الخميس, مارس 20, 2025
الصوت الجنوبي – تقرير خاص تُعتبر الأزمة التي تشهدها البلاد واحدة من أبرز التحديات السياسية والإنسانية في منطقة الشرق الأوسط، حيث خلفت معاناة مستمرة لأكثر من عقد من الزمن. في خضم هذا الوضع المعقد، يتجلى المجلس الانتقالي الجنوبي كطرف جاد وملتزم في مساعي إنهاء الأزمة وتحقيق السلام الدائم في البلاد. على مدى السنوات الماضية، عمل..." />
الصوت الجنوبي – تقرير خاص
تُعتبر الأزمة التي تشهدها البلاد واحدة من أبرز التحديات السياسية والإنسانية في منطقة الشرق الأوسط، حيث خلفت معاناة مستمرة لأكثر من عقد من الزمن.
في خضم هذا الوضع المعقد، يتجلى المجلس الانتقالي الجنوبي كطرف جاد وملتزم في مساعي إنهاء الأزمة وتحقيق السلام الدائم في البلاد.
على مدى السنوات الماضية، عمل المجلس بجد لتحقيق حل سياسي عادل يضمن للجنوبيين حقهم في استعادة دولة الجنوب العربي، ليصبح في عام 2019 شريكًا في الحكومة المعترف بها دوليًا.
منذ تأسيسه، أصبح المجلس الانتقالي الجنوبي قوة سياسية رئيسية تمثل مصالح الجنوبيين وتعمل على تعزيز استقلالهم السياسي واستعادة دولتهم المستقلة.
كما يُعتبر الحوار والتفاوض من الأدوات الأساسية التي يعتمدها المجلس للوصول إلى سلام مستدام، إذ يرى أن هذه هي السبل المثلى لوضع حد للصراع المستمر.
وتعمل قيادة المجلس على توحيد الجهود في الجنوب وتعزيز المصالحة الوطنية، وقد أظهرت مشاركته في مفاوضات السلام إرادة حقيقية للتوصل إلى حلول سياسية عادلة.
كما يتبنى المجلس نهجًا تعاونيًا مع الأطراف الأخرى في البلاد، بما في ذلك الحكومة الشرعية والمجتمع الدولي، مؤكدًا أهمية التعاون المشترك لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.
جهود المجلس الانتقالي
في حديث خاص مع “الصوت الجنوبي”، عبر الصحفي الجنوبي صالح الدغاري “للصوت الجنوبي” عن تقديره لجهود المجلس الانتقالي الجنوبي برئاسة عيدروس قاسم الزبيدي، مشيرًا إلى أن هذه الجهود تمثل خطوة مهمة نحو تحقيق سلام عادل في البلاد0.
وأكد الدغاري أن تحقيق السلام الدائم يعتمد على تمكين شعب الجنوب العربي من حقه المشروع في استعادة دولته المستقلة، وهو حق تكفله جميع الأنظمة الدولية وتدعمه الأمم المتحدة التي تسعى لدعم حق الشعوب في تقرير مصيرها واستقلالها.
وتطرق الدغاري الى تصعيد الحوثيين في البحر الاحمر وما نجم عن ذلك من تداعيات تستدعي موقفا دوليا حازما كان المجلس الانتقالي الجنوبي ركنا رئيسيا في المطالبة به.
وقال الدغاري إن “استفزازات مليشيات إيران الحوثية لسير الملاحة البحرية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب والبحر العربي، جعل من دول المنطقة ودول العالم تستشعر أهمية الدور الذي كانت تقوم به دولة الجنوب العربي في تأمين المنطقة من تفشي الجماعات الإرهابية، وفي تأمين سير الملاحة الدولية في البحر العربي ومضيق باب المندب، ما يجعل أهمية عودة دولة الجنوب العربي باتت ضرورة إقليمية ودولية”.
