الصوت الجنوبي _ تقرير خــاص

بعد معاناة طويلة ومناشدات عديدة، أطلقها المواطنين في محافظة حضرموت، بسرعة إعادة فتح الرحلات الجوية الرابطة بين مطاري الريان والقاهرة، وذلك للتخفيف عن المرضى الذين يتجرعون عناء السفر وقطع المسافات الطويلة جداً للسفر عبر مطاري عدن وسيؤن، على الرغم من وجود مطار الريان الدولي الذي يقربهم.

لتأتي الانفراجة والاستجابة لصرخات المواطنين، بجدولة رحلات جوية من وإلى مطار القاهرة الدولي، عبر مطار الريان الدولي، ابتداءً من يوم الأحد القادم 26 يناير من مطار الريان إلى القاهرة، فيما تم تحديد يوم الجمعة للعودة من القاهرة إلى الريان 31 يناير، لتستمر بعدها أسبوعيًا الرحلات كل أحد وجمعة، تخفيفًا لمعاناة المرضى وتذليل سفرهم للعلاج في مصر.

عودة الرحلات مجددًا ما بين مطاري الريان والقاهرة جاءت بعد متابعات حثيثة ولقاءات مستمرة قامت بها وزارة النقل ممثلة بمعالي وزير النقل الدكتور عبدالسلام صالح حُميد، والهيئة العامة للطيران المدني والإرصاد، بقيادة الكابتن صالح سليم بن نهيد، ومحافظ محافظة حضرموت الأستاذ مبخوت مبارك بن ماضي، مع الجهات المسؤولة وأثمرت بعودة الرحلات واستئنافها مجددًا.

الإعلان الرسمي

مطلع الشهر الجاري، أعلنت وزارة النقل وشركة الخطوط الجوية اليمنية، عن استلام الشركة تصاريح من قبل السلطات المصرية لتشغيل رحلات جوية مباشرة بين مطاري الريان والقاهرة، بعد توقف دام لأكثر من 10 سنوات.

وهنأ معالي وزير النقل الدكتور عبدالسلام صالح حُميد، أبناء محافظة حضرموت والمناطق المجاورة لها بهذا المكسب الذي سيرفع عن كاهلهم معاناة التنقل إلى مطار سيئون ومطارات أخرى للحصول على رحلات إلى القاهرة، مشيرًا إلى أن استئناف رحلات اليمنية بين مطار الريان بحضرموت ومطار القاهرة بجمهورية مصر العربية، جاء ترجمة للجهود الكبيرة التي بذلتها قيادة وزارة النقل منذُ اليوم الأول لتوليها مسؤولية الوزارة.

كما أثنى حُميد، على دور قيادة الخطوط الجوية اليمنية والهيئة العامة للطيران المدني والإرصاد، مشيدًا بالمتابعات الحثيثة من قبل محافظ محافظة حضرموت والدور الذي لعبته سفارة بلادنا في مصر بهذا الشأن.

كما توجه معالي الوزير، بأسمى آيات الشكر والتقدير للسلطات في جمهورية مصر العربية، ممثلة بمعالي وزير الطيران المدني الدكتور سامح الحفني، وكذا هيئة الطيران المدني المصرية، معربًا عن امتنان وزارة النقل والحكومة اليمنية بكل التسهيلات التي تقدمها مصر العروبة قيادة وشعبًا لأبناء الشعب اليمني، منذُ اندلاع الحرب التي شنتها المليشيات الحوثية الانقلابية في العام 2015، وفي مختلف مراحل العلاقات بين البلدين الشقيقين.

استعدادات نهائية

في الـ 20 من يناير الجاري، ناقش الأمين العام للمجلس المحلي بمحافظة حضرموت، صالح عبود العمقي، في لقاء عقد بمدينة المكلا، الاستعدادات النهائية لتدشين تشغيل خط الرحلات الجوية الجديد بين مطار الريان الدولي والقاهرة.

وشهد اللقاء حضور مدير مطار الريان المهندس أنيس باصويطين، ومدير الخطوط الجوية اليمنية بساحل حضرموت المهندس وليد فلهوم، إلى جانب وكيل المحافظة للشؤون الفنية المهندس أمين بارزيق، والمدير العام لمكتب وزارة المالية أنور الجعيدي.

واستعرض اللقاء، الجهود المبذولة في التنسيق الفني والإداري بين الجهات المعنية لضمان نجاح تشغيل الخط الجوي الجديد، بما يحقق نقلة نوعية في خدمات النقل الجوي ويعزز تجربة المسافرين عبر مطار الريان.

رحلة شاقة

لطالما كانت رحلة المرضى إلى مصر محفوفة بالمخاطر والتعب، حيث كانوا مضطرين للسفر لمسافات طويلة عبر مطاري عدن وسيئون، مما زاد من معاناتهم الصحية والنفسية، ومع عودة الرحلات المباشرة بين الريان والقاهرة، ستنتهي هذه المعاناة الطويلة.

وأكد محمد العمودي، في تصريح خاص لـ ”الصوت الجنوبي“: أن ”استئناف الرحلات الجوية الرابطة بين مطاري الريان والقاهرة تعد خطوة هامة جدًا للتخفيف من معاناة المرضى“. مشيراً إلى أن ذلك سيعود أيضًا بالنفع الكبير على حضرموت وأهلها، وسيساهم في تنشيط الحركة الاقتصادية والسياحية.

بينما قال سامح بن عبدون في حديثه الخاص لـ ”الصوت الجنوبي“: أن “عدة رحلات مصر تعد انجاز تاريخي لحضرموت، فنحن ننتظر هذه اللحظة منذُ سنوات طويلة، عودة الرحلات ستسهل علينا الكثير من الأمور، وستساهم في تقريب المسافات بيننا وبين العالم الخارجي“.

وقالت أم محمد في تصريحها الخاص لـ ”الصوت الجنوبي“: ”كنت أعاني كثيرًا بسبب صعوبة السفر إلى مصر، ولكن الآن ستزول هذه المعاناة، وأنا متأكدة من أن حالتي الصحية ستتحسن بشكل كبير“. وعبرت عن شكرها وتقديرها للجهود التي بذلت لإعادة تشغيل مطار الريان واستئناف الرحلات الجوية إلى جمهورية مصر العربية.

تجاوز التحديات

ويأتي استئناف الرحلات الجوية بين الريان والقاهرة ليشكل بداية فصلٍ جديدٍ في تاريخ حضرموت، حيث من المتوقع أن يساهم في تنشيط الحركة الاقتصادية والسياحية في المحافظة، وجذب المزيد من الاستثمارات، كما سيساعد في تعزيز العلاقات وفتح آفاق جديدة للتعاون المشترك.

ختامًا، يمكن القول إن عودة الرحلات الجوية بين الريان والقاهرة هي بشرى سارة لجميع أبناء حضرموت، وهي دليل على أن المحافظة تسير بخطوات ثابتة نحو المستقبل، وأنها قادرة على تجاوز التحديات والصعاب.