الصوت الجنوبي _ تقرير خــاص

منذُ ما يقارب الثلاث سنوات تم تشكيل مجلس قيادة رئاسي وحكومة مناصفة، شعر المواطنون حينها بالأمل في أن تشكل هذه الخطوة بداية لتحسن الأوضاع الاقتصادية والخدمية، وإيجاد حلول عملية للتخفيف من معاناة المواطنين.

ولكن سرعان ما تبددت هذه الآمال أمام فشل متفاقم على كافة المستويات من قبل مجلس القيادة الرئاسي وحكومة المناصفة، العملة المحلية انهارت بشكل غير مسبوق، وتدهور للخدمات الأساسية من كهرباء ومياه وصحة وتعليم، ومستوى معيشي متدني من الاسوء إلى الاسوء، وارتفاع في معدلات البطالة والجوع بشكل غير مسبوق، موظفو الدولة أنفسهم عاجزين عن توفير متطلبات حياتهم الأساسية، وعدم انتظام صرف رواتب المدنيين والعسكريين، وارتفاع الأسعار الذي جعل الفجوة بين الدخل والاحتياجات اليومية أكبر من أن تُسد.

ونتيجة لكل تلك التراكمات، فقد شهدت محافظات الجنوب لا سيما العاصمة عدن وحضرموت حراك شعبي، ولقاءات نقابية، وزخم تنظيمي، وحشد للقوى المدنية والحقوقية الجنوبية، وإقامة مسيرات وتنظيم وقفات احتجاجية كبرى ضد مجلس القيادة الرئاسي وحكومة المناصفة، لتحسين الأوضاع المعيشية والخدمية.

سياسة التجويع

القوى المدنية والحقوقية الجنوبية بحضرموت عقدت يوم الاثنين الماضي مؤتمرًا صحفيًا، بمقر اتحاد النقابات بالمكلا، لبحث سبل حشد الجهود لدعم الوقفة الاحتجاجية الكبرى المقرر تنظيمها صباح يوم الخميس المقبل 16 يناير أمام ديوان المحافظة بمدينة المكلا.

رئيس اللجنة الإعلامية، الناطق الرسمي للهيئة التنفيذية للمجلس التنسيقي للاتحادات بحضرموت، الصحفي فاروق العكبري، أوضح في تصريح خاص لـ ”الصوت الجنوبي“: أن ”الدعوة للتصعيد تأتي من النقابات والقوى المدنية كخطوة للتعبير عن المطالب الشعبية، موجهًا الدعوة للجميع للمشاركة الفاعلة وتغطية الوقفة التي ستقام صباح يوم الخميس القادم 16 يناير أمام ديوان المحافظة بمدينة المكلا “.

وشدد العكبري، على ”الرفض التام لسياسة التجويع والاذلال وتعليق مصير الشعب بمستقبل غامض وسط ما يعيشه من فقر وجوع وحرب معيشية وخدماتية دون مبرر يذكر، في ظل فساد مستشري في معظم مفاصل الدولة“. مطالباً بضرورة صرف العلاوات المتأخرة لكافة موظفي الدولة، وإلغاء قرار تعويم العملة المحلية وذلك لما تسبب به من تدهور في قيمة العملة المحلية، وانعكاساتها على حياة المواطنين المعيشية.

حشد الطاقات

مدينة المكلا شهدت لقاءً موسعًا مع قطاع المرأة في اتحاد النساء بمدينة المكلا، نظمته القوى المدنية والحقوقية الجنوبية بمحافظة حضرموت، وذلك في إطار التحضيرات للوقفة الاحتجاجية الكبرى التي ستقام صباح يوم الخميس القادم 16 يناير، أمام ديوان محافظة حضرموت بمدينة المكلا.

وأكد رئيس الاتحاد العام لنقابات عمال الجنوب، رئيس فرع حضرموت، الأستاذ عوض باكونة، على ”أهمية تكاتف الجهود وحشد الطاقات لإنجاح الوقفة الاحتجاجية“ مشيرًا إلى أن الحراك الشعبي يتطلب تضحيات ومشاركة فعالة من جميع شرائح المجتمع، وخاصة المرأة، التي تمثل ركنًا أساسيًا في المجتمع وتتحمل أعباء كبيرة نتيجة تدهور الأوضاع المعيشية والخدمية.

المدير التنفيذي للهيئة التنفيذية للمجلس التنسيقي لرؤساء الاتحادات والمجالس التنسيقية بحضرموت، الأستاذ عوض سباع، أكد في تصريح خاص لـ ”الصوت الجنوبي“: على ”أهمية تعزيز التعاون بين مختلف القطاعات ومنظمات المجتمع المدني لضمان حضور جماهيري واسع في الوقفة“ معتبرًا أن هذه الفعالية تعد خطوة هامة للمطالبة بالحقوق المسلوبة وتصحيح المسار.

