السبت, ديسمبر 21, 2024
الصوت الجنوبي _ تقرير خــاص أحداث سياسية وعسكرية ميدانية متسارعة يشهدها الشرق الأوسط، والتي كانت أحدثها في سوريا وأسقاط نظام الأسد، تلك الأحداث والمتغيرات لاشك بأنها ستلقي بظلالها على واقع الحال في اليمن، خصوصاً مع الهزائم والضربات المتتالية التي تتلقاها الميليشيات الموالية لإيران، والدعوات للقضاء على ميليشيا الحوثي. ومع تسارع المتغيرات في المنطقة وتشكيل تحالفات..." />
الصوت الجنوبي _ تقرير خــاص
أحداث سياسية وعسكرية ميدانية متسارعة يشهدها الشرق الأوسط، والتي كانت أحدثها في سوريا وأسقاط نظام الأسد، تلك الأحداث والمتغيرات لاشك بأنها ستلقي بظلالها على واقع الحال في اليمن، خصوصاً مع الهزائم والضربات المتتالية التي تتلقاها الميليشيات الموالية لإيران، والدعوات للقضاء على ميليشيا الحوثي.
ومع تسارع المتغيرات في المنطقة وتشكيل تحالفات دولية وإقليمية، برزت العديد من الأصوات الجنوبية الداعية إلى سرعة استغلال الأحداث وتغيير المعادلات السياسية في الجنوب، والتحرك لخلق واقع جديد يسترجع من خلاله شعب الجنوب دولته الجنوبية الفيدرالية المستقلة على حدود ما قبل عام 1990.
تصحيح الأوضاع
رئيس مركز المعرفة للدراسات والابحاث الاستراتيجية، الدكتور عمر باجردانة، قال: ”ما يفترض على المجلس الانتقالي الجنوبي القيام به في ظل تطورات الأحداث الأخيرة، وخاصة ما شهدناه في سوريا من انهيار متسارع للنظام السوري وتمكين القوى الراديكالية والثورية من زمام الأمور في دمشق؛ هو اتخاذ بوادر تصحيح بشكل عاجل على مستوى مؤسساته، الأمر الآخر عليه أن يقوم بفرض أمر واقع في مناطق سيطرته والتخلص من عبء الشرعية التي اثقلت كاهله“.
ويضيف الدكتور باجردانة في حديثه الخاص لـ ”الصوت الجنوبي“: ”يفترض على الانتقالي الاسراع في تصحيح الأوضاع جنوباً وترميم كل الاضرار التي تسببت بها الشرعية نتيجة تنصلها من القيام بواجبها طيلة السنوات الماضية فيما يتعلق بالجانب الاقتصادي على وجه الخصوص، والجانب العسكري وكل الملفات المتعلقة بالوضع المعيشي للانسان الجنوبي، الظروف الآن مواتية اكثر من اي فترة مضت على الانتقالي يخطو خطوة إلى الأمام وأن تكون هذه الخطوة مدروسة“.
ويرى باجردانة، أن ”الانتقالي اليوم لم يعد غريبا ولم يعد قوى انتهازية او قوى جديدة اتت في حين غفلة، فهو يمتلك من العلاقات الدبلوماسية على المستوى الدولي والاقليمي، ما تجعله قادرا على فرض اي معطيات على أرض الواقع، اي خطوة يقوم بها في اتجاه تغيير الوضع في الجنوب وفرض امر واقع ستكون محل ترحيب وتأييد من هذه الدول من الاقليم والعالم“.
مشيراً أن ”العالم اليوم مشغول بنفس في تطورات الاحداث التي يمر بها الشرق الأوسط بشكل عام، وبالتالي ليس باستطاعة اي دولة ان تكون ظروفها مهيأة بأن تتدخل في شؤون الآخرين، فالدول اليوم مشغولة بترتيب ملفاتها الداخلية وإعادة صياغة سياساتها الخارجية بما يتواكب مع متغيرات اللحظة وتطورات الوضع الراهن، وبالتالي الانتقالي اليوم لديه فرصة بأن يخطو خطوة إلى الأمام وأن يغير الواقع المفروض عليه جنوباً منذُ سنوات عجاف“.
ولفت رئيس مركز المعرفة للدراسات والابحاث الاستراتيجية، إلى أن ”الفرصة التي موجودة إلى جانب الانتقالي اليوم، قد لا تكون موجودة وما هو متاح قد لا يكون متاح غداً، وبالتالي يجب على الانتقالي دراسة الوضع جيداً وتقدير الموقف بشكل سليم وصحيح واتخاذ ما يجب اتخاذه في اطار تمكين قواه السياسية والعسكرية على الربع الجغرافي الجنوبي، والا فان هناك كثير من القوى الراديكالية التي لا زالت وما زالت تتربص بالجنوب وتحاول ان تنتهز الفرصة للانقضاض على المجلس الانتقالي الجنوبي ومشروعه الوطني“.
