الصوت الجنوبي _ تقرير خــاص

يعتبر يوم الـ 11 من فبراير في كل عام، مناسبة عظيمة لدى شعب الجنوب إذ يتزامن مع يوم الشهيد الجنوبي، وبدأ تخليد هذا اليوم العظيم قبل 58 عامًا لتبقى ذكرى الشهيد الجنوبي خالدة في وجدان الجميع، وسيرتهم العطرة نبراس يضيئ طريق الأحرار نحو الحرية والعزة والشموخ واستعادة الحقوق من جميع الطغاة والمحتلين.

لقد قدم شعب الجنوب العديد من الشهداء في مختلف مراحل النضال بدءٍ بالمستعمر البريطاني وصولاً إلى المحتل اليمني، الذي كان أكثر عنجهية واستبداد ودموية، حيثُ أسرف في إراقة دماء أبناء الجنوب الطاهرة، التي روت الأرض وما زالت كذلك حتى اللحظة، وذلك في سبيل الحفاظ على الأرض والدفاع عنها من الإرهاب وتحريرها من المحتل واستعادة الدولة.

شجاعة وتضحية

رئيس الهيئة التنفيذية للقيادة المحلية للمجلس الانتقالي الجنوبي بمحافظة حضرموت، العميد الركن سعيد أحمد المحمدي، قال في تصريح خاص لـ ”الصوت الجنوبي“: إنَّ ”تضحيات شهداء الثورة الجنوبية تعتبر رمزًا للفخر والاعتزاز، وذلك من خلال ما قدموه من إصرار في سعيهم نحو الحرية والكرامة بإستعادة دولة الجنوب“.

ويضيف المحمدي: ”في يوم الشهيد الجنوبي، الذي يُحتفى به في الـ 11 من فبراير من كل عام، نُحيي هذه الذكرى للذين ضحوا بأرواحهم من أجل قضية شعب الجنوب، مجسدين قيم الشجاعة والتضحية، هذا اليوم يُعبر عن التلاحم الوطني الجنوبي ويذكرنا بأهمية الوقوف صفًا واحدًا لدعم حقوقنا ومطالبنا المشروعة“.

وأكد رئيس تنفيذية انتقالي حضرموت على أن: ”تضحيات شهدائنا الأبطال تظل نبراسًا يُضيء دربنا ودرب الأجيال القادمة، نحو تحقيق الأهداف المنشودة المتمثلة بإستعادة دولة الجنوب، ونحن على درب شهدائنا سائرون مؤمنين بأن النصر قريب، أما استعدنا الكرامة أو نموت في سبيل قضيتنا، ولن ينسى التاريخ تضحياتهم التي ستظل محفورة في قلوبنا وعقولنا“.

الشهيد بن همام

يعتبر الشهيدان فرج مرجان بن همام وأحمد عمر بارجاش، من أوائل شهداء الجنوب عامة وحضرموت على وجه الخصوص، واللذان أستشهداء في مدينة المكلا في الـ 27 من أبريل 1998م، أثناء المشاركة في مظاهرة جماهيرية منددة بذكرى اجتياح الشمال للجنوب وتطالب بفك الارتباط واستعادة الدولة الجنوبية.

نائف بن همام، أبن الشهيد فرج مرجان بن همام، قال في حديثه الخاص لـ ”الصوت الجنوبي“: إنَّ ”ذكرى يوم الشهيد الجنوبي التي تصادف الـ 11 من فبراير، تمر علينا ونحن نشعر بالفخر والاعتزاز لتضحيات الشهداء، الذين قدموا أرواحهم فداء للوطن، وإيمانًا منهم بقضيتهم العادلة وهي استعادة الدولة الجنوبية وفك الارتباط“

وأكد أبن الشهيد بن همام، على أن: ”الشهيد بن همام كان مشاركًا بشكل دائم في أي تظاهرة أو محفل يطالب فيه أبناء الجنوب بإستعادة دولتهم، فكان من المبادرين الأوائل الذين يبادرون في الخروج في أي مسيرة بهذا الخصوص“.

وبيّن بن همام، إنَّ ”في الـ 27 من أبريل للعام 98م، انطلق الوالد من مديرية غيل باوزير مسقط رأسه، اتجاه مدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموت، عندما أعلن المناضل حسن أحمد باعوم عن مظاهرة جماهيرية تطالب بفك الارتباط عن الشمال، وذلك بالتزامن مع ذكرى اجتياح الشمال للجنوب“.

