السبت, أكتوبر 12, 2024
الصوت الجنوبي – تقرير خاصفي 18 سبتمبر الجاري، أعلنت شركة ستارلينك المملوكة للملياردير الأمريكي إيلون ماسك، إطلاق خدمتها للإنترنت الفضائي في اليمن ليصبح أول بلد في الشرق الأوسط يحصل على هذه الخدمة. وفي بيان مقتضب نشرته على منصة “إكس” في 19 سبتمبر 2024، أعلنت شركة ستارلينك عن توفر خدمتها للإنترنت الفضائي في اليمن. ونشرت الشركة..." />
الصوت الجنوبي – تقرير خاص
في 18 سبتمبر الجاري، أعلنت شركة ستارلينك المملوكة للملياردير الأمريكي إيلون ماسك، إطلاق خدمتها للإنترنت الفضائي في اليمن ليصبح أول بلد في الشرق الأوسط يحصل على هذه الخدمة.
وفي بيان مقتضب نشرته على منصة “إكس” في 19 سبتمبر 2024، أعلنت شركة ستارلينك عن توفر خدمتها للإنترنت الفضائي في اليمن. ونشرت الشركة خريطة توضح أن اليمن هو الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط التي تم إطلاق الخدمة فيها حتى الآن.
“ستارلينك” هو نظام إنترنت يعتمد على شبكة من الأقمار الصناعية التابعة لشركة “سبايس إكس”، التي أسسها ويمتلكها إيلون ماسك. وتتميز خدمات هذه الشبكة بتقديم الإنترنت في المناطق التي تعاني من صعوبة الوصول إلى خدمات الاتصالات التقليدية، خاصة في مناطق النزاعات والحروب.
ووفق ما اطلع عليه محرر “الصوت الجنوبي” من الموقع الرسمي لشركة ستارلينك، يبلغ سعر جهاز ستارلينك 350 دولار أمريكي، ويتفاوت سعر الاشتراك الشهري بين 35 دولار و50 دولار وفق رغبة العميل، فيما يبلغ سعر الشحن نحو 50 دولار، بمبلغ إجمالي 435 دولار أو 450 دولار.
وتُظهر خريطة على الموقع الرسمي للشركة أن اليمن الذي يشهد نزاعا منذ 2014، هو البلد الوحيد في الشرق الأوسط الذي تتوفر فيه خدمة “ستارلينك”.
وقالت مؤسسة الاتصالات في العاصمة الجنوبية عدن إن خدمة الإنترنت الفضائي تساهم في توفير إنترنت عالي الجودة للمناطق النائية لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية، ولفتت إلى أن الإنترنت الفضائي سيقتصر على المناطق المحررة، على أن تكون المؤسسة العامة للاتصالات في عدن هي الجهة الرسمية المعتمدة للخدمة وفق شروط الترخيص.
ترحيب حكومي وغضب حوثي
بدورها، رحبت الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً بإطلاق الخدمة، حيث سبق وأن أعلنت في السادس من أغسطس الماضي موافقتها على دخول “ستارلينك” إلى البلاد.
هذه الخدمة ستتاح عبر موزعين محليين سيقومون بتقديم خدمات البيع والدعم الفني للمواطنين بأسعار مناسبة. وتأتي هذه الخطوة في محاولة لتحسين خدمات الإنترنت في اليمن الذي يعاني من تردي البنية التحتية بعد سنوات من الحرب المستمرة، وفقاً لوكالة سبأ في العاصمة عدن،
في المقابل، أثارت هذه الخطوة غضب الحوثيين الذين يسيطرون على شمال البلاد، بما في ذلك صنعاء. وانتقد المتحدث باسم المكتب السياسي للمليشيا، محمد البخيتي، عبر “إكس” هذا التطور، معتبرًا أنه “جزء من الحرب التي تقودها الولايات المتحدة ضد اليمن”، ويهدد بتوسيع الصراع إلى الفضاء الخارجي.
الحوثيون كانوا قد شنوا خلال الأشهر الماضية هجمات على السفن التجارية في البحر الأحمر وبحر العرب، ضمن ما يصفونه بدعمهم للمقاومة الفلسطينية في غزة. ويعتبرون أن إدخال التكنولوجيا المتقدمة، مثل “ستارلينك”، قد يسهم في توسيع الرقابة والتجسس عليهم، ويؤثر على أمنهم القومي.
