الصوت الجنوبي_ استطلاع خاص

مع حلول الذكرى الـ (60) لثورة الرابع عشر من أكتوبر 63م المجيدة، والتي انطلقت شرارتها الأولى من قمم جبال ردفان الشماء، وتوجت بنيل الاستقلال الوطني في الثلاثين من نوفمبر 67م، وخروج آخر جندي من قوات الاحتلال البريطاني الذي استمر لقرابة الـ (129) عاماً.

(الصوت الجنوبي) عمل استطلاع صحفي حول مناقب الدولة الجنوبية السابقة، استهدف مجالات مختلفة وهي: ”التعليم، المرأة، الصحافة، والرياضة“، وكيف كانت رائدة في ظل الدولة الجنوبية قبل أن تهدمها الوحدة اليمنية، ومعرفة الطرق للنهوض مجدداً وذلك في الاستطلاع الآتي:

_ إشادة دولية (التعليم) :

رئيس منسقية المجلس الانتقالي الجنوبي، بجامعة حضرموت، الدكتور حسن صالح العمودي، قال في تصريح خاص لـ ”الصوت الجنوبي“: إن ”نضال قادة ورجال ثورة الرابع عشر من أكتوبر التي بفضل تضحياتهم تم تحقيق الاستقلال الوطني في الثلاثين من نوفمبر، هي من وضعت الجنوب على اعتاب مرحلة الدولة الوطنية الفتية، التي أخذت على عاتقها خوض صراعا شرسا ضد مخلفات العهد الاستعماري في المجالات كافة، بالتزامن مع بناء الانسان الجنوبي وتهيئت له الظروف للانطلاق نحو بناء مستقبل واعد“.

وأضاف ”العمودي“ قائلاً: ”لقد تم الاهتمام بالتربية والتعليم العام والثانوي والمتوسط والجامعي، وجعله تعليماً إلزامياً ومجانياً لابناء الشعب كافة، فأنشئت عديد المدارس والكليات تابعة لوزارة التربية والتعليم، التي شكلت فيما بعد نواة ”جامعة عدن“ حين اعلن عن تأسيسها رسمياً في العاشر من سبتمبر عام ١٩٧٥م، كمؤسسة علمية أكاديمية ذات شخصية اعتبارية، تلبي حاجة الوطن في إعداد وتأهيل الكوادر العلمية في مختلف التخصصات الانسانية والتطبيقية وبما يخدم عملية التنمية الاجتماعية والاقتصادية، تلك التنمية التي شكل المواطن الجنوبي هدفها الأول والأساس فسخرت له الدولة كافة إمكاناتها بما يؤمن له العيش الكريم والتعليم والصحة المجانية، في ظل سيادة القانون والعمل المؤسسي وتوفير فرص العمل والاهتمام بتطوير المرافق الخدمية الإدارية والاقتصادية، والعسكرية“.

وتابع رئيس منسقية المجلس الانتقالي الجنوبي، بجامعة حضرموت، حديثه بأن: ”جامعة عدن اسهمت بمخرجاتها المختلفة في تلبية حاجة الدولة الجنوبية، لما تتطلبه خططها الخمسينية وانجازها وفق المعايير المطلوبة، فزودت وزارة التربية والتعليم بالكادر التدريسي المؤهل تأهيلاً عالياً، تمكن من قيادة نهضة علمية حقيقية، فضلاً عن مشاركته في القضاء على الأمية في الجنوب مما حذى بمنظمة اليونسكو الدولية أن تعلن في ٦ إبريل من العام ١٩٨٥م؛ إن جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية تحتل المرتبة الأولى في دول شبه الجزيرة العربية من حيث التعليم وأن نسبة الأمية تساوي٢٪ من عدد السكان، كما مدت جامعة عدن مرافق العمل والانتاج بالمهندسين والكفاءات المختلفة، واصبحت لجامعة عدن وفروعها في المحافظات سمعتها العلمية والاكاديمية المعترفةبها إقليمياً ودولياً“.

وتوجه ”العمودي“ للشعب الجنوبي الصامد في داخل الوطن وخارجه، وقيادته السياسية ممثلة بالرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، القائد الأعلى للقوات المسلحة الجنوبية، نائب رئيس المجلس القيادي، وإلى رجال وأبطال القوات المسلحة الجنوبية، بكافة تشكيلاتها العسكرية والأمنية، وبواسل المقاومة الوطنية الجنوبية بامتداد جبهات القتال، بالتهاني الصادقة بمناسبة العيد الوطني الـستين لثورة الـرابع عشر من أكتوبر المجيدة.

_ ظاهرة حضارية (المرأة) :

إن من أهم المكاسب التي تحققت لشعب الجنوب عندما انطلقت ثورة 14 اكتوبر المجيدة، من على قمم جبال ردفان الشماء في العام 1963م، وتوجت بنيل الاستقلال الوطني في 30 نوفمبر 1967م، والانعتاق من الاحتلال البريطاني الذي استمر لقرابة الـ (129) عاماً؛ هو ما حظيت به المرأة الجنوبية من رعاية، قالت: المدير العام لإذاعة المكلا الدكتورة دعاء سالم باوزير.

