الصوت الجنوبي _ تقرير خــاص

لسنوات طويلة استمر أبناء محافظة حضرموت في نضالهم السلمي ضد الاحتلال في وادي حضرموت، والمطالبة بخروج قوات المنطقة العسكرية الأولى، ولم يتنازلوا يوماً عن تلك المطالب وما استطاع المحتل اسكات تلك الصرخات والهتافات التي تنادي برحيله.

وبعد العام 2016 وسيطرة قوات النخبة الحضرمية على مديريات ساحل حضرموت، اعتلت الأصوات أكثر المطالبة برحيل قوات المنطقة العسكرية الأولى من وادي حضرموت، واحلال بدلاً عنها قوات النخبة الحضرمية التي أثبتت جدارتها في فرض الأمن والاستقرار في مديريات الساحل، واستطاعات هزيمة التنظيمات الإرهابية، ونتيجة لقربها من المواطنين.

ونتيجة لتلك الضغوطات المستمرة في كافة مديريات وادي حضرموت، دأبت قوى الاحتلال اليمني وبمساندة أقليمية ودولية بالإيعاز لأدواتها بتفجير الوضع السياسي والعسكري في مديريات ساحل حضرموت، ونقل الصراع من الوادي لتخفيف الضغط عليه، وجعل مديريات ساحل حضرموت في صراع مستمر، ومحاولة تدمير قوات النخبة الحضرمية وإضعاف قدرتها القتالية.

قوات رديفة

في الـ 25 من ديسمبر للعام الماضي، أصدر رئيس حلف قبائل حضرموت الشيخ عمرو بن حبريش العليي، القرار رقم (3) لعام 2024، بتشكيل قوات حماية حضرموت وتعيين اللواء مبارك أحمد العوبثاني قائداً لهذه القوات.

وفي الـ 2 من يناير للعام الجاري، وجهت قيادة اللجنة الأمنية والعسكرية لحلف قبائل حضرموت برفع درجة الاستعداد و التأهب الكامل في كافة مواقع ونقاط الحلف و ذلك للتصدي لأي خطر محتمل يهدد أمن واستقرار حضرموت من قبل الجهات التخريبية اياً كانت.

جاء ذلك في بلاغ للجنة نشرته الصفحة الرسمية لحلف قبائل حضرموت في الفيسبوك، مؤكدة وقوفها إلى جانب أبطال النخبة وكافة القوات المسلحة و الأمن لصد أي مؤامرة تهدف لزعزعة حضرموت وأمنها الذي ضحى الجميع لأجل ترسيخه.

و أفادت اللجنة الأمنية والعسكرية للحلف بلاغها : «أننا جاهزون لحماية بلادنا و الدفاع عنها بكل ما نملك وفي كل الظروف» .

رفض التجنيد

وفي رفض صريح ومباشر لتشكيل قوات عسكرية غير نظامية من قبل حلف قبائل حضرموت، عقدت اللجنة الأمنية بحضرموت، في الـ 26 من ديسمبر الماضي، اجتماعا استثنائيا وقفت خلاله على الحالة الأمنية بالمحافظة، برئاسة محافظ حضرموت رئيس اللجنة الأمنية الاستاذ مبخوت مبارك بن ماضي، وحضور قائد المنطقة العسكرية الثانية اللواء الركن طالب سعيد بارجاش، أكدت خلاله على رفض أي دعوات للتجنيد خارج المؤسسات الأمنية والعسكرية.

وأوضح محافظ حضرموت الاستاذ مبخوت مبارك بن ماضي، بأن أي تجنيد خارج المؤسسات العسكرية والأمنية غير مقبول ومرفوض جملة وتفصيلا، وأن الدولة هي التي تنشئ القوات المسلحة والشرطة والأمن، وهي ملك للشعب كله، ومهمتها حماية الوطن ولايجوز لاي هيئة أو فرد أو جماعة أو تنظيم أو حزب سياسي انشاء قوات أو تشكيلات عسكرية أو شبه عسكرية لأي غرض كان وتحت أي مسمى، لافتا إلى أن عمليات التسجيل للتجنيد لا تكون الا عبر الجهات الرسمية التابعة للدولة، وهي التي ستتخذ إجراءاتها في ضم المتقدمين وفقًا وإمكانات وإعتمادات التجنيد، وان القوات المسلحة تعد مؤسسة عسكرية نظامية، والأمن مؤسسة مدنية نظامية جميعها تخضعان للدستور والقانون والدولة.

من جانبه حذر قائد المنطقة العسكرية الثانية اللواء الركن طالب سعيد بارجاش، من خطورة الاقدام على أي عملية تسجيل وانشاء لتشكيلات عسكرية وأمنية خارج نطاق قوات الجيش والأمن، لافتا بأن مثل هذه الافكار ستؤدي في نهاية المطاف إلى الفوضى، وأن قيادة المنطقة لن تسمح بإدخال حضرموت في دوامة صراع وتصادم للميليشيات والتجمعات العسكرية غير القانونية، وانها ستبذل الغالي والنفيس في سبيل الحفاظ على المكتسبات العسكرية والأمنية التي تحققت، ولن تتهاون في التصدي لأي محاولات لزعزعة استقرار وطمأنينة الوطن والمواطن.