تباكي وصراخ حوثي
ارتفع صراخ مليشيات الحوثي مع إعلان شركة ستارلينك تدشين خدمة النت الفضائي رسمياً في البلاد، وهو ما لاقى ترحيباً رئاسياً وأمريكياً بكونها تحول مهم في البلاد.
إعلان ستارلينك الذي أعاد مشاركته مالك الشركة، الملياردير الأمريكي إيلون ماسك، على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي “إكس”، أصاب الحوثيون بالذعر ليخرجوا في بيان يزعمون أنها “يضر بالنسيج الاجتماعي” واعتبار الترحيب الأمريكي أنه “انتهاك للسيادة”.
لكن هذا الصراخ الذي فجره الحوثيون ورافقه سيل ضخم من الشائعات وهو لا يختلف عن صراخ مماثل أشعله الإخوان في وقت سابق بشأن شركة اتصالات في المناطق المحررة، كشف مدى مخاوف هذه المليشيات.
صفعة اقتصادية
قطاع الاتصالات والإنترنت في اليمن كان يدر سنوياً، وفقاً لتقارير أممية ودولية، أكثر من 2 مليار دولار للحوثيين ويتم تسخيرها لتمويل النشاط الحربي للمليشيات، كما أن الخدمة ظلت “سلاحاً فتاكاً للمليشيات” في التجسس على مناهضيها والإطاحة بهم، كما حدث في اغتيال قائد قاعدة العند العسكرية اللواء الركن ثابت جواس عام 2022، وفق مصادر تحدثت لـ”الصوت الجنوبي”، بحسب موقع “سكاي نيوز عربية”.
يُشكل تفعيل خدمة ستارلينك، صفعة اقتصادية بامتياز للحوثيين وتجعل من “مشروع النطاق العريض اللاسلكي بتقنية الجيل الرابع (4G) الذي أطلقته المليشيات عام 2022، بلا قيمة عقب تبخر أحلامها في أعمال التجسس وجني الأموال.
وظل الحوثيون يقدمون خدمة (4G) في مناطق سيطرتهم وبعض المناطق المحررة، كما هو حال تعز ومأرب وحيس وبعض مناطق شبوة والضالع وحضرموت والمهرة ويتربحون أموالاً طائلة تصل لبيع 15 غيغابايت بأكثر من 20 دولار.
وبجانب الأرباح، منح التحكم الحوثي بالاتصالات والإنترنت وخصوصاً مشروع 4G الذي أطلق بالتشارك والإشراف مع خبراء إيرانيين من شركتي “ألما” و”بي آر تل”، المليشيات قدرات غير مسبوقة في المجالات الاستخباراتية والعسكرية.
ووصل الأمر مؤخراً إلى تأسيس جهاز مخابرات مليشيات الحوثي فريق تجسسي تحت مسمى “أويل ألفا” مهمته بث برمجيات خبيثة للقادة العسكريين والأمنيين وعمال الإغاثة والمجال الإنساني في اليمن وخارجه، بحسب تقارير محلية ودولية متخصصة في الأمن السيبراني.
لهذا؛ كان لزاما على الحكومة اليمنية التحرك وضرب مليشيات الحوثي في أكبر القطاعات المنهوبة بعد أن حُولت منشآت “الاتصالات وتقنية المعلومات” إلى وكر للتجسس ووعاء لجني الأموال من طائلة الشعب.
وهو ما أكده نائب رئيس المجلس الرئاسي ونائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، العميد عبدالرحمن المحرمي، أن تفعيل الإنترنت الفضائي “ستارلينك” خطوة مهمة نحو تعزيز التنمية والتواصل في بلادنا، و”توفير خدمة أكثر أمانا”، إشارة إلى أن الخدمة التجارية كانت خياراً أمنياً ضرورياً في الوقت ذاته.
وأوضح المحرمي على منصة موقع التواصل الاجتماعي “إكس، أن الخطوة “تعكس تطلعنا لمستقبل مشرق يتكاتف فيه الجميع لبناء وطن مزدهر ومتصل بالعالم”.
وأعرب عن “شكره وتقديره العميق للجهود المبذولة من قِبل جميع المعنيين في إنجاح هذا المشروع الحيوي “مؤكدا دعمه “التام لهذه التحولات الإيجابية التي تصب في مصلحة شعبنا”.
