الصوت الجنوبي – تقرير خاص
تقع منطقة جزول في مديرية حجر بمحافظة حضرموت الجنوبية، وتعد مركزاً إدارياً مهماً يضم قرى ومناطق متفرقة مثل المعلاة والبلاد والكارة والرباه وجول السمر وبدع بحمد ومنطقة عرس.

يقطن جزول خليط اجتماعي متجانس من قبائل مختلفة، أبرزها القبائل السمر، مثل: الباحويج وآل باجول والباجامزة وآل باعساس وآل باموزة، بالإضافة إلى أسر من آل بانصر وآل باخميس وآل باهرب وآل باثار، وبعض الأفراد من قبيلة آل عبدالمانع. إضافة إلى عدد من القبائل الأخرى من المشائخ مثل آل العمودي وغيرهم من القبائل الحضرمية.

جنة النخيل المفقودة

تشتهر جزول بكثافة أشجار النخيل فيها، حيث كانت تعتبر المنطقة الأولى في مديرية حجر من حيث أعداد النخيل. إلا أن هذه الغابات بدأت في التدهور بسبب جرف السيول لأعداد كبيرة من الأشجار وسقوط أخرى نتيجة لطول عمرها الافتراضي، مع إهمال الأهالي لزراعة فسائل جديدة لتعويض الفاقد.

أراضٍ زراعية مهملة

يقول الكاتب الجنوبي الذي ينحدر من أبناء مديرية جزول بوادي حجر سليمان باحويج “للصوت الجنوبي”: “توجد في جزول مساحات زراعية واسعة كانت تُزرع في الماضي بمحاصيل الحبوب مثل الحنطة والقمح والذرة والدخن والسمسم، والتي كانت تشكل المصدر الرئيسي لغذاء السكان”.

وأضاف: “إلا أن هذه الأراضي أصبحت مهملة في السنوات الأخيرة رغم وفرة المياه، وهي أراضٍ خصبة صالحة لزراعة مختلف أنواع المحاصيل الزراعية من حمضيات وفواكه وخضروات”.

مقصد سياحي وسوق شعبي فريد

كانت جزول في الماضي مقصداً سياحياً جذاباً، خاصة في موسم الخريف، حيث كانت تستقطب العائلات من مختلف محافظات الجنوب. وفي موسم جني التمور، تتحول غابات النخيل إلى سوق تجاري شعبي مزدحم، يعرض فيه الباعة المتجولون مختلف أنواع الأطعمة والمشروبات والمنتجات المحلية.

“ما يميز هذا السوق هو نظام المقايضة الفريد، حيث كانت التمور هي العملة الوحيدة المتداولة في عمليات البيع والشراء. يتم استخدام “الصاع” كوحدة قياس للتمور، ويحصل المشتري على طلبه مقابل ما يجلبه من تمر للبائع”، يضيف باحويج.

مهرجان السراخ

بعد انتهاء موسم جني التمور، يقام مهرجان السراخ، وهو احتفال كرنفالي يستمر لمدة يومين، ويتضمن عروضاً للألعاب والأهازيج والرقصات الشعبية الفلكلورية، بالإضافة إلى سوق تجاري شعبي ضخم ومنظم، يتم فيه نصب الخيام وبناء العشش من سعف النخيل.

ويحرص التجار من مختلف محافظات الجنوب على حضور هذا المهرجان لعرض بضائعهم، ويستقطب الزوار بأعداد كبيرة من مختلف أنحاء الجمهورية.

ويعرض السوق مختلف أنواع المنتجات، من الذهب والفضة والملابس والأواني المنزلية وألعاب الأطفال، إلى المقاهي والمطاعم والبقالات وأسواق الأغنام والمواشي واللحوم والأسماك والخضروات والفواكه، بالإضافة إلى بائعي الشبز والباخمري والبيض والعصائر والماء البارد والمشبك. كما توجد مضابي لضبي اللحم، وحتى سوق لبيع الأسلحة الشخصية.

ذكريات الماضي الجميل

يستذكر أهالي جزول أيام الماضي الجميل ببساطته وعفويته، حيث كانت ثروتهم الحقيقية هي قلوبهم الطيبة ومحبتهم وإخلاصهم لبعضهم البعض. ويعبرون عن أسفهم لما آلت إليه الأوضاع اليوم، حيث يمتلكون الكثير من الثروات والخيرات التي تنهب أمام أعينهم، ويعانون بسبب تغير القلوب.