تعزيز عسكري

في خطوة تهدف إلى تعزيز دعائم الأمن والاستقرار في محافظة حضرموت، وصل رتل عسكري مهيب من لواء النخبة الحضرمي إلى قوة حماية الشركات بالمسيلة، عقب انطلاقه من معسكر اللواء عبر الخط الدولي الرابط بين ساحل ووادي حضرموت وصولاً إلى الموقع المحدد.

وأوضح قائد لواء النخبة الحضرمي، العقيد سالم عوض النموري، خلال كلمة ألقاها في القوة، أكد فيها على جاهزية قوات النخبة الحضرمية لتدعيم الأمن والاستقرار في مختلف مناطق حضرموت، لافتا إلى أهمية دور قوات النخبة الحضرمية في حماية المحافظة من التهديدات المختلفة والحفاظ على الأمن والاستقرار.

من جانبه أعرب قائد الرتل المقدم حلمي سالم عبود الشيخ، عن ثقته الكاملة في كفاءة وجاهزية القوات لتنفيذ المهام الموكلة إليها بكل احترافية، مؤكدا على التزام القوة الكامل بحماية المنطقة وضمان استقرارها، واستعدادها لمواجهة التحديات التي تعمل على زعزعة الأمن في كل أنحاء حضرموت من أجل الحفاظ على الهوية الحضرمية وإظهار سيادة الدولة وهيبتها.

وفي نقطة الإجتماع بقوة حماية الشركات بالمسيلة القى العميد أحمد عمر المعاري، كلمة شكر خلالها الضباط وضباط الصف والجنود على جهودهم المتواصلة، معبرًا عن فخره بالروح العالية والتفاني في سبيل خدمة حضرموت وحمايتها والذي يتمتع به أفراد قوات النخبة الحضرمية في كافة مواقعهم والمهام التي ينفذونها.

تحذيرات صحفية

حذر الأستاذ فاروق العكبري، رئيس نقابة الصحفيين الجنوبيين بحضرموت، في منشور له على مواقع التواصل الاجتماعي، من أي تحركات عسكرية جديدة في محافظة حضرموت، مؤكداً جاهزية قوات النخبة الحضرمية للدفاع عن المحافظة.

وشدد العكبري على أن أي محاولة للسيطرة على مدينة المكلا ستفشل، مشيراً إلى أن قوات النخبة الحضرمية وقوات العمالقة على أهبة الاستعداد للتصدي لأي تهديد.

وقال العكبري: “من يظن سقوط المكلا فهو واهم. على مشارفك العمالقة ساعتين وقدهم عندك إلى جانب النخبة الحضرمية”، مضيفاً أن قوات النخبة الحضرمية لديها قدرات قتالية عالية، وصفهم بالمنشور “وداخل المكلا الويه للنخبة ماعمرك شفتها ولن تشوفها الا في وقتها”.

ووجه رئيس نقابة الصحفيين الجنوبيين انتقادات لاذعة إلى الحلف، متسائلاً عن المطالب والبنوذ التي لم يتم تنفيذها منذ أكثر من ستة أشهر، مستخدمًا عبارة عامية تعكس حالة فشل الحلف وتمرده على الدولة قائلاً بسخرية : ” والترزاح الا ترزاح. قدنا في 2025 وعادهم؟ والضحية حضرموت”.

رفض انتقالي

في الـ 31 من ديسمبر الماضي، أصدر رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي، قرار قضى بتعيين العميد الركن صالح محمد عبدربه الجعيملاني قائدا للمنطقة العسكرية الأولى، قائدا للواء 37 مدرع، وترقيته الى رتبة لواء.

رئيس الهيئة التنفيذية للقيادة المحلية للمجلس الانتقالي الجنوبي بمحافظة حضرموت، العميد الركن سعيد أحمد المحمدي، أكد على رفض المجلس الانتقالي الجنوبي للقرارات العسكرية التي اصدرها رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي في وادي حضرموت.

وقال العميد المحمدي في تصريح خاص لـ ”الصوت الجنوبي“: “نرفض أي تغييرات لا تسمن ولا تغني من جوع، ومن الضروري نقل منتسبي المنطقة الأولى إلى خطوط التماس لمجابهة الحوثي وتحرير أراضيهم، بدلاً من جلوسهم في منطقة ليست منطقتهم، وعليهم أن يخجلوا إن كانوا فعلاً عسكريين ومقاتلين، بعد أن رأينا الحوثي يعبث بأرضهم، ويجب نشر قوات النخبة الحضرمية الجنوبية على كامل تراب حضرموت”.

وأشار المحمدي، إلى أن ”أبناء حضرموت أكدوا في أكثر من مليونية على هويتها الجنوبية الراسخة، وكذا على إخراج قوات المنطقة العسكرية الأولى من وادي حضرموت ونشر قوات النخبة الحضرمية في كافة ربوع المحافظة، وضرورة تمكينهم من إدارة شؤون محافظتهم الإدارية والعسكرية والأمنية بأنفسهم، وأن حضرموت عصية على كل من يراهن على كسر إرادتها“.