قرحة قات حنّبت لبن حبريش
كتب: محمد بازهير

في لحظة فارقة من تاريخ حضرموت، خرج الشيخ عمرو بن حبريش قبل يومين في مقطع مصوّر على قناة المهرية، متحدثًا أمام اجتماع خجول الحضور، ليعلن عداءه الصريح للتحالف، مسمّيًا الألوية ومواقعها، ومتهمًا إياهم بالسعي لاحتلال حضرموت، لم يكن الخطاب مجرد انفعال عابر، بل كشف عن تصعيد خطابي غير مسبوق، سرعان ما انقلب عليه في اليوم التالي، حين بدا عليه الارتباك، فشكّل لجنة حوار وكأن النهاية تلوح في الأفق، وسط تصاعد التوترات في المشهد الحضرمي.

وفي اليوم الذي شهد اجتماعًا لتعيين رئيس جديد لحلف قبائل حضرموت، بدا أن بن حبريش أراد صرف الأنظار عن الحدث، فلجأ إلى التصعيد الميداني، حيث قامت مجاميعه المسلحة بمحاصرة قطاع 14 التابع لبترومسيلة، في خطوة تحمل دلالات خطيرة جدًا جدًا، ليس فقط على المستوى المحلي، بل الإقليمي والدولي أيضًا.

الميليشيات تاريخيًا، تتجنب السيطرة المباشرة على المنشآت النفطية، ليس لغياب الطموح، بل لوعيها بتعقيدات المشهد، فمثل هذه الخطوة تُعد بمثابة إعلان حرب على المصالح الدولية، وتفتح الباب أمام عقوبات أو تدخلات عسكرية مباشرة، حتى الجماعات الأكثر تطرفًا، كالقاعدة والحوثيين، أدركوا أن النفط ليس مجرد مورد، بل بوابة اشتباك مع القوى الكبرى، فاختاروا النفوذ غير المباشر.

لكن بن حبريش، في لحظة انفعال أو حسابات خاطئة وربّما قرحة قات، قرر أن يضع قدمه على حافة الهاوية، فمحاولة الاستيلاء على قطاع نفطي محمي دوليًا، تعني أنه أجاز التدخل العسكري ضده في أي وقت، وأعطى الضوء الأخضر لفعل ذلك دون تردد، حماقته السياسية ستُترجم عسكريًا، وتُقرأ دوليًا كتهديد للأمن الطاقي.