الصوت الجنوبي – تقرير خاص

يتواصل الصراع المحتدم بين الحكومة اليمنية وشركة بلقيس للطيران التي يملكها رجل الأعمال أحمد العيسي، حيث وجه وزير النقل الدكتور عبدالسلام صالح حُميد، شركة الخطوط الجوية اليمنية بنقل العالقين في القاهرة وجدة من ركاب شركة بلقيس للطيران الموقوفة عن العمل.

وقالت وزارة النقل في منشور على حسابها في فيسبوك، رصده “الصوت الجنوبي”، إن المذكرة التي وجهها وزير النقل إلى رئيس مجلس إدارة شركة الخطوط الجوية اليمنية، جاء فيها أنه “تقديراً لظروف العالقين من مواطنينا في القاهرة ومدينة جدة من ركاب شركة بلقيس للطيران التي تم إيقافها بسبب عدم الإلتزام بشروط تجديد ترخيص المشغل الجوي، يتم إعطاء العالقين الأولوية في حجوزات العودة للتذاكر التي تم قطعها قبل توقيف الشركة ابتداء من 1 سبتمبر إلى مطارات المناطق المحررة وباحتساب التذاكر بأقل درجة ركاب (280) دولاراً وذلك ابتداء من 11 سبتمبر وحتى 30 سبتمبر الجاري.

وفي 7 سبتمبر، كان رئيس الحكومة اليمنية، أحمد بن مبارك، وجّه بالسماح لشركة بلقيس للطيران باستئناف رحلاتها، وذلك في مذكرة وجهها لوزير النقل، بناء على التظلم الذي تقدمت به الشركة، ونظراً للضغط الشديد على شركة الخطوط الجوية اليمنية في تلبية احتياجات المواطنين للسفر في ظل محدودية توفر الطائرات، حسب المذكرة.

وكان أحمد العيسي، مالك شركة بلقيس للطيران، وصف في مقابلة تلفزيونية على قناة “يمن شباب” الإخوانية مؤخراً، قرار وزير النقل عبد السلام حميد بإلغاء ترخيص عمل شركة بلقيس للطيران بأنه تعسفي وعنصري ومناطقي، واتهمه بـ”التسبب بأزمة اليمنيين العالقين في مطاري القاهرة وجدة، والعمل على تدمير شركة الخطوط الجوية اليمنية من أجل إدخال شركات طيران جديدة من مناطق المثلث”، حسب تعبيره.

فساد يعانق السحب
في يناير الماضي، كشفت وثائق رسمية صادرة عن نيابة الأموال العامة بالعاصمة عدن تشمل قرار بالحجز التنفيذي على أموال شركة طيران بلقيس المملوكة للتاجر البارز الشيخ احمد العيسي.

ويشير التقرير إلى أن قرار الحجز التنفيذي لصالح وزارة الادارة المحلية بمبلغ قدره 167807900ريال يمني رسوم مستحقة متأخرة .

وفي ضوء قرار نيابة الأموال العامة طلب وزير الادارة المحلية من وزير النقل بتوقيف تجديد تصاريح شركة طيران بلقيس تماشيا مع الاجراءات القانونية التي اتخذتها النيابة والزام شركة بلقيس للطيران بسداد الرسوم المستحقة المتأخرة.

ووجه د.عبدالسلام حميد ، وزير النقل، رئيس الهيئة العامة للطيران المدني والارصاد بإيقاف تجديد تصاريح شركة بلقيس للطيران والزامها بالسداد للرسوم المستحقة المتأخرة.

ويوم الخميس الماضي، أصدرت وزارة النقل والهيئة العامة للطيران المدني والأرصاد بالعاصمة عدن، بيانا للرد على مزاعم العيسي. وقال البيان: “تابعت وزارة النقل والهيئة العامة للطيران المدني والأرصاد بالعاصمة عدن، تصريحات مالك شركة طيران بلقيس أحمد العيسي، ليلة الأربعاء، على بعض القنوات المرئية الموالية والمدعومة من جهة حزبية معادية”.

