الجمعة, سبتمبر 19, 2025
الصوت الجنوبي | تقرير خــاص
تشهد المحافظات الجنوبية تدهورًا غير مسبوق في الأوضاع المعيشية والخدمية، حيث يعاني المواطنون من انقطاعات طويلة في الكهرباء والمياه، وتدهور الخدمات الصحية والبيئية، وارتفاع أسعار السلع الأساسية بسبب انهيار العملة المحلية.
ومع اقتراب عيد الأضحى المبارك، تتضاعف معاناة المواطنين، وسط مطالبات بضرورة تحرك عاجل لإنقاذ الوضع في ظل هذه الظروف، برزت تدخلات رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، ورئيس الحكومة، والهلال الأحمر الإماراتي لمحاولة التخفيف من الأزمة.
كما شهدت العاصمة عدن وعدد من محافظات الجنوب موجة احتجاجات نسائية ورجالية، تعبيرًا عن الغضب الشعبي جراء تردي الخدمات الأساسية، وسط دعوات للجهات المعنية للاستجابة الفورية لمطالب المواطنين.
تدهور الأوضاع المعيشية والخدمية: واقع مؤلم
تعاني المحافظات الجنوبية من أزمة معيشية خانقة نتيجة انهيار العملة المحلية، حيث تجاوز سعر الدولار الأمريكي حاجز الـ 2500 ريال، مما أدى إلى ارتفاع جنوني في أسعار المواد الغذائية والاحتياجات الأساسية، وتراجع القدرة الشرائية للمواطنين بشكل غير مسبوق.
إلى جانب ذلك، يشهد قطاع الكهرباء والمياه أزمة حادة، حيث تصل فترات انقطاع الكهرباء إلى أكثر من 20 ساعة يوميًا في بعض المناطق، مما يجعل الحياة شبه مستحيلة، خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة.
كما يعاني قطاع الصحة والخدمات الطبية من إهمال كبير، حيث تشهد المستشفيات والمراكز الصحية نقصًا حادًا في الأدوية والمستلزمات الطبية، مما يجعل الحصول على الرعاية الصحية أمرًا بالغ الصعوبة للمواطنين في ظل انتشار الأوبئة والحميات.
تفشي الأوبئة واستجابة الانتقالي: قرار عاجل من الرئيس الزُبيدي
تشهد عدد من المحافظات الجنوبية تفشيًا واسعًا لعدة أوبئة خطيرة، من بينها الكوليرا، حمى الضنك، الملاريا، والإسهالات الحادة، مما أدى إلى ارتفاع عدد الإصابات بشكل مقلق. وتواجه المستشفيات ومراكز علاج الحميات نقصًا حادًا في المحاليل الوريدية، مما يهدد قدرة الطواقم الطبية على تقديم الرعاية اللازمة وإنقاذ الأرواح.
وفي إطار التدخل العاجل لمعالجة الأزمة، وجّه الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، بتوفير كميات كافية من المحاليل الوريدية للمستشفيات ومراكز علاج الحميات ومكافحة الأوبئة، وذلك لتعزيز قدرة الكوادر الطبية على الاستجابة للحالات الطارئة، والحد من تفشي الأمراض التي باتت تشكل تهديدًا مباشرًا لحياة المواطنين.
وجاءت توجيهات الرئيس الزُبيدي استجابةً لنداء الاستغاثة الذي وجهه العميد الدكتور عارف الداعري، مدير دائرة الخدمات الطبية للقوات المسلحة والأمن الجنوبي، والذي حذّر فيه من النقص الحاد في المحاليل الوريدية داخل المرافق الصحية، مؤكداً ضرورة توفير المستلزمات الطبية العاجلة لمنع تفاقم الأوضاع الصحية في المحافظات المتضررة.
ويهدف هذا التدخل العاجل إلى توفير أهم المستلزمات الطبية المنقذة للحياة ، وعلى رأسها محاليل الرينجر، المحاليل الملحية، المحاليل المخلوطة، ومحاليل الجلوكوز الوريد ، والتي تُعتبر ضرورية لعلاج المصابين وإنقاذ الأرواح، وسط تفاقم الأزمة الصحية التي تتطلب استجابة طارئة وتنسيقًا متكاملًا بين كافة الجهات الصحية والإنسانية.
أزمة الكهرباء في المحافظات الجنوبية: واستجابة الحكومة لحلول عاجلة
لقد أصبحت أزمة الكهرباء تؤثر بشكل مباشر على الحياة اليومية للمواطنين، حيث تتعطل الخدمات الأساسية، ويتفاقم الوضع المعيشي في ظل نقص الحلول الفعالة للتخفيف من الانقطاعات المتواصلة.
وفي إطار البحث عن حلول عملية، عاد رئيس مجلس الوزراء، سالم صالح بن بريك، إلى العاصمة عدن، حيث ترأس مؤخرًا اجتماعًا حكوميًا لمتابعة الإجراءات المتخذة لمعالجة مشكلة انقطاع الكهرباء، وتلبية الطلب المتزايد للطاقة خلال فصل الصيف، إضافة إلى تزويد محطات التوليد بالمشتقات النفطية لضمان استقرار الخدمة.
