الصوت الجنوبي – تقرير خاص
أكد عسكريون وجنود في القوات المسلحة الجنوبية وصحافيون محررون من سجون مليشيات الحوثيين الإرهابية أنهم تعرضهم للتعذيب بأبشع صوره في سجون المليشيات الإرهابية. ووصفوا في شهاداتهم لوسائل الإعلام، مشرفي المليشيات بأنهم “مدمنو تعذيب ولا يهدأ لهم بال حتى يمارسوا التعذيب الوحشي ضد المختطفين”.

وعن طبيعة التعذيب في سجون الحوثيين، قال رامي محمد، أحد الأسرى الجنوبيون من أبناء العاصمة عدن، في تصريحات سابقة لوسائل الإعلام، تابعها “الصوت الجنوبي”: “لقد استخدمت عناصر المليشيات الكهرباء في تعذيبنا كما استخدموا الضرب بالأيدي والتعليق من الأرجل والضغاطة. وكانوا يتسابقون على تعذيبنا ومن سينتزع معلومات أكثر من الأسرى بِأي طريقة كانت”.

ولفت رامي إلى أنّه “شهد تعرض أحد الأسرى للاعتداء الشديد، حيث قام الحراس بتكسير طوبة فوق رأسه بعد محاولته نزع سلاح أحدهم”.

وأشار رامي إلى أن المحققين استخدموا أسماء مستعارة مثل “أبو سجاد” و”أبو صخر”، حيث تبين لاحقاً أن “أبو صخر” هو عبد الرحمن الفائق و”أبو سجاد” هو بشير المرتضى.

وتطرق رامي إلى التأخير في تقديم الرعاية الطبية للأسرى الذين يعانون من حالات صحية حرجة، حيث أفاد بأنه تم الإبلاغ عن حالات غثيان وحمى، لكن بعد أيام سمعوا أن بعض هؤلاء الأسرى توفوا، دون معرفة ما إذا كانوا قد نقلوا إلى أماكن أخرى أو تمت تصفيتهم.

كما ذكر رامي موقفًا مع عبد القادر المرتضى، رئيس لجنة الأسرى الحوثية، حيث قال أحد الأسرى له: “يا أستاذ عبد القادر، نحن بعنا كل ما لدينا، اتقوا الله فينا.” فرد المرتضى قائلاً: “عودوا لبيع ذهب نسائكم ومواشي أهاليكم حتى تتحدثوا.”

وعندما أشار الأسرى إلى وفيات محتملة نتيجة التعذيب والمرض، أجاب المرتضى: “عادي يموتوا، لدينا ثلاجة تكفي لخمسة آلاف شخص.” كما أشار رامي إلى أن بعض الأسرى، مثل أحمد عياش، أصيبوا بجلطات نتيجة الإهانات المتكررة، بينما تعرض آخرون مثل رشيد البدوي وأسامة زحزح للتعذيب الذي أدى إلى إصابات خطيرة.

مجازر في سجون المليشيات

وفي 7 ديسمبر، قالت القوات الجنوبية المسلحة إن ميليشيات الحوثيين، المتحالفة مع إيران، أقدمت على تصفية 4 أسرى من الجنود الجنوبيين.

وقال ناطق القوات الجنوبية، المقدم محمد النقيب يوم الثلاثاء الماضي، إن “مليشيات الحوثي أعدمت 4 من جنودنا تم أسرهم في جبهة المسيمير بلحج”، وعبر عن إدانته للواقعة.

وأكد النقيب أن قيام الحوثيين بإعدام للأسرى يكشف حالة الرعب داخل صفوف المليشيات – الذين باتت نهايتهم وشيكة.

عقوبات أمريكية

وفي 9 ديسمبر الجاري، فرضت الإدارة الأمريكية، عقوبات جديدة، طالت لجنة الأسرى التابعة لمليشيات الحوثيين المصنفة دولياً في قوائم الإرهاب ورئيسها الإرهابي عبدالقادر المرتضى المتهم بتعذيب مختطفين منهم صحافيين وموظفو إغاثة.

وطبقاً لبيان أصدرته وزارة الخزانة الأمريكية ونشرته في موقعها الرسمي، ترجمه للعربية محرر “الصوت الجنوبي”، أدرج مكتب مراقبة الأصول الأجنبية اللجنة الحوثية لشؤون الأسرى ورئيسها عبد القادر المرتضى، بموجب الأمر التنفيذي رقم 13818، باعتبارهم أشخاصًا مسؤولين أو متواطئين في، أو شاركوا بشكل مباشر أو غير مباشر في، انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان.

وذكر البيان أنه “تم إدراج المرتضى كذلك باعتباره مسؤولاً عن لجنة الأسرى التابعة للحوثيين التي ارتكبت انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان في ظل رئاسته لها”.

وقال بيان الخزانة الأمريكية: “تدير اللجنة الوطنية الحوثية لشؤون الأسرى سجون الحوثيين.

ووفقًا للأمم المتحدة، في أحد السجون، المعروف باسم دار الصرف في صنعاء، يتعرض السجناء، بينهم أسرى جنوبيون، بشكل منهجي للتعذيب وغيره من أشكال المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللا إنسانية أو المهينة من قبل موظفي السجن”.

وفي هذا الصدد، قال الكاتب الجنوبي غالب السليماني: “هناك تقارير متعددة تشير إلى أن أعضاء إدارة السجن يشاركون شخصيًا في جرائم ضد السجناء، بما فيهم المرتضى”.

وأضاف “للصوت الجنوبي”: “من بين المعتقلين قيادات وأفراد جنوبية، وموظفون سابقون في السفارة الأميركية، وموظفون في الأمم المتحدة، وعاملون في المجال الإنساني، وصحفيون”.

وأشار السليماني إلى أن العديد من السجناء محتجزون تعسفياً، وبعضهم قاصرون، معدداً ما يمارسه مسؤولو السجن بحقهم من “القسوة والعقاب النفسي والجسدي بشكل منهجي”.

كما يمارس مسؤولو السجن وفق بيان الأمم المتحدة “عمليات الإعدام الوهمية، والضرب، والصعق الكهربائي، من بين انتهاكات أخرى” لافتاً إلى حرمان السجناء السجناء من الرعاية الطبية الكافية، ونتيجة لذلك، أصيب بعضهم بإعاقات دائمة، بينما وردت تقارير تؤكد وفاة بعضهم.

وفي وقت سابق من العام الماضي اتهم فريق الخبراء التابع لمجلس الأمن “عبدالقادر المرتضى” رئيس لجنة الأسرى التابعة للحوثيين، والمشرف على عدد من السجون في صنعاء بارتكاب جرائم تعذيب بحق المختطفين.

ووفق “الخبراء” في تقرير له، ارتكب المرتضى حالات تعذيب وانتهاكات خطيرة، في عديد سجون، بما في ذلك السجن المركزي بصنعاء، الذي يدير أحد ملحقاته رئيس لجنة الأسرى لدى المليشيا المدعو عبدالقادر المرتضى.

كما تحدث التقرير عن احتجاز للنساء والأطفال؛ لأسباب متنوّعة، وعن استخدام العنف الجنسي كوسيلة للتعذيب، إضافة إلى أن الابتزاز المالي، ونقص الرعاية الطبية، يشكلان جزءا من نظام السجون الحوثية، مع دعوة إلى تحقيق دولي، وتدخل فوري لحماية حقوق الإنسان في مناطق سيطرة المليشيات الحوثية.

ويوم الإثنين الماضي، أعلنت مليشيات الحوثيين المدعومة من إيران استهداف منطقة في مدينة يافنة الإسرائيلية بواسطة طائرة مسيرة. قال الجيش الإسرائيلي، لاحقا، أنه اعترضها بنجاح. ويُعتبر هذا الهجوم هو الأول للحوثيين على إسرائيل في ظل مخاوف المليشيات من تكرار مصير حزب الله في لبنان لهم.