وأكدت ”باوزير“ في تصريحها الخاص لـ ”الصوت الجنوبي“: إن ”الدولة الجنوبية اتاحت للمرأة الفرص للاستمرار في مراحل التعليم الابتدائي والثانوي والجامعي، في كل محافظات الوطن، وتقلدها المناصب القيادية في مؤسسات ومرافق الدولة، إضافة إلى خوضها معترك الحياة بثقة وإرادة وإصرار في كل المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والرياضية والفنية والطبية، الأمر الذي جعل منها تمثل ظاهرة حضارية وتحتل ريادة كبيرة في تاريخ المنطقة العربية، وهو الدور والريادة الذي فقدته بعد الوحدة المشؤومة وحرب اجتياحها الظالمة في عام 1994م“.

وترى المدير العام لإذاعة المكلا إن إعادة المرأة الجنوبية إلى دورها وحضورها في الحياة والمجتمع؛ يبدأ من تمكينها الحقيقي من موقع القرار أسوةً بشقيقها الرجل، والعمل على وضع استراتيجية وطنية شاملة، ترتقي بكل فئات المجتمع المدني في الوطن الجنوبي.

_ مؤسسات عريقة (الصحافة) :

نقيب الصحفيين الجنوبيين بمحافظة حضرموت، فاروق أحمد العكبري، قال في تصريح خاص لـ ”الصوت الجنوبي“: إن ”الدولة الجنوبية السابقة كانت دولة متقدمة في الصحافة والإعلام، وكانت أول إذاعة تبث نشراتها وأخبارها من العاصمة عدن، وكذا أول صحيفة تصدر كانت أيضاً من عاصمتنا الجنوبية عدن، أعقبها بناء مؤسسة تلفزيونية عريقة ذات كادر اعلامي متميز“.

وأضاف ”العكبري“ قائلاً: ”جميعنا يعلم حجم التطور الذي وصل إليه الجنوب حتى عام 1990م، فبعد الوحدة تغير كل شي ودخل الجنوب بعدها في احتلال همجي اسوء من المستعمر البريطاني وهو المحتل اليمني، الذي دمر كل مؤسسات الجنوب والسيطرة على ثرواته ومقدراته ونهبها وتحويلها إلى فيد وغنائم حرب، وتدمير المؤسسات والاستحواذ على مواقع الصحف التي تصدر وعلى مؤسسة الإذاعة والتلفزيون ونهب ارشيفها، وهذا جزء من الكثير من الجرائم التي قام بها المحتل اليمني في الجنوب، بعد أن كانت دولة رائدة في التطور بين الدول العربية، واليوم شعبنا في الجنوب يكافح و يناضل لأجل تحرير ارضه واستعادة دولته من هذا المحتل اليمني“.

وأشاد نقيب الصحفيين الجنوبيين في محافظة حضرموت، باحتفالات الشعب الجنوبي في مختلف وسائل الاعلام، بذكرى ثورة 14 أكتوبر المجيدة، والذي يعتبر من أهم الأعياد الوطنية التي يحتفل بها شعب الجنوب بعد تحريره من المستعمر البريطاني.

_ الفترة الذهبية (الرياضة) :

إن مهد الرياضة الجنوبية هي الأقدم في الجزيرة العربية، وتمتلك أقدم نادٍ وهو ماكان يعرف سابقاً باسم ”نادي المحمدي“، والمعروف حالياً بـ ”نادي التلال“ العدني الذي تأسس عام 1905م، وتمتلك الأندية الجنوبية رصيد تاريخي عريق، حيثُ كانت دولة اليمن الديمقراطية الشعبية تمتلك دوري قوي في كرة القدم، وهو من أقوى الدوريات على مستوى الجزيرة العربية، هذا ما قاله: مدير إدارة الشباب والرياضة بتنفيذية المجلس الإنتقالي بمحافظة حضرموت، علي فرج الطمبشي، في تصريحه الخاص لـ ”الصوت الجنوبي“.

وعدد ”الطمبشي“ نجوم كرة القدم الجنوبية قائلاً: ”إننا في الجنوب نمتلك نجوم كرة قدم كبار لهم تاريخ كبير أمثال الكابتن أبوبكر الماس لاعب نادي التلال، والذي كان يلقب بـ ”الجوهرة“، ومدافع الجيش الكابتن عبدالله الهرر، والكابتن عبدالله باعامر لاعب نادي أهلي الغيل، والمرحوم الموهبة الكابتن طاهر باسعد لاعب نادي المكلا الرياضي، هؤلاء هم بعض نجوم المنتخب الوطني الجنوبي لكرة القدم الذي له مشاركات مختلفة في البطولات العربية والدولية، وقدم فيها مستويات قوية ومشرفة في الزمن الجميل ما قبل الوحدة المشؤمة“.

وأضاف مدير إدارة الشباب والرياضة بالهيئة التنفيذية للمجلس الإنتقالي الجنوبي في محافظة حضرموت، إن بعد الوحدة تم تهميش الأندية الجنوبية وتدميرها بشكل مُمنهج، وتفريخ كثير من الأندية من أجل تشتيت الرياضة الجنوبية، بينما في الشمال يتم دمج الأندية وتقليص عددها لأجل تقويتها، مبيّناً بأنه لاستعادة ماتم هدمه يجب علينا أن تكون لنا خارطة رياضية جنوبية، وإن لا نعتمد على الغير في النهوض بالرياضة الجنوبية.