خارطة السلام
المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن هانس غروندبرغ، قال إن الأطراف المتحاربة والشعب المحاصر في اليمن لا يمكنهم انتظار خريطة طريق للسلام إلى ما لا نهاية، قبل أن تنزلق البلاد مرة أخرى في دوامة الحرب.
وأصرّ غروندبرغ، في حديثه لوكالة فرانس برس السبت الماضي، أنه “لا يزال ممكنا” حل الصراع في اليمن الغارق بالفقر، لكن أي فرصة لتطبيق خريطة طريق عُلّقت فعليا بسبب تصاعد الأزمات الإقليمية الناجمة عن الحرب الدائرة في غزة. ورغم استمرار المناقشات التحضيرية مع جميع الأطراف، قال غروندبرغ في مقابلة مع فرانس على هامش منتدى حوار المنامة في البحرين إنه “من الواضح… أنه لا يمكن أن يظل الأمر على هذا النحو إلى ما لا نهاية”.
وأضاف “في مرحلة معينة، هناك تنفيذ متوقع تريد الأطراف رؤيته يحصل. وإذا لم يحدث ذلك، فهي مخاطرة بفقدان الزخم الضروري، وهذا الخطر واضح”. وتابع “هناك أصوات معادية في المنطقة. ما أقوله هو: لا تسلكوا هذه الطريق – من الممكن تسوية هذا الصراع”. وقال غروندبرغ “على هذا الأساس، لم نتمكن من اتخاذ خطوة إلى الأمام من الالتزامات التي تم الاتفاق عليها في العام 2023 بحسب خريطة الطريق”.
واعتبر المبعوث الأممي إنه “من غير الممكن المضي قدما بخريطة الطريق الآن، لأنني لا أعتقد أن تنفيذ تلك الخريطة سيكون ممكنا”. ولكنه تدارك “ما زلت أعتقد أن الأساس لخريطة الطريق في اليمن موجود لأن النزاع بين اليمنيين قابل للحل. ورغم ذلك، فإن العامل المعقد الآن هو زعزعة الاستقرار الإقليمي، بحيث أصبح اليمن جزءا لا يتجزأ من خلال الهجمات في البحر الأحمر”.
وشدّد غروندبرغ على أن خريطة الطريق “ليست عصا سحرية” لليمن، الذي انغمس في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم حيث يعتمد ثلثا السكان على المساعدات. وتابع “لذا أعتقد أن المسؤولية التي تقع على عاتقنا هنا هي ضمان الحفاظ على هذا الزخم وأن تفهم الأطراف ضرورة… الثقة بحقيقة أنه من الممكن تحقيق ذلك”.
وأردف “إذا لم يحدث ذلك، فإن العواقب معروفة. وإذا انزلقت إلى مواجهة عنيفة داخليا، فأعتقد أن عواقب ذلك معروفة جيدا ولا أعتقد أنها ستكون في صالح أي شخص”. وختم المبعوث الأممي “أعتقد أن الشعب اليمني يجب أن يكون صبورا بشكل عام. أعتقد أنهم كانوا ينتظرون السلام لفترة طويلة جدا. الجميع يريدون أن تنتهي هذه الأزمة”.
تحقيق الحلم
الصحفي صلاح بن لغبر، وجه رسالة إلى الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، ونائبيه اللواء الركن فرج البحسني، وعبدالرحمن المحرمي، قائلاً: ”إننا اليوم نقف على عتبة لحظة تاريخية فارقة، لحظة تتحرك فيها الأرض، ويعاد فيها تشكيل الخرائط والنفوذ“.
ويضيف بن لغبر، خلال منشور له على منصة (X) رصده محرر الـ ”الصوت الجنوبي“:إن ”هذه اللحظات لا تمنح نفسها إلا للقادة الشجعان الذين يمتلكون البصيرة والإرادة لاقتناصها، العالم اليوم يراقب، والدول المؤثرة تترقب، وذيول إيران التي لطالما كانت سيفاً مسلطاً على رقاب الشعوب تتهاوى، وأدواتها تتراجع، أما صنعاء، فهي غارقة في أسرها، عاجزة عن النهوض، لا تجد من يقودها نحو الحرية“.
متسائلاً: ”أي ذنب لعدن أن ترتبط بهذا المصير المظلم؟ وأي ظلم أن تُربط تضحيات شعبنا بمصير عاصمة لم تجد من يحررها؟“ لافتاً إلى معاناة شعب الجنوب المعيشية، والتي يُراد من خلالها إذلاله وهو لا يُذل وإن صبَر.
وأكد بن لغبر، على إن ”الركون إلى أوهام المفاوضات البائسة وخطط المندوبين التي تُرتب لتسليم البلاد إلى ميليشيات الحوثي تحت شعارات زائفة للسلام، هو انتحار سياسي ورهن للتضحيات الجسيمة التي قدمها شعب الجنوب“، مشيراً إلى أن ”الوقت ليس للتراجع أو الانتظار، اللحظة الآن لحظة فرض الواقع، وحين يفرض القوي إرادته، ينحني له العالم ويضيء الأشقاء أضواءهم الخضراء، لا تنتظروا الإملاءات ولا تعولوا على اللجان الخاصة“.