من جهته، أكدت مؤسسة الاتصالات في عدن وهي الوكيل الرسمي لتقديم خدمات الإنترنت الفضائي في البلاد أن “تفعيل خدمة ستارلينك “توفر إنترنت عالي السرعة وموثوقاً به للمناطق النائية والمدن، مما يساهم في تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية”.
خسارة ورقة استراتيجية
فضح ناشطون يمنيون ومختصون في مجال الإنترنت على مواقع التواصل الاجتماعي، شائعات مليشيات الحوثي وأكاذيبها حول النت الفضائي ستارلينك، بعد خسارتها ورقة استراتيجية جردتها من أحد المخالب الذي ظلت تنهش به أجساد اليمنيين في الداخل والخارج.
وفند الخبير في قطاع التكنولوجيا ماجد علوان وجود مخاطر لستارلينك، عقب تسويق مليشيا الحوثيين لشائعات من هذا القبيل، وقال “للصوت الجنوبي” إنه “إنترنت تجاري بمميزاته ومخاطره، لكنه مع المخاطر يعد أفضل وأكثر أمانا من الخدمة التي يحتكرها الحوثيون”.
وأشار إلى أن “من عجز عن تحسين خدمة الإنترنت في اليمن سيُطلق كل المبررات لبث الخوف في نفوس الناس، حتى لا يفقد الإيرادات التي يجنيها من اليمنيين، مستغلا احتكاره للخدمة، في إشارة للحوثيين”.
كما أن لهذه الخطوة أبعاد اقتصادية، بحسب ما قاله الصحفي فاروق الشنيني “للصوت الجنوبي”، وأضاف إن “انزعاج المليشيات أمر ليس بمستبعد، كون هذه الخطوة ستكسر احتكارهم لخدمة الإنترنت في اليمن، وستفقدهم ورقة استراتيجية في معركتهم مع الشرعية”.
وأضاف الشنيني أن “إتاحة خدمة ستارلينك، بشكل رسمي، سيدفع بكافة القطاعات التجارية ورواد الأعمال والافراد إلى الاشتراك بهذه الخدمة؛ لسرعتها العالية؛ مما يفقد الخزينة الحوثية إيرادات مالية هائلة، تتحصلها المليشيات من المؤسسة العامة للاتصالات وشركة تيليمن المزود الوحيد للإنترنت في اليمن”.
التكتولوجيا تفتح فرصا جديدة
من ناحية أخرى، هنأت السفارة الأمريكية في اليمن المواطنين بالحصول على خدمة “ستارلينك”، مشيدة بقدرة التكنولوجيا على فتح آفاق جديدة للتنمية. وجاء في منشورها أن “هذا الإنجاز يوضح كيف يمكن للتكنولوجيا أن تفتح فرصا جديدة وتدفع عجلة التقدم في الدول المتضررة من النزاعات”.
وتتيح شبكة “ستارلينك” المتصلة بأقمار اصطناعية ذات مدار أرضي منخفض، توفير الانترنت السريع في مناطق نائية أو مواقع تعطلت فيها البنية التحتية لخدمة الاتصالات العادية.
ويعاني البلد المترامي الأطراف من تردي البنى التحتية وخدمات الاتصالات، بعد عشر سنوات من النزاع.
ومنذ نوفمبر الماضي، يشنّ الحوثيون هجمات بالصواريخ والمسيّرات على سفن تجارية في البحر الأحمر وبحر العرب ويدعون أنها مرتبطة بإسرائيل أو متّجهة إلى موانئها، ويزعمون أن ذلك يأتي دعما للفلسطينيين في قطاع غزة في ظل الحرب الدائرة فيه.
وفي يناير، شنّت الولايات المتحدة وبريطانيا غارات على مواقع عسكرية تابعة للحوثيين في مناطق سيطرتهم في محاولة لردعهم. وينفّذ الجيش الأمريكي بين حين وآخر، ضربات بشكل منفرد. ومنذ ذلك الحين، بدأ الحوثيون باستهداف السفن التي يزعمون أنها مرتبطة بالولايات المتحدة وبريطانيا.
أكتوبر 12, 2024
أكتوبر 10, 2024
أكتوبر 10, 2024
أكتوبر 10, 2024