السبت, نوفمبر 23, 2024
الصوت الجنوبي – تقرير خاص تشكل الأزمة اليمنية واحدة من أكبر التحديات السياسية والإنسانية في الشرق الأوسط، وقد تسببت في معاناة دامت لأكثر من تسع سنوات. وفي ظل هذا الوضع الصعب، يظهر المجلس الانتقالي الجنوبي كشريك جاد وملتزم في السعي نحو إنهاء الأزمة وتحقيق السلام الدائم في اليمن. على مدى هذه السنوات، ناضل المجلس الانتقالي..." />
الصوت الجنوبي – تقرير خاص
تشكل الأزمة اليمنية واحدة من أكبر التحديات السياسية والإنسانية في الشرق الأوسط، وقد تسببت في معاناة دامت لأكثر من تسع سنوات.
وفي ظل هذا الوضع الصعب، يظهر المجلس الانتقالي الجنوبي كشريك جاد وملتزم في السعي نحو إنهاء الأزمة وتحقيق السلام الدائم في اليمن.
على مدى هذه السنوات، ناضل المجلس الانتقالي الجنوبي في سبيل تحقيق حل سياسي عادل يحفظ للجنوبيين حقهم في استعادة دولة الجنوب العربي، وأصبح في العام 2019 شريكا في الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا.
ومنذ تأسيسه وتعزيز مكانته كقوة سياسية رئيسية في الجنوب، عمل المجلس الانتقالي الجنوبي على تمثيل ومناصرة مصالح الجنوبيين، وتحقيق استقلالهم السياسي واستعادة دولتهم المستقلة.
ومن المهم الإشارة إلى التزام المجلس الانتقالي الجنوبي بالحوار والتفاوض كأدوات رئيسية لتحقيق السلام، حيث اعتبرها الطريق الوحيد لوضع حد للصراع المستمر والانتقال نحو مستقبل مستدام ومزدهر لليمن والجنوب.
وتعمل قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي على توحيد القوى في الجنوب وتوجيه الجهود نحو تحقيق الوحدة والمصالحة الوطنية. وقد أظهرت مشاركته في مفاوضات السلام والجلسات الدبلوماسية إرادة حقيقية للتوصل إلى حل سياسي عادل.
ومن الجدير بالذكر أن المجلس الانتقالي الجنوبي يتبنى نهجًا بناءً وبناءًا على الشراكة والتعاون مع الأطراف الأخرى في اليمن، بما في ذلك الحكومة الشرعية والمجتمع الدولي. فهو يؤمن بأهمية التواصل والتعاون المشترك لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.
جهود المجلس الانتقالي
في حديث خاص “للصوت الجنوبي” عن جهود المجلس الانتقالي الجنوبي في الوصول إلى حل سلام عادل يحفظ للجنوبيين حقهم في تقرير المصير، قال المحلل السياسي الجنوبي نجيب محفوظ مفيلح: “جهود بناءة وعظيمة يقودها المجلس الإنتقالي الجنوبي بقيادة الرئيس القائد عيدروس قاسم الزبيدي، نحو تحقيق وفرض السلام العادل في اليمن”.
وأضاف: “لقد بات واضحاً وجلياً بأنة لن يتحقق ولن يخيم أي سلام بظلاله على المنطقة وعلى تأمين مصالح دول العالم في البحر العربي ومضيق باب المندب، إلا من خلال تمكين شعب الجنوب العربي من حقه المشروع في إستعادة قيام دولته المستقلة كاملة السيادة”.
وأردف: “هذا حق مشروع تكفله له كل النظم الدولية ونظم الأمم المتحدة ألتي تدعم حق الشعوب في تقرير مصيرها وحقها في فك الإرتباط والتحرير والاستقلال التام والناجز وتساند الشعوب في حقها في قيام دولها المستقلة”.
وتطرق المحلل السياسي مفيلح الى تصعيد الحوثيين في البحر الاحمر وما نجم عن ذلك من تداعيات تستدعي موقفا دوليا حازما كان المجلس الانتقالي الجنوبي ركنا رئيسيا في المطالبة به، وقال إن “استفزازات مليشيات إيران الحوثية لسير الملاحة البحرية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب والبحر العربي، جعل من دول المنطقة ودول العالم تستشعر أهمية الدور الذي كانت تقوم به دولة الجنوب العربي في تأمين المنطقة من تفشي الجماعات الإرهابية، وفي تأمين سير الملاحة الدولية في البحر العربي ومضيق باب المندب، ما يجعل أهمية عودة دولة الجنوب العربي باتت ضرورة إقليمية ودولية”.