وأضاف البيان: “وعليه، فإننا نوضح للجمهور وللإخوة ممن كانوا حاجزين للسفر على الطائرة المصرية المستأجرة من قبل شركة بلقيس، وذلك من خلال الآتي:
أولاً: شركة بلقيس التابعة للأخ أحمد العيسي حصلت على رخصة المشغل الجوي عام 2013م من صنعاء قبل الحرب، وبتوجيهات من مكتب رئاسة الجمهورية، رغم عدم استيفاء الشركة لمتطلبات رخصة المشغل الجوي، وذلك بالمخالفة لقانون النقل الجوي ومعايير المنظمة الدولية للطيران (ICAO)، وبالمخالفة الجسيمة لأنظمة ولوائح هيئة الطيران المدني، ولم تعمل الشركة.
وبعد عام 2016م تقدم العيسي لهيئة الطيران في عدن بطلب تجديد رخصة التشغيل، وحصل على الموافقة بدعم من مكتب رئاسة الجمهورية في الرياض نظراً لما كان يتمتع به الرجل من نفوذ.

ثانياً: شركة بلقيس لم يكن لديها طائرات تملكها إطلاقاً، ويدير الشركة بطائرة واحدة تم استئجارها من شركة “تاركو” السودانية، وبعدها تم استئجار طائرة مصرية بنظام “الشارتر” أي الإيجار بالساعة، وهذا النوع من الإيجار مؤقت وفي الحالات الطارئة فقط.. لذلك لن تقوم شركة بلقيس بمسؤولياتها في الإشراف والرقابة على أعمال الصيانة وتدريب الطواقم وتطبيق معايير السلامة، كون الطائرة مملوكة لشركة أخرى.

ثالثاً: الحصول على ترخيص مُشغل جوي مشروط بالكثير من الإجراءات والمتطلبات الفنية والإدارية والمالية، وبما فيها امتلاك الشركة المتقدمة للحصول على التصريح لطائرتين وفي الحد الأدنى طائرة مملوكة وطائرة مستأجرة، وهذا تقديراً للأوضاع التي تمر بها بلادنا منذ عام 2015م، وهذه الشروط لم تستطع شركة بلقيس توفيرها، وهي شروط تمكن الهيئة من ممارسة دورها الرقابي والإشرافي على شركات الطيران لضمان حقوق وسلامة المسافرين على الشركة.

رابعاً: حصلت الشركة على توجيهات استثنائية لتجديد رخصة المشغل الجوي خلال السنوات الماضية، من السلطات السياسية والتنفيذية العليا، رغم عدم توفر شروط التجديد، وقد انتهت جميع تلك الاستثناءات يوم 31 أغسطس 2024م.. إضافة إلى التعهدات الكتابية التي قطعتها الشركة على نفسها بالالتزام بإحضار كافة المتطلبات والشروط الخاصة بتجديد رخصة التشغيل الجوي.

خامساً: وحرصاً من وزارة النقل والهيئة العامة للطيران المدني والأرصاد على مصالح الزبائن المسافرين على تلك الطائرة، تم إبلاغ شركة بلقيس في شهر يونيو 2024 بعدم قطع تذاكر لأي مسافرين قبل انتهاء فترة سريان التوجيهات الاستثنائية في نهاية أغسطس الفائت، وذلك تجنباً لأي ضغوط تمارسها شركة بلقيس ومالكها على الهيئة والوزارة في الجوانب الإنسانية، من تواجد الركاب في المطارات كما كان يحدث من سابق عند توقيف الشركة.

سادساً: استلمت الوزارة طلباً من شركة بلقيس قبل يومين بالنزول للتفتيش على طائرة تزعم الشركة شراءها، وسوف تتحرك اللجنة إلى القاهرة للتفتيش على الطائرة، من حيث الوثائق والحالة الفنية ومدى مطابقتها لشروط اعتمادها وتوفر الطاقم المؤهل للعمل عليها، ومن ثم تسجيلها واعتمادها في الهيئة.

سابعاً: الإشارة التي وردت على لسان مالك شركة بلقيس بشأن الكابتن محمد مقبل، نؤكد بأن المذكور من أكفأ الطيارين في اليمن، ويتمتع بخبرات إدارية وفنية كبيرة مكنته من النهوض بأوضاع قطاع السلامة في الهيئة، وقرار تكليفه بهذا المنصب صادر عن رئيس الوزراء وليس عن وزير النقل، كما أشير في حديث مالك شركة بلقيس أحمد العيسي في الإعلام”.

واختُتم البيان بالتشديد على أن وزارة النقل وهيئة الطيران لن تقبلا بالسماح بتشغيل طائرة شركة تفتقر لشروط ومعايير السلامة، وتعرض حياة المسافرين لمخاطر وكوارث جوية محتملة وضياع حقوقهم المادية، وأكدت الوزارة والهيئة بأنهما تحتفظان بكافة الوثائق والمستندات التي تعزز كل ما ورد في البيان، وعلى استعداد لعرضها على من يرغب من الصحف والمواقع والقنوات.