السبت, أبريل 12, 2025
الصوت الجنوبي – تقرير خاص
في 7 أغسطس الجاري، أعلنت الولايات المتحدة وصول سفينتين حربيتين على متنهما أكثر من 3000 ألف جندي إلى البحر الأحمر.
وقال الأسطول الخامس الأمريكي إن البحارة ومشاة البحرية دخلوا البحر الأحمر في اليوم السابق بعد عبورهم قناة السويس في تحريك معلن عنه مسبقًا من قبل وزارة الدفاع.
جاءت هذه الخطوة بعد شهر واحد من محاولة إيران احتجاز سفينتين تجاريتين في 5 يوليو الماضي في بحر عُمان، قبل أن تتدخل البحرية الأمريكية لمنع المحاولة. وقال الأسطول الخامس في بيان رسمي إنَّ القوات الأمريكية تدخلت لمنع محاولة استيلاء طهران على ناقلتين تجاريتين في حادثين منفصلين.
وتزامنًا مع وصول القوات الأمريكية، أطلقت مليشيا الحوثيين المدعومة من إيران تهديدات بالصدام والحرب. قبل ذلك، كانت المليشيا قد أعلنت عن تجارب عسكرية بحرية بالصواريخ والزوارق في 31 يوليو الماضي في البحر الأحمر. وهدَّد وزير دفاع المليشيا محمد العاطفي باستهداف ما وصفه بـ “التواجد غير المشروع في المياه الإقليمية اليمنية”.
فرضت هذه التطورات في البحر الأحمر ومضيق باب المندب تساؤلات مُلَّحة حول ما قد تؤول إليه الأمور، وما إذا كانت القوات الأمريكية تمثل خطوة استباقية احترازية لمنع تحول مضيق باب المندب إلى نسخة مشابهة لمضيق هرمز، حيث تنفذ خلالها مليشيا الحوثيين رغبات طهران. كما تمتد التساؤلات إلى مدى التوتر الذي قد تشهده هذه المنطقة البحرية الاستراتيجية خلال الفترة المقبلة.
وبحسب “المونيتور”، يجلب الانتشار العسكري الأمريكي الأخير طائرات إضافية ومروحيات ومراكب إنزال برمائية للانضمام إلى عشرات طائرات F-35 الأمريكية، بالإضافة إلى طائرات F-16 وA-10، ومدمرات الصواريخ الموجهة التابعة للبحرية التي وصلت بالفعل إلى المنطقة في الأسابيع والأشهر الأخيرة لتكثيف الدوريات المشتركة في مضيق هرمز وحوله.
وبحسب البنتاغون، فإن السفينة الهجومية البرمائية USS Bataan (LHD 50) “يمكن أن تحمل أكثر من عشرين طائرة ذات أجنحة دوارة وثابتة الجناحين، بما في ذلك طائرات MV-22 Osprey ذات الدوار المائل وطائرات هجومية AV-8B Harrier بالإضافة إلى العديد من سفن الإنزال البرمائية. كما “تدعم سفينة الإنزال أيضا عمليات العديد من الطائرات ذات الأجنحة الدوارة والمركبات التكتيكية ومراكب الإنزال البرمائية”.
وتشمل منطقة عمليات الأسطول الخامس الأمريكي حوالي 26.5 مليون ميل مربع من المساحة المائية، تضم الخليج العربي وخليج عمان والبحر الأحمر وأجزاء من المحيط الهندي، ويشمل ذلك 3 مضائق استراتيجية هي مضيق هرمز وقناة السويس ومضيق باب المندب.
وفي 5 يوليو الماضي، حاولت سفينة إيرانية، في خليج عمان، الاستيلاء على ناقلة النفط التجارية “تي آر إف موس” [التي ترفع علم جزر “مارشال”]، والناقلة “ريتشموند فوييجر” [التي ترفع علم جزر “الباهاماس]”، بعد بضع ساعات من المحاولة الأولى، بحسب الأسطول الخامس الأمريكي.
وفي 6 يوليو، بررت إيران الموقف، وقالت وكالة الأنباء الإيرانية “إرنا”، إنّ ناقلة النفط “ريتشموند فوييجر” التي تحمل علم جزر الباهاما غيرت مسارها بعد اصطدامها بسفينة إيرانية. وقالت إنّ الحادثة نجم عنها 5 مصابين من أفراد طاقمها.
وأضافت: “السفينة الإيرانية طلبت الحجز الفوري على الناقلة المخالفة بالرجوع إلى السلطات القضائية. لاحقًا، أعلنت الوكالة عن صدور أمر من قبل النظام القضائي الإيراني بالاستيلاء على ناقلة النفط “ريتشموند فوييجر”. وبناء على ذلك،، فإن “السعي للاستيلاء على ناقلة النفط مستمر، وقضية متابعة هذا الانتهاك ما زالت مفتوحة”، وفقا لما نقله مركز سوث24 عن وكالة الأنباء الإيرانية.
ووفقًا لتقرير القيادة المركزية الأمريكية الذي نقلته وزارة الدفاع، فإن إيران “هاجمت أو استولت على حوالي 20 سفينة تجارية منذ العام 2021”.
وبعد تجاربهم العسكرية البحرية بالصواريخ والزوارق، التي زعم الحوثيون تنفيذها، استمر قادة من المليشيا بالتهديد طوال الأيام الماضية. وفي 10 أغسطس الجاري، وجه وزير دفاعهم محمد العاطفي برفع الجاهزية خلال اجتماع عسكري. وهدد أمس الاثنين باستهداف الجزر في البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن.
قبل هذا، قال نائب وزير الخارجية في حكومة مليشيات الحوثيين الإرهابية، الغير معترف بها، حسين العزي في تغريدة له على موقع “إكس” [تويتر سابقاً]: “حرصاً على السلم والأمن الدوليين والحفاظ على سلامة الملاحة في البحر الأحمر يتوجب على القوات الأمريكية أن تبتعد عن مياهنا الإقليمية لأنَّ أي اقتراب [..] قد يعني بداية المعركة الأطول والأكثر كلفة في التاريخ البشري”.
تهديدات الحوثيين أتت مع تصاعد مطالب الجماعة بالحصول على جزء من الثروات والموارد التي يتركز معظمها في جنوب اليمن لدفع رواتب موظفيها، مقابل إحراز أي تقدم أو انفراجة في عملية السلام.
ومع ذلك، يبدو أنَّ كل الاحتمالات لازالت واردة نظرًا للتصعيد العسكري الخطير الذي قام به الحوثيون أواخر العام المنصرم باستهداف موانئ النفط في جنوب اليمن والتسبب بإيقاف الصادرات النفطية حتَّى اليوم، لم يقابل هذا الإجراء الذي يقوّض الاقتصاد اليمني بأي موقف دولي أو إقليمي، وهو ما قد يجعلهم يذهبون إلى أي خيارات، دون مبالاة.
أبريل 12, 2025
أبريل 9, 2025
أبريل 8, 2025
أبريل 5, 2025