوت الجنوبي“، العديد من الأسباب التي تجعل من النائب البحسني الخيار المثالي، وهي مصداقيته لدى الحلف، وانتماءه للشرعية، وتجربته القيادية، مطالباً بضرورة التحلي بالحكمة والتوازن لتفادي الانزلاق نحو مزيد من التوترات التي قد تعرض استقرار حضرموت للخطر.
مايو 9, 2025
مايو 9, 2025
مايو 9, 2025
مايو 9, 2025