وفي وقت، شهدت العاصمة عدن، انعقاد الاجتماع التأسيسي لمجلس العموم للمجلس الانتقالي الجنوبي، الذي يضم كل من هيئة رئاسة المجلس، والجمعية الوطنية، ومجلس المستشارين، تحت شعار ” تعزيزاً وتطويراً للأداء السياسي والمؤسسي “برعاية كريمة من الرئيس القائد، عيدروس بن قاسم الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي، رئيس مجلس العموم، نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي.
وألقى، حينها، الرئيس عيدروس الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، كلمة أشار فيها إلى أن التجارب والثبات لأبناء الجنوب وقيمة الوطنية تجلت في إعلان التصالح والتسامح لما لذلك من مصلحة شاملة للجميع، وانتهاج المجلس الانتقالي نهج الحوار كقيمة حضارية لتجاوز التباينات وتوحيد الصف الوطني، مضيفا بأن الباب الوطني سيظل مفتوحاً لكافة أبناء الجنوب بمختلف توجهاتهم.
وأوضح الرئيس القائد بأن تماسك وصلابة شعب الجنوب التي جسدها بصور البطولة والفداء والتضامن في مقاومة الغزو الحوثي على الجنوب عام 2015، مؤكداً على أن السبيل الوحيد إلى السلام هو العودة لوضع الدولتين ما قبل 21 مايو 1990، متابعاً بأن الشعب قد أفنى ثلاثة عقود في النضال لاستعادة وبناء دولته، ومبينا تزايد الدوافع إلى انتهاج خيارات أخرى لانتزاع حقة.
ولفت الرئيس، إلى ترجمة مخرجات اللقاء التشاوري على أرض الواقع، التي كان منها تنفيذ عملية شاملة لتعزيز الحضور والتمثيل الوطني لمختلف شرائح شعب الجنوب، مبينا عدم توقف جهود الهيكلة وتطوير وتحديث بنية ونظم العمل المؤسسي للمجلس التي ستشمل كافة هيئاته بجميع مديريات ومحافظات الجنوب.
وأشاد الرئيس الزُبيدي، بحاملي الأقلام ومنابر الفكر والتنوير العلمي والديني والإعلامي والثقافي والحقوقي، الذين يسدون ثغرة لا تقل أهمية عن جبهات الصـراع العسكري، بمواجهة سياسة التجهيل ومنابر التطرف وحملات الإعلام المعادي لتزييف وتضليل الحقائق، مبيناً دور شباب الجنوب في بناء المؤسسات وإرساء مقومات التنمية والاستقرار في البلاد، كما أشاد لجهود الجالية الجنوبية في دول المهجر الذي تمثل قضية شعب الجنوب وتمثيلها دوليًا.
وفي ختام كلمته، حيا الرئيس القائد، القوات المُسلحة والأمن الجنوبية، مستعرضًا جهود بناء وتنظيم القوات وتطويرها، حيث تم تعزيز هذا السياق بإعادة فتح مؤسسات التأهيل والتدريب العسكري والأمني في حضرموت وعدن، مضيفا الاهتمام بكل الوسائل المتاحة لجميع المتضررين من الحروب ومن سياسات الإبعاد والتسريح القسري، وتسوية أوضاعهم، وإعادة الأعمار واسترداد جميع الحقوق.
وكان قد تحدث الأستاذ علي الكثيري، رئيس الجمعية الوطنية، رئيس اللجنة التحضيرية للاجتماع، بكلمة عبر فيها عن أهمية هذا الحدث التاريخي للشعب الجنوبي الذي يُعد نقطة تحول، والذي جاء حصيلة نتائج أعمال مسبقة من التحضير والتوافق والتضحيات الجنوبية، مقدمًا شرحًا حول هذه المرحلة المفصلية التي يمر بها الجنوبيون، وما تتطلبه من جهود مضاعفة لبناء وتأهيل مؤسسات الجنوب.