خطوات عملية
في مطلع يناير الماضي، شهدت العاصمة عدن، انعقاد الاجتماع التأسيسي لمجلس العموم للمجلس الانتقالي الجنوبي، الذي يضم كل من هيئة رئاسة المجلس، والجمعية الوطنية، ومجلس المستشارين، تحت شعار ” تعزيزاً وتطويراً للأداء السياسي والمؤسسي “برعاية كريمة من الرئيس القائد، عيدروس بن قاسم الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي، رئيس مجلس العموم، نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي.
وألقى الرئيس عيدروس الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، كلمة أشار فيها إلى أن التجارب والثبات لأبناء الجنوب وقيمة الوطنية تجلت في إعلان التصالح والتسامح لما لذلك من مصلحة شاملة للجميع، وانتهاج المجلس الانتقالي نهج الحوار كقيمة حضارية لتجاوز التباينات وتوحيد الصف الوطني، مضيفا بأن الباب الوطني سيظل مفتوحاً لكافة أبناء الجنوب بمختلف توجهاتهم.
وأوضح الرئيس القائد بأن تماسك وصلابة شعب الجنوب التي جسدها بصور البطولة والفداء والتضامن في مقاومة الغزو الحوثي على الجنوب عام ٢٠١٥م، مؤكداً على أن السبيل الوحيد إلى السلام هو العودة لوضع الدولتين ما قبل 21مايو 1990م، متابعاً بأن الشعب قد أفنى ثلاثة عقود في النضال لاستعادة وبناء دولته، ومبينا تزايد الدوافع إلى انتهاج خيارات أخرى لانتزاع حقة.
ولفت الرئيس، إلى ترجمة مخرجات اللقاء التشاوري على أرض الواقع، التي كان منها تنفيذ عملية شاملة لتعزيز الحضور والتمثيل الوطني لمختلف شرائح شعب الجنوب، مبينا عدم توقف جهود الهيكلة وتطوير وتحديث بنية ونظم العمل المؤسسي للمجلس التي ستشمل كافة هيئاته بجميع مديريات ومحافظات الجنوب.
وأشاد الرئيس الزُبيدي، بحاملي الأقلام ومنابر الفكر والتنوير العلمي والديني والإعلامي والثقافي والحقوقي، الذين يسدون ثغرة لا تقل أهمية عن جبهات الصـراع العسكري، بمواجهة سياسة التجهيل ومنابر التطرف وحملات الإعلام المعادي لتزييف وتضليل الحقائق، مبيناً دور شباب الجنوب في بناء المؤسسات وإرساء مقومات التنمية والاستقرار في البلاد، كما أشاد لجهود الجالية الجنوبية في دول المهجر الذي تمثل قضية شعب الجنوب وتمثيلها دوليًا.
وفي ختام كلمته، حيا الرئيس القائد، القوات المُسلحة والأمن الجنوبية، مستعرضًا جهود بناء وتنظيم القوات وتطويرها، حيث تم تعزيز هذا السياق بإعادة فتح مؤسسات التأهيل والتدريب العسكري والأمني في حضرموت وعدن، مضيفا الاهتمام بكل الوسائل المتاحة لجميع المتضررين من الحروب ومن سياسات الإبعاد والتسريح القسري، وتسوية أوضاعهم، وإعادة الأعمار واسترداد جميع الحقوق.
وكان قد تحدث الأستاذ علي الكثيري، رئيس الجمعية الوطنية، رئيس اللجنة التحضيرية للاجتماع، بكلمة عبر فيها عن أهمية هذا الحدث التاريخي للشعب الجنوبي الذي يُعد نقطة تحول، والذي جاء حصيلة نتائج أعمال مسبقة من التحضير والتوافق والتضحيات الجنوبية، مقدمًا شرحًا حول هذه المرحلة المفصلية التي يمر بها الجنوبيون، وما تتطلبه من جهود مضاعفة لبناء وتأهيل مؤسسات الجنوب.
وأوضح الشيخ راجح سعيد باكريت، عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي، بأن أنعقاد مجلