الثلاثاء, أبريل 15, 2025
الصوت الجنوبي – تقرير خاص
تحل الذكرى الحادية عشرة لمجزرة سناح في الضالع، والتي تُعتبر واحدة من أبشع الجرائم التي ارتكبتها قوات الاحتلال اليمني في الجنوب.
في صباح يوم الخميس، 27 ديسمبر 2013، قامت هذه القوات اليمنية الإرهابية بعمليات قصف مدفعي همجية استهدفت منطقة سناح بمحافظة الضالع الجنوبية، مما أسفر عن سقوط عشرات الشهداء والجرحى، معظمهم من المدنيين العُزل، بما في ذلك النساء والأطفال.
ويعد هذا الهجوم انتهاكًا صارخًا للقوانين الدولية وحقوق الإنسان، حيث بلغ عدد ضحايا القصف أكثر من 40 شهيدًا وجريحًا، إلى جانب تدمير العديد من المنازل والممتلكات الخاصة بالسكان المحليين، الذين لا يزالون يعانون من آثار هذا التدمير حتى اليوم.
تعتبر هذه الجريمة أكثر من مجرد حادثة عابرة؛ فهي تعكس سياسة متعمدة من قبل قوات الاحتلال اليمني تجاه شعب الجنوب، الذي يسعى منذ فترات طويلة إلى تحقيق حريته وكرامته.
كما تسلط هذه المجزرة الضوء على وحشية الاحتلال اليمني ضد شعب الجنوب الأعزل، وتعد جزءًا من سلسلة من الانتهاكات الممنهجة التي استهدفت الجنوب وشعبه منذ صيف 1994 وحتى يومنا هذا، بما في ذلك الاعتقالات القسرية والقتل خارج إطار القانون وغيرها من الانتهاكات الجسيمة.
جهود المجلس الانتقالي
تأتي ذكرى مجزرة سناح في ظل تحولات عديدة يشهدها الجنوب، حيث تحققت نجاحات وانتصارات على الأصعدة السياسية والدبلوماسية. يبذل الرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي القائد الأعلى للقوات المسلحة الجنوبية عضو مجلس القيادة الرئاسي جهودًا لتعزيز حضور قضية شعب الجنوب التحررية في المحافل الإقليمية والدولية، ساعيًا لتحقيق تطلعات الشعب في استقلال واستعادة وبناء دولته الفيدرالية المستقلة.
على الصعيد العسكري والأمني، تسعى القوات المسلحة الجنوبية والأمن إلى مكافحة الإرهاب وضمان أمن واستقرار أبناء الجنوب، محميةً إياهم من أي تهديدات إرهابية.
تُعبر هذه المكاسب والإنجازات عن عزم القيادة السياسية والقوات المسلحة والأمن، والتي لن تثنيها تهديدات الأعداء عن السير قدمًا نحو استعادة دولة جنوبية ذات سيادة وقانون.
مجزرة سناح لن تُنسى
أكد سياسيون وصحفيون جنوبيون “للصوت الجنوبي” أن مجزرة سناح في الضالع تُعد جريمة بشعة لا يمكن نسيانها أو التغاضي عنها. وأشار الصحفي فضل الضالعي في حديث “للصوت الجنوبي” إلى أن جميع الجرائم التي ارتكبتها قوات الاحتلال اليمني ضد شعب الجنوب لن تسقط بالتقادم.
وخلال حملة إلكترونية على منصة التواصل الاجتماعي “إكس”، طالب ناشطون التحالف العربي والمجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية بضرورة تقديم مرتكبي هذه المجازر إلى المحاكم الدولية كجرائم حرب، وذلك إنصافًا للشهداء وذويهم.
وأوضح الناشطون أن جرائم ميليشيا الحوثي الإرهابية تعكس ذات نهج قوات الاحتلال اليمني، حيث تعتمد على القتل والتشريد وارتكاب المجازر، إضافةً إلى الإقصاء والتهميش ضد أبناء الجنوب.
ومن بين هذه الجرائم، استذكروا مجزرة التواهي التي وقعت خلال حرب 2015، والتي أدت إلى مقتل الأطفال والنساء العُزل. كما أشاروا إلى المجزرة الأخيرة التي ارتكبتها الحوثيون بحق عدد من الأسرى المحتجزين لديهم في المسيمير، حيث قُتلوا بطرق بشعة وغير مقبولة شرعًا ودينًا وأخلاقيًا.
في هذا السياق، لفت الصحفي فضل الضالعي الانتباه إلى ما تعرض له شعب الجنوب من مجازر وانتهاكات من قبل قوات الاحتلال اليمني، وشدد على ما يعيشه اليوم من حرية وعزة وكرامة بفضل تضحيات أبطال القوات المسلحة الجنوبية بقيادة الرئيس عيدروس الزُبيدي.
من جهته، جدد الكاتب السياسي بشير العولقي التأكيد على أهمية وحدة الصف الجنوبي من خلال تكامل الجهود لمقاومة الاحتلال والإرهاب اليمني، وربط العولقي في حديث “للصوت الجنوبي” بين ذكرى مجزرة سناح وما يحصل اليوم في الجنوب من قتل ممنهج من قبل مليشيات الحوثي الإرهابية والتنظيمات الإرهابية واليمنية.
واستذكر العولقي التضحيات التي قدمتها محافظة الضالع وبقية محافظات الجنوب في دعم هذه الهبة الشعبية بحضرموت، وأكد على ضرورة تحفيز أبناء وادي وصحراء حضرموت والمهرة للاستمرار في مقاومة الاحتلال والمطالبة بحقوقهم المشروعة، وفي مقدمتها رحيل قوات المنطقة العسكرية الأولى من وادي وصحراء حضرموت، واستبدالها بقوات النخبة الحضرمية والمهرية الجنوبية.
أهمية تأمين وادي حضرموت والمهرة
يؤكد المجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة الرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي القائد الأعلى للقوات المسلحة الجنوبية عضو مجلس القيادة الرئاسي على أهمية تأمين وادي حضرموت والمهرة من الإرهاب، ويشدد المجلس على أن الجنوب لا يمكن أن يقبل إلا باستكمال تحرير جميع أراضيه من الاحتلال والإرهاب اليمني، بما في ذلك وادي وصحراء حضرموت ومكيراس.
وأوضح الصحفي فضل الضالعي أن نظام الاحتلال اليمني ارتكب انتهاكات وجرائم وحشية ضد أبناء شعب الجنوب، منذ حرب صيف يوليو 1994 مرورًا بإطلاق الحراك الجنوبي السلمي في عام 2007، وصولًا إلى حرب 2015 وما تلاها من أحداث إرهابية وخدمية مستمرة حتى اليوم.
وأشار إلى أن استهداف الأطفال والنساء بالقصف المدفعي في مجزرة سناح يعكس همجية الاحتلال اليمني وإجرامه بحق الشعب الجنوبي الأبي.
وأكد أن مجزرة سناح ليست مجرد حادثة عابرة، بل هي جريمة متعمدة من قبل قوات الاحتلال ضد شعب جنوبي عظيم يسعى لتحقيق حريته وكرامته، مما يبرز وحشية هذا الاحتلال تجاه الشعب الأعزل.
إحياء ذكرى مجزرة سناح
يشدد الكاتب السياسي العولقي في تصريحاته “للصوت الجنوبي” على أن إحياء ذكرى مجزرة سناح يُعتبر واجبًا وطنيًا، إذ يستمر نضال أبناء شعب الجنوب نحو استعادة دولتهم.
وقال: “لقد كشفت جرائم الاحتلال اليمني عن الوجه الإجرامي لهك من خلال فضح جرائمهم في الجنوب، وخاصة مجزرة سناح، التي تعد امتدادًا لسياسة القمع والإرهاب ضد الجنوب، مما يعري محاولات القوى اليمنية لتدمير النسيج الاجتماعي الجنوبي”
وجدد العولقي التأكيد على أن دماء الشهداء لن تضيع هدرًا، وأن سعي أبناء الجنوب نحو استعادة حقهم ودولتهم الشرعية سيبقى حيًا، رافضين أي حلول مشوهة تضمن بقاء الاحتلال والإرهاب اليمني.
وأشار إلى أن مجزرة سناح ستظل شاهدًا على تضحيات أبناء الجنوب في سبيل استعادة دولتهم ذات السيادة الكاملة.
وطالب العولقي بضرورة مواصلة النضال والكفاح وفاءً لدماء الشهداء الذين قدموا أرواحهم دفاعًا عن الجنوب وأرضه وشعبه وقضيته. كما دعا إلى نبذ كافة أشكال العنف والإرهاب ومحاسبة مرتكبي الجرائم ضد أبناء الجنوب منذ عام 1990 وحتى اليوم.
واختتم العولقي حديثه بالتأكيد على أن دماء أبناء الجنوب لن تُنسى، وستظل سراجًا منيرًا يضيء الطريق نحو استعادة دولتهم الجنوبية كاملة السيادة.
أبريل 15, 2025
أبريل 15, 2025
أبريل 15, 2025
أبريل 15, 2025