أما رئيسة اتحاد النساء فرع حضرموت، الأستاذة سلمى الكثيري، فقد أشارت إلى أن ”المرأة الحضرمية تتحمل أعباءً مضاعفة في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة وتدهور الخدمات الأساسية“ مؤكدة أهمية تعزيز دور المرأة في الحراك المدني والحقوقي لضمان حياة كريمة ومستقبل أفضل لأسرهن وللمجتمع بشكل عام.

دعوات للخروج

وتفاعلاً مع الدعوات التي اطلقتها القوى المدنية والحقوقية الجنوبية بحضرموت، للخروج يوم الخميس القادم والمشاركة في الوقفة الاحتجاجية الكبرى التي ستقام أمام ديوان محافظة حضرموت بمدينة المكلا، أطلقت العديد من النقابات والاتحادات بساحل حضرموت، بيانات تأييديه تدعو فيها كافة منتسبيها للمشاركة الفاعلة لإنجاح هذه الوقفة الاحتجاجية.

الهيئة العسكرية العليا للجيش والأمن الجنوبي بمحافظة حضرموت، دعت كافة أعضاءها وجميع منتسبي الأمن والجيش في المحافظة، إلى المشاركة الفاعلة في الوقفة الاحتجاجية الكبرى، مشيرة إلى أن انقطاع رواتب منتسبي الجيش والأمن وتأخر صرفها لعدة أشهر، تسبب في مضاعفة معاناة العديد من الأسر في حضرموت، لاسيما في ظل ما تمر به البلاد من انهيار اقتصادي ومعيشي فاقم من احتياجات المواطنين.

وأكدت الهيئة، على أن صمت مجلس القيادة الرئاسي وحكومة المناصفة، لقرابة الثلاث سنوات عن معاناة المواطنين يعد غير منطقي ولا يمكن السكوت إلى ما لانهاية، فالأوضاع أصبحت لا تطاق، وجميع شرائح المجتمع بحضرموت، صبرت بما فيه الكفاية وحان الوقت للخروج للشارع والتعبير عن المطالب العادلة والمشروعة.

أما نقابة الصحفيين والإعلاميين الجنوبيين فرع حضرموت، فقد أكدت على أهمية المشاركة الفاعلة من قبل كافة منتسبيها في الوقفة الاحتجاجية الكبرى، التي دعى لها اتحاد نقابات عمال الجنوب ومنظمات المجتمع المدني بحضرموت، مشيرة إلى أن دعوة النقابة لمنتسبيها بالمشاركة الفاعلة تأتي إنطلاقا من أدبيات مؤتمر الصحفيين والاعلاميين الجنوبيين الذي ينص فيه نظام النقابة الأساسي على” الاسهام في الكفاح من أجل تحقيق أهداف شعب الجنوب في الحرية”.

فيما أكدت نقابة المعلمين والتربويين الجنوبيين فرع ساحل حضرموت، على أهمية المشاركة الفاعلة من قبل كافة منتسبيها في الوقفة الاحتجاجية الكبرى التي دعى لها اتحاد القوى المدنية والحقوقية الجنوبية بحضرموت، مشيرة إلى أن الأوضاع المعيشية والخدمية أصبحت لا تطاق، وأن شعب الجنوب بات لا يثق ولا يرغب بوجود منظومة الحكم الحالية المحفشة على الفساد، والتي عجزت عن حلحلت الأوضاع، ونتج عنها الأزمات والحرب الممنهجة والدمار وامعنت في تجويع وظلم شعب الجنوب على مدى عقود طويلة.

وادي حضرموت

أما في وادي وصحراء حضرموت، فقد وجه الاتحاد العام لنقابات عمال الجنوب بمحافظة حضرموت – الوادي والصحراء، دعوة عامة إلى كافة العمال والموظفين والمتقاعدين والكوادر النقابية، إضافة إلى المواطنين، للمشاركة في وقفة احتجاجية سلمية.

وأشار الاتحاد في بيانه إلى أن الوقفة تأتي في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعاني منها الجميع، حيث تتفاقم معاناة العمال والمتقاعدين بسبب تدني الرواتب والأجور والمعاشات، وعدم تحريكها بما يتناسب مع الغلاء المعيشي. كما سلط البيان الضوء على تأخير صرف المستحقات، وتدهور قيمة العملة المحلية أمام العملات الأجنبية، مما أدى إلى ارتفاع الأسعار وانخفاض مستوى المعيشة، إلى جانب التدهور الملحوظ في الخدمات الأساسية.

ودعا الاتحاد الجميع إلى الحضور والمشاركة الفعّالة في الوقفة للتعبير عن المطالب العادلة والمشروعة بصورة سلمية ومنظمة، مؤكداً على أهمية تضافر الجهود لتحقيق تحسينات ملموسة في الوضع الاقتصادي والخدمي.

واعلن الاتحاد، أن موعد الوقفة الاحتجاجية سيكون يوم الخميس 16 يناير، الساعة 9:30 صباحاً، أمام بوابة مجمع الدوائر الحكومية بمدينة سيئون، وادي وصحراء حضرموت.