الأربعاء, مايو 14, 2025
الصوت الجنوبي _ تقرير خــاص
الرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، يعود إلى العاصمة الجنوبية عدن، وسط احتفاء كبير وآمال أكبر بحلحلة العديد من الملفات الهامة.
زيارة الرئيس الزُبيدي، الخارجية استمرت عدة أشهر شملت اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، ومنتدى دافوس الاقتصادي في سويسرا، إضافة إلى لقاءات في العاصمة السعودية الرياض، والعاصمة الإماراتية أبوظبي، مع مسؤولين وسفراء الدول وركزت على إحلال السلام والاستقرار وتحسين الأوضاع الاقتصادية والخدمية، ونقل قضية شعب الجنوب العادلة إلى المحافل الأقليمية والدولية الهامة.
عودة الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي، تأتي هذه المرة في وضع حساس للغاية حيثُ تنتظره العديد من الملفات الهامة التي تتطلب تدخل عاجل لحلها، فقبل الحديث عن الملف السياسي وتعقيداته، هناك ملفات اقتصادية وخدمية تعتبر أكثر أهمية بالنسبة لأبناء شعب الجنوب، لا سيما مع اقتراب حلول شهر رمضان المبارك.
حيثُ يحل الشهر الفضيل على المواطنين هذا العام وهم يعانون من انقطاعات متواصلة للتيار الكهربائي وغيرها من الخدمات الأساسية، وانهيار العملة المحلية التي ضاعفت كثيرًا من ارتفاع أسعار المواد الغذائية وغيرها من المتطلبات الأساسية للمواطنين في الشهر الفضيل.
تحركات الزُبيدي
عقب وصوله إلى العاصمة عدن ترأس الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، الأحد الماضي، اجتماعًا موسعًا ضم هيئة رئاسة المجلس، ووزراء الانتقالي في الحكومة، ورؤساء الهيئات ونوابهم، بالإضافة إلى رؤساء لجان الجمعية الوطنية، ومجلس المستشارين، ورؤساء دوائر الأمانة العامة لهيئة الرئاسة.
وفي مستهل الاجتماع، أشاد الرئيس الزُبيدي بالجهود التي بُذلت خلال الفترة الماضية من قِبل جميع الهيئات والكوادر القيادية، مؤكدًا ضرورة مضاعفة العمل والارتقاء بالأداء التنظيمي، بما يوازي حجم التحديات والمسؤوليات الوطنية الملقاة على عاتق المجلس ككيان سياسي يُعبّر عن تطلعات شعب الجنوب.
وجدد الرئيس القائد التأكيد على أن المجلس الانتقالي الجنوبي بات اليوم رقمًا صعبًا على الساحة، واستطاع بفضل جهود قياداته وكوادره وتضحيات أبطال القوات المسلحة الجنوبية، أن يرسّخ وجوده على المستويات الداخلية والخارجية.
وأضاف الرئيس القائد قائلا:”عندما نتحدث في الخارج عن قضية الجنوب العادلة، فإننا نتحدث بصوت مرفوع، رغم أن بعض الأطراف تتقبل ذلك على مضض، فإن الواقع اليوم قد تغير، وأصبح الجنوب أمرًا واقعًا لا يمكن تجاهله”.
ملفات رئيسية
وفي سياق آخر، أشار الرئيس القائد إلى أن القوات العسكرية والأمنية الجنوبية أصبحت جيشًا منظمًا، لديه قدرات وإمكانات دفاعية، فضلًا عن وجود تمثيل دبلوماسي للمجلس في مختلف دول العالم، مما يعزز من موقفه في أي حوارات أو مفاوضات مستقبلية.
وفيما يتعلق بالملف الاقتصادي، شدد الرئيس الزُبيدي على أن المشكلات الاقتصادية تمثل تحديًا كبيرًا للمجلس الانتقالي باعتباره جزءًا من المنظومة الحاكمة، مجدد التأكيد في السياق على أن المجلس الانتقالي الجنوبي يقف إلى جانب أبناء الشعب في المطالبة بحقوقهم المشروعة، ويتبناها ويُعبّر عنها، ويبذل جهوده، من خلال ممثليه في مجلس القيادة والحكومة، لاتخاذ خطوات عاجلة للتخفيف من معاناة المواطنين، وتعزيز جهود تحسين الخدمات الأساسية، وضمان استقرار الوضع الاقتصادي.
وحول الوضع السياسي، دعا الرئيس الزُبيدي قيادات المجلس وكوادره إلى التمسك بقضية شعب الجنوب، مخاطبا إياهم قائلًا: “كونوا أقوياء، ولا تتراجعوا، ولا تتطرفوا، نعم هناك خلل، ومن مسؤولياتنا كقيادة معالجة ذلك الخلل”.