واستعرض رئيس الوزراء خلال الاجتماع خطط إمداد محطات الكهرباء بالوقود مع وزيري النفط والمعادن الدكتور سعيد الشماسي، والكهرباء والطاقة مانع بن يمين، حيث تم التأكيد على أهمية زيادة القدرات التوليدية تدريجيًا، مما سيسهم في تقليل عدد ساعات الانقطاع خلال الأيام المقبلة وقبل عيد الأضحى المبارك. كما شمل الاجتماع مناقشة أوضاع الكهرباء في محافظات حضرموت ولحج وأبين، والتحديات التي تواجه تشغيل محطات التوليد.
الاجتماع بحث البدائل العملية لمعالجة العجز في الطاقة الكهربائية، حيث وجه رئيس الوزراء وزارتي الكهرباء والنفط بضرورة إيجاد حلول غير تقليدية لضمان استقرار التوليد الكهربائي، مع التركيز على الحفاظ على مخزون مناسب من المشتقات النفطية، بما يضمن استمرارية تشغيل المحطات وعدم تأثرها بالاضطرابات التي قد تحدث في الإمدادات.
وأكد رئيس الوزراء أن عقد أول اجتماع حكومي عقب عودته إلى العاصمة عدن لمناقشة أزمة الكهرباء، يعكس مدى أهمية إيجاد حلول عاجلة لمعاناة المواطنين مع دخول فصل الصيف، مشددًا على أن معالجة هذه الأزمة يجب أن تكون مسؤولية تكاملية بين الجهات المعنية. كما أشار إلى وجود توجيهات حكومية لزيادة ضخ الوقود لمحطات الكهرباء من مصادر محلية ومستوردة، موجّهًا الجهات المختصة إلى توفير مخزون استراتيجي من المشتقات النفطية لضمان استقرار المنظومة الكهربائية.
الهلال الأحمر الإماراتي: مشاريع إنسانية لدعم الأسر المتعففة في حضرموت
في إطار جهودها الإنسانية المستمرة، وقعت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي اتفاقية مع إحدى الشركات التجارية في المكلا، لتوريد أضاحي عيد الأضحى المبارك للأسر المتعففة في محافظة حضرموت. تهدف المبادرة إلى تخفيف الأعباء الاقتصادية على هذه الأسر وإدخال البهجة والسرور إلى قلوبها خلال هذه المناسبة الدينية العظيمة.
السيد حميد راشد الشامسي، مستشار التنمية والتعاون الدولي وممثل هيئة الهلال الأحمر الإماراتي في حضرموت، أعرب عن سعادته بانطلاق أيام العشر من ذي الحجة، مؤكداً حرص الهيئة على إنجاح مشروع توزيع الأضاحي، الذي يعكس قيم الإنسانية وروح التكافل الاجتماعي ، ويجسد تضامن الإمارات وشعبها مع الأسر المحتاجة خلال العيد.
ستقوم فرق الإغاثة التابعة للهلال الأحمر الإماراتي بتوزيع الأضاحي على الأسر الأشد احتياجًا، بما في ذلك الأيتام وذوي الاحتياجات الخاصة، في عدد من المديريات بمحافظة حضرموت. تأتي هذه المبادرة ضمن البرامج الإنسانية والإغاثية التي تهدف إلى تحسين الظروف المعيشية وتعزيز قيم العطاء والتراحم بين أفراد المجتمع.
إلى جانب مشروع الأضاحي، أطلق الهلال الأحمر الإماراتي في مدينة المكلا مشروع كسوة عيد الأضحى لعام 1446هـ – 2025م، وذلك لتقديم ملابس العيد للأطفال من ذوي الهمم، والأيتام، والأسر الأشد احتياجًا.
أكد الشامسي أن المشروع سيشمل 3,500 مستفيدًا، وسيتم توزيع 500 قسيمة مشتريات بقيمة 200 درهم لكل قسيمة عبر عدة مراكز تجارية في المحافظة، بهدف التخفيف من الأعباء الاقتصادية وإدخال البهجة والفرحة إلى قلوب الأسر المحتاجة. كما أوضح أن المشروع لا يقتصر على الأطفال، بل يشمل عائلاتهم أيضًا، لضمان توفير أجواء احتفالية خلال العيد.
المدير العام لمكتب وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل بساحل حضرموت، الأستاذ أحمد سالم باظروس، أشاد بهذه المبادرة الإنسانية، مشيرًا إلى أنها تأتي في ظل الظروف الصعبة التي يواجهها المواطنون، مؤكدًا أن المشروع سيكون له أثر إيجابي كبير في إدخال البهجة والسرور إلى قلوب الأسر المحتاجة. كما شدد على أن السلطة المحلية ستوفر كافة التسهيلات الممكنة لتنفيذ المشاريع الإنسانية التي تدعم الاستقرار.
التدخلات العاجلة لمعالجة الأزمة: ومطالبات بحلول مستدامة
مع استمرار التدهور الاقتصادي والخدمي في محافظات الجنوب، يبقى الأمل معلقًا على التدخلات العاجلة لمعالجة الأزمة قبل عيد الأضحى المبارك، وسط مطالبات بضرورة إيجاد حلول مستدامة تنهي دوامة المعاناة اليومية التي يعيشها المواطنون.
ورغم التحركات الأخيرة للمجلس الانتقالي والحكومة والهلال الأحمر الإماراتي، لا تزال التحديات كبيرة، مما يجعل الفترة القادمة حاسمة في تحديد مستقبل الخدمات المعيشية في الجنوب.
سبتمبر 17, 2025
سبتمبر 17, 2025
سبتمبر 17, 2025
سبتمبر 17, 2025