السبت, أبريل 12, 2025
الصوت الجنوبي – تقرير خاص
تمرُّ اليوم، 60 عاما على انطلاق «ثورة 14 أكتوبر» 1963، ضد الاستعمار البريطاني لجنوب اليمن، وهي الثورة التي توجت بالاستقلال في الـ 30 من نوفمبر (تشرين الثاني) عام 1967.
لهذه الثورة مكانة خاصة لدى أبناء الجنوب، في التخلص من الاستعمار البريطاني، وقد فجرها الثائر راجح بن غالب لبوزة من جبال منطقة ردفان، بمحافظة لحج، في شمال عدن، وقد كان من أوائل «شهداء» الثورة.
وكانت «ثورة 14 أكتوبر»، واحدة من الثورات العربية في زمن التحرر من الاستعمار، وحملت الكثير من التطورات لجنوب اليمن، فيما بعد.
بعد مرور عقود على هذه اللحظة التاريخية الفارقة، ودخول البلاد في مراحل سياسية متعددة انتهت في العام 1990 بوحدة مع شمال اليمن، قبل إعلان الجنوبيين انتهائها بعد أربع سنوات من قيام الوحدة، وفرضها بقوة السلاح من قبل النظام الشمالي في العام 1994، تلت تلك المراحل آمال وتطلعات باستقلال البلاد واستعادة الدولة المسلوبة.
تلك الآمال والتطلعات الجنوبية، فجرت ثورات عديدة تمخض عنها حراك سياسي انطلقت شرارته من محافظة حضرموت في العام 2006.
لم يتوقف نضال الجنوبيين منذ ذلك الحين، وشهدت الفترات اللاحقة ولادة حركات وكيانات جنوبية عديدة طالبت جميعها بفض الشراكة مع الشمال، وصولا إلى تشكيل مجلس انتقالي جنوبي، في العام 2017، بقيادة الرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزبيدي.
هذا المجلس، ورغم حداثته، تبنى قضية شعب الجنوب، واستطاع تحقيق نجاحات ومكاسب سياسية كبيرة على المستوى الدولي والإقليمي. كما أصبح – بعد 3 سنوات من تشكيله – جزءاً من الحكومة الشرعية المعترف بها دوليا في ديسمبر 2020.
واليوم، يناصر السواد الأعظم من أبناء الجنوب المجلس الانتقالي الجنوبي، بالإضافة إلى المكونات الجنوبية، بفضل الجهود التي بذلها الانتقالي مؤخرا بدءا من تشكيل لجان داخلية وخارجية لتقريب وجهات نظر الجنوبيين والكيانات الجنوبية، وتمخض عنها أخيرا ميلاد ميثاق جنوبي بالعاصمة عدن، في مايو 2023.
ومن وجهة نظره الشخصية، يرى المناضل أحمد بارجاش أنّ واقع اليوم لا يختلف عن واقع ما قبل ثورة 14 أكتوبر.
وقال “للصوت الجنوبي” “حتما إن من عاش تلك الحقبة المظلمة، فإنه يرى أن الاحتلال يبقى احتلال مهما تعددت صوره”.
وأضاف: “الغازي بدبابة هو نفس الغازي. هدفه أن يبقى محتل لوطنك لأطول فترة ممكنة، وإذا قارنا واقع كل من الاحتلاليين البريطاني واليمني للجنوب، سنجد أن الاحتلال البريطاني كان أفضل تعاملا وبنى أكثر مما هدم، بعكس الاحتلال اليمني للجنوب فإنه ارتكب المجازر والانتهاكات وهمش شعب الجنوبي، ونهب الثروات والأراضي، واجج الفتن بين أبناء الشعب الجنوبي”.
وأردف: لقد أدخل الاحتلال اليمني الجنوب في عوامة الإرهاب المصطنع من قبله وبأدواته، بل حتى إنه أعلن على الشعب الجنوبي حروب عسكرية واقتصادية وخدماتية واستيطانية وارهابية وتكفيرية، قتل بها الآلاف من الجنوبيين أطفال، ونساء، ورجال، وكهول، وشباب، ولا يزال يمارس استراتيجيات هذه الحروب بكل هوادة لا تهمه أخوة وعروبة ولا إنسانية، بل يريد أن يحصد في آخرها أرضا جنوبية مستباحة بعد ما أفنى شعبها”.