وفيما يخص الحوار الوطني، أكد الزُبيدي أن مسألة الحوار لم تنتهِ ولن تنتهي، لافتًا إلى أن هناك بعض التحديات والمشكلات قد تطرأ، لكن من الضروري التعامل معها دون عنف ودون سلاح، مشددًا على أن الحوار يظل الطريق الأمثل لحل الخلافات وضمان تحقيق تطلعات شعب الجنوب.
كهرباء عدن
كانت من أولويات الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي، حيثُ عقد اجتماعًا لوزراء المجلس في الحكومة، كرّس لمناقشة أوضاع الكهرباء في العاصمة عدن خلال شهر رمضان المبارك.
واستعرض الاجتماع، التحديات التي تواجه قطاع الكهرباء، وفي مقدمتها عدم توفر الوقود الكافي لتشغيل محطات التوليد بطاقتها الكاملة، والبدائل الممكنة لمحطات الطاقة المشتراة التي تم إنهاء عقودها.
واستمع الرئيس القائد من الحاضرين إلى جُملة من الآراء والمقترحات بشأن الإجراءات العاجلة الممكن اتخاذها لضمان استقرار التيار الكهربائي وتحسين الخدمة للمواطنين، خلال الشهر الفضيل.
ووجّه الرئيس القائد في ختام الاجتماع الحاضرين بالبقاء في حالة انعقاد دائم، لتدارس الحلول الممكنة، والتنسيق مع الجهات المختصة لضمان استدامة الخدمة.
حلول عاجلة
تنفيذاً لتوجيهات الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي، أعلنت اللجنة الرئاسية، تأمين كميات إسعافية من الوقود لمحطات توليد الطاقة الكهربائية في العاصمة عدن، بهدف ضمان استمرار التشغيل والتخفيف من معاناة المواطنين خلال شهر رمضان الكريم.
وأكدت اللجنة، التي تضم وزراء الكهرباء والطاقة والنقل ومحافظ العاصمة عدن ورئيس مؤسسة موانئ خليج عدن، أنها في حالة انعقاد دائم لاستكمال الإجراءات الفنية والإدارية والمالية العاجلة. هذا يأتي للاستفادة من مبلغ الاعتماد المستندي الذي يبلغ (21,342,800) دولار أمريكي، والذي تم فتحه سابقاً لمواجهة استحقاق مشروع الباخرة العائمة (100) ميجاوات.
وأشارت اللجنة إلى أن الكميات المطلوبة بشكل إسعافي تبلغ حوالي (18,000) طن من مادة الديزل و(13,000) طن من مادة المازوت. مؤكدةً ضرورة اتخاذ الحكومة ومجلس القيادة الرئاسي التدابير اللازمة لضمان تأمين وقود الكهرباء خلال الصيف القريب.
إرادة شعبية
لقد استطاع الرئيس الزُبيدي، خلال الفترة الماضية، تثبيت موقع قضية شعب الجنوب على طاولة الفاعلين الإقليميين والدوليين، وهو ما يضع على عاتق المجلس الانتقالي الجنوبي مسؤوليات أكبر في مواصلة المسار السياسي بحكمة وثبات، مع تعزيز قوة القرار الجنوبي على الأرض لمواجهة محاولات الالتفاف على تطلعات شعب الجنوب.
وفي هذا الإطار، يرى الصحفي أمجد صبيح، إنَّ ”ملف وادي وصحراء حضرموت ظل في صدارة الأولويات، حيثُ يواجه أبناء هذه المناطق واقعًا معقدًا جراء استمرار هيمنة قوات المنطقة العسكرية الأولى، التي تتناقض مع الإرادة الشعبية المطالبة بالتمكين المدني والعسكري والأمني لأبناء الوادي والصحراء باعتباره السبيل الوحيد لتحقيق الأمن والاستقرار“.
وأكد الصحفي صبيح، في حديثه الخاص لـ ”الصوت الجنوبي“: إنَّ ”نشر قوات النخبة الحضرمية في وادي وصحراء حضرموت، هو الضامن الوحيد لإعادة الأمور إلى نصابها الطبيعي، وهو مطلب شعبي لا يقبل المساومة أو التأجيل، ويمثل جوهر المرحلة القادمة، وهو ما يتطلب موقفًا وطنيًا موحدًا ومزيدًا من الضغط السياسي والشعبي لتحقيقه على أرض الواقع“.
وبيّن صبيح، أن ”استئناف تصدير النفط من حضرموت، بعد فترة توقف، يعد مشروعًا وخطوة حاسمة للتخفيف من الأعباء الاقتصادية والحد من تدهور العملة المحلية، إلى جانب ضرورة التوسع في عمليات الاستكشافات النفطية والغازية لتعزيز الإيرادات ودفع عجلة التنمية المستدامة في الجنوب“.
مايو 14, 2025
مايو 14, 2025
مايو 14, 2025
مايو 14, 2025