وأوضح الشيخ راجح سعيد باكريت، عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي، بأن أنعقاد مجلس العموم الجنوبي مثل تجسيداً للإرادة الجماعية وتصميم شعب الجنوب على تأكيد هويته وحقوقه وتطلعاته في لحظة تاريخية حاسمة لتعزز دور المجلس الانتقالي الجنوبي واستمرار طريق النضال نحو استعادة حقوق شعب الجنوب وتقرير مصيره.
وصرح المحامي علي هيثم الغريب، عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، بإن اجتماع مجلس العموم يمثل تطورا كبيرا في العمل السياسي الذي هو نجاح من نجاحات المجلس الانتقالي الجنوبي ومن ضمنها وحدة الصف الجنوبي وتعزيز العمل الهيكلي للمجلس الإنتقالي الجنوبي.
وقال المحامي يحيى غالب الشعيبي، عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، بأن الاجتماع التأسيسي لمجلس العموم هي ارادة شعب وخارطة وطن وضعت حدث سياسي عظيم ورسالة سياسية سامية اجادها المجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة الرئيس عيدروس الزبيدي مضامينها لاسلام بدون الجنوب الدولة والسيادة.
وبارك المقدم محمد النقيب الناطق الرسمي للقوات المسلحة الجنوبية، قيادة مجلس العموم وشعب الجنوب والقيادة العليا في الاجتماع التأسيسي، مجدداً الولاء والعهد والوفاء للوطن ولشعب وقيادته السياسية العليا ممثلة بالرئيس القائد عيدروس الزُبيدي بالمضي قدماً على دروب الأبطال الذين سبقوا في الفداء والتضحية من أجل وطننا الجنوب واستعادة دولته كاملة السيادة، كما قال الرئيس القائد عيدروس خلال تدشينه الاجتماع “إن مسيرتنا لاستعادة وبناء دولة الجنوب الفيدرالية، مسؤولية لا رجعة ولا تفريط فيها.
غياب دور الحكومة
وفي حديث خاص “للصوت الجنوبي”، قال المواطن سالم صلاح أحمد من محافظة عدن: “الأوضاع الاقتصادية والإنسانية هنا في الجنوب أصبحت صعبة للغاية، حيث يعاني الكثيرون من الفقر المدقع بسبب إهمال الحكومة”.
وأضاف: “الأسعار في ارتفاع مستمر، ولم تعد الرواتب تكفي لتلبية احتياجات الأسر الأساسية. كثير من العائلات تجد نفسها مضطرة للعيش على المساعدات الإنسانية التي تصل بشكل غير منتظم”.
وأشار صلاح إلى أن “الأوضاع الصحية في المدينة تزداد سوءًا، حيث تعاني المستشفيات من نقص حاد في الأدوية والمعدات، مما يجعل الحصول على الرعاية الصحية أمرًا بالغ الصعوبة”.
بشأن الأمن، قال المواطن صلاح: “نواجه تحديات كبيرة في هذا المجال، حيث تزايدت حوادث العنف والجرائم، مما يزيد من شعورنا بعدم الأمان في حياتنا اليومية”.
وتابع: “نحن، كشعب في الجنوب، أظهرنا مرونة كبيرة، لكننا بحاجة إلى دعم حقيقي من الحكومة والمجتمع الدولي. نحتاج إلى استثمارات في البنية التحتية وتحسين الخدمات الأساسية لنتمكن من إعادة بناء مجتمعنا”.
وأكد أحمد: “أوجه نداءً للحكومة للاستماع إلى أصواتنا والعمل على معالجة مشكلاتنا. نحن نستحق حياة كريمة، ونريد أن نكون جزءًا من الحل”.
وفي ختام تصريحاته، قال المواطن صلاح: “نحن في عدن نعيش في ظروف صعبة، لكن لدينا الأمل في غدٍ أفضل. نريد أن نستعيد مكانتنا كمركز اقتصادي وثقافي في الجنوب، ونحتاج إلى رؤية واضحة للمستقبل لتحقيق الاستقرار والازدهار”.
مارس 20, 2025
مارس 20, 2025
مارس 20, 2025
مارس 20, 2025