مؤكداً لقيادة الانتقالي، أن ”شعب الجنوب هو سندكم، ودماء شهدائه هي عهدكم، إن الشعوب العظيمة لا تُبنى إلا بالشجاعة والإقدام“. وطالبهم بأن يعلنوا الاستقلال ويحسموا القرار، ويرفعوا راية الجنوب عالياً، لأن التاريخ يكتب اليوم، ولن يغفر لمن تقاعس عن تحقيق حلم شعبه وتتويج تضحياته، والعالم يُثبت كل مرة أنه لا يحترم إلا الأقوياء، والجنوب لا يقبل إلا بالسيادة.
إرادة الشعوب
الكاتب الصحفي هاني مسهور، قال: ”لم يعد مبرر بعد كل هذه التحولات تأجيل إسناد الجنوب في قرار شعبه استعادة دولته على حدود ما قبل 1990“. ويضيف ”هذه سوريا تأجل قرار شعبها وفي النهاية وقع ما أراده الشعب، القضية الجنوبية لن تكون ضد الأشقاء في اليمن بل ستكون معهم للخلاص من حكم الحوثيين والإخوان الضالين“.
وأكد مسهور، في منشور له على منصة (X) رصده محرر ”الصوت الجنوبي“: إنَّ ”اللحظة جديرة بالعرب أن يقرروا المساندة، أما الجنوب قيادةً وشعباً لن يتراجعوا أبداً فلدى هذا الشعب قرار أن يبني دولته ووطنه، ولن يرهن مصيره بالرجعيين الذين يقتاتوت بالحروب والصراعات“.
مشيراً إلى أن، ”في 2014 تحالف علي صالح والإخوان والحوثيين لغزو عدن لفرض الهيمنة الإيرانية على باب المندب، هذه حقيقة التاريخ ولولا الله ورجال الجنوب والدعم الإماراتي لم تنتصر عدن في يوليو 2015، العقيدة الوطنية الجنوبية شكلت حاجزاً ضد مخططات قوى الإسلام السياسي التي واقعاً تتنافس في سوريا وكذلك في لبنان والعراق“.
ويرى مسهور، أن ”الجنوب وحده منّ يمتلك حاليّا مشروعاً وطنياً خالصاً وهذا ما يجب إن يناضل عليه الجنوبيين، مع التحولات المتوقعة في شمال اليمن“ مؤكداً على أن ”التاريخ وحده سيعاتب العرب على تأجيلهم قرار إعادة الدولة الجنوبية التي ستكون واقعاً بعز عزيز وذلّ ذليل“.
تحرير الوادي
ما يحدث في سوريا اليوم، من تحرير كامل وتحركات الدول الإقليمية والدولية هناك، قد يكون له تأثير غير مباشر على الوضع في اليمن والمجلس الانتقالي الجنوبي، وكذلك على تحرير وادي وصحراء حضرموت.
الصحفي أمجد صبيح، يرى أن ”إذا استمرت السعودية في تحسين علاقاتها مع سوريا، قد يتفرغ تركيزها بشكل أكبر على ملفات أخرى، مثل الحرب في اليمن، وهذا قد يؤدي إلى دفع الجهود نحو إيجاد حل سياسي شامل، والنفوذ الإيراني القوي في سوريا يجعل إيران في موقف أقوى بالمنطقة، هذا قد يشجع الحوثيين على التشدد في مواقفهم أو التصعيد ميدانيًا“.
ويشير صبيح، إلى أن ”مع تطور العلاقات العربية والإقليمية، قد يحصل المجلس الانتقالي الجنوبي على فرصة لطرح قضيته على المستوى الدولي بشكل أوضح، خاصة إذا أظهر نفسه كجزء اساسي من الحل السياسي، فسوريا تُظهر أهمية التحالفات الإقليمية، و المجلس الانتقالي يمكن أن يستفيد من تعزيز الشراكة الحقيقية مع السعودية والإمارات لدعم موقفه في الجنوب“.
ويرجح صبيح، أن ”في حالة خفت الدعم الخارجي للأطراف المعارضة للقضية الجنوبية، مثل حزب الإصلاح، فقد تكون الظروف أكثر ملاءمة لتحرير وادي حضرموت، والأحداث في سوريا تذكّرنا بأهمية بناء التحالفات واستغلال التحولات السياسية لتحقيق الأهداف الوطنية، الانتقالي أمام فرصة تاريخية لتقوية موقفه دوليًا وتحقيق إنجازات ميدانية، مثل تحرير وادي وصحراء حضرموت، إذا أحسن التخطيط واستغلال الظروف الحالية“.
ديسمبر 21, 2024
ديسمبر 21, 2024
ديسمبر 21, 2024
ديسمبر 21, 2024