ويسترسل: ”بالفعل لبى الوالد النداء وخرجوا سلميين يطالبون باستعادة الدولة الجنوبية، بدون أي عنف أو شغب ولكن جنود الاحتلال اليمني أطلقوا النار والرصاص الحي عليهم؛ مما اردوه شهيدًا بإذن الله“.

اهتمام بالشهداء

مدير إدارة الشهداء والجرحى بتنفيذية انتقالي حضرموت، عبدالكريم عبدالله العفيف، قال: ”يمر علينا يوم الـ 11 من فبراير وهو ذكرى يوم الشهيد الجنوبي، الخالدة في وطننا بخلود شهدائنا من ضحوا بارواحهم ودمائهم من اجل عزة وكرامة هذا الوطن والمواطن“.

ويضيف العفيف، في حديثه الخاص لـ ”الصوت الجنوبي“: إنَّ ”تضحيات شهداء الجنوب تكللت بالاستقلال الأول في الـ 30 من نوفمبر 1967م، ولا زالت تضحيات شهدائنا مستمرة إلى اليوم من اجل استعادة الدولة الجنوبية كاملة السيادة على حدود ما قبل عام 1990م“.

وأشار العفيف، إلى اهتمام القيادة السياسية للمجلس الانتقالي الجنوبي ممثلة بالرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزُبيدي، بالشهداء الأبطال وتضحياتهم وتخليد ذكرى استشهادهم، موضحًا أن إدارة الشهداء والجرحى تعمل على إعداد سجلات وكشوفات رسمية، وقاعدة بيانات باسماء الشهداء وبياناتهم وتضحياتهم ويوم استشهادهم، تخليدًا لذكرى استشهاد الابطال في الجنوب.

وأكد مدير إدارة الشهداء والجرحى بتنفيذية انتقالي حضرموت، إنَّ: ”مرحلة التحرير والاستقلال لدولة الجنوب لا زالت مستمرة، والشهداء يوميًا يتساقطون شهيدٍ تلو الآخر في مختلف محافظات الجنوب، وذلك من اجل تثبيت حدود ارضنا واستعادة دولتنا الجنوبية بإذن الله تعالى“.

أطلاق هاشتاق

وبالتزامن مع حلول الذكرى الـ (58) ليوم الشهيد الجنوبي، والتي تصادف الـ (11) من فبراير، أطلق سياسيون وإعلاميون ونشطاء جنوبيين، أمس الاثنين، هاشتاق على مواقع التواصل الاجتماعي وأبرزها منصة (X) العالمية تحت وسم #شهداءالجنوبقدوتنا

وجاء أطلاق الهاشتاق، لإبراز تضحيات شهداء الجنوب باعتبارها ركيزة أساسية نحو استعادة وبناء دولة الجنوب كاملة السيادة، وكذا أبراز قصص الشهداء وأدوارهم في مسيرة النضال منذُ العام 1994م، مرورًا باندلاع شرارة الحراك الثوري السلمي في 2007م، وحرب 2015م، وحتى اليوم.

وأكد المشاركون، على ضرورة تكاتف أبناء شعب الجنوب، مع حلول ذكرى يوم الشهيد الجنوبي، وتوحيد الجهود، والصفوف خلف المجلس الانتقالي بقيادة الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي حتى استكمال تحرير وبناء واستعادة دولة الجنوب كاملة السيادة على حدودها المتعارف عليها دوليًا ما قبل 21 مايو 1990م.

كما أكدوا، على أهمية إحياء ذكرى يوم الشهيد الجنوبي الثامنة والخمسين، باعتبارها ذكرى عزيزة وغالية، وكذا تخليدًا لذكرى الشهداء الابطال، مشيرين إلى تضحيات شهداء الجنوب الذين قدموا أرواحهم في سبيل استعادة الدولة الجنوبية، وتعزيز روح الوفاء لهم في وجدان الأجيال الحالية والقادمة.

وشددوا على، أن دماء شهدائنا الجنوبيين أمانة في أعناقنا، وتضحياتهم ستظل منارة لطريقنا نحو استعادة دولتنا الجنوبية كاملة السيادة، حاثين أبناء الجنوب على التكاتف في ذكرى يوم الشهيد الجنوبي لتوحيد الصف.