وتحدث بارجاش عن بعض أهداف ثورة 14 أكتوبر، وقال: إن من أبرزها “تحرير الوطن الجنوبي ليصبح دولة مستقلة ذات سيادة وريادة في العلم والمعرفة والتطوير، وبناء جيش جنوبي قوي مسلح مستعد للدفاع عنه والتضحية، وبناء دولة تحارب الإرهاب والتطرف والجهل والتخلف والمرض”.
ولفت بارجاش إلى أنّ ما تم تحقيقه من قبل قيادة الجنوب العربي ممثلة بالمجلس الانتقالي الجنوبي حتى الان، يصب في نفس أهداف الثورة”.
ويوم أمس الجمعة دشن ناشطون جنوبيون هاشتاق #اكتوبريتجددنصر_الجنوب، شارك فيه صحفيون وسياسيون بارزون، للتعبير عن فخرهم واعتزازهم بهذه الثورة التاريخية والذكرى التي تتجدد في كل عام.
وقال عضو هيئة الرئاسة بالمجلس الانتقالي الجنوبي، المحامي يحيى غالب الشعيبي: “تتجدد أهداف ثورة الجنوب بفعل ديناميكية القيادة الواعية الحريصة للحفاظ على ديمومة وحدة الصف الجنوبي”.
وأضاف: “يمثل الحوار الجنوبي والتوقيع على الميثاق الوطني الجنوبي مطلع هذا العام انجاز تاريخي كميثاق لعهد جديد وتاريخ يتجدد مع الذكرى الـ 60 لثورة 14 أكتوبر المجيدة”.
كما أكد عضو الجمعية الوطنية بالمجلس الانتقالي الجنوبي، وضاح بن عطية على أنّ: “ثورة 14 أكتوبر بالجنوب لم تكن امتداد للانقلاب الذي حصل بالشمال سنة 1962، كما روج نظام صنعاء الذي دأب على التضليل وتحريف التاريخ ونسب كل شي طيب له”.
وقال: “لقد كان النظام بالعربية اليمنية، في حقيقة الأمر، يسرق الدعم المقدم من الدول العربية لثوار الجنوب”.
وعن نضال المرأة الجنوبية، قال الصحفي نافع بن كليب: “أكتوبر بداية حقيقية للمرأة الجنوبية التي قدمت الكثير لهذا الوطن وشاركت الرجل في النضال والدفاع عن الارض، ومازالت المرأة الجنوبية تقدم الكثير لأجل نيل الحرية والاستقلال، فهي خلال السنوات الماضية تركت بصماتها الجليلة في الساحات وفي منابر العلم ومفاصل الدولة”.
وقال الصحفي ورئيس تحرير صحيفة حضرموت 21، أمجد صبيح: “حشود جماهيرية كبرى تجوب مدينة سيئون بهذه اللحظات للاحتفاء بذكرى ثورة 14 أكتوبر المجيدة وللتأكيد على المضي قدما حتى استعادة دولتنا الجنوبية كاملة السيادة”.
من جانبه، يرى الصحفي علي الجفري: أن “ثورة 14 أكتوبر المجيدة علامة فارقة في تاريخ الجنوب تجسد نضال الآباء وعظمة انتصاراتهم وعزيمتهم البطولية للتحرر من الاستعمار”.
وجدد الصحفي منصور السومحي التذكير بموقف الجنوبيين ورؤية قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي إزاء ما يحدث على الساحة السياسية، وقال: “الجنوب لن يقف موقف المتفرج إذا ما وجد أي تهديد يمس بمستقبل شعبنا ومكتسبات قضيته العادلة”.
كما أكد الصحفي محمد النود أن “المجلس الانتقالي الجنوبي ليس لديه ما يخفيه، وقد وضع اهدافه ووضح توجهاته منذ اليوم الأول لتأسيسه،
(استعادة دولة الجنوب)”.
وخاطب الصحفي محمد النود القوى الإرهابية ووسائل الإعلام المعادية لشعب الجنوب، قائلا: “شئتم أم أبيتم، يمضي المجلس الانتقالي بخطوات ثابتة ومدروسة نحو استكمال تحرير وبناء واستقلال واستعادة دولة الجنوب على حدودها الدولية ما قبل عام 1990”.
أبريل 9, 2025
أبريل 8, 2025
أبريل 5, 2025
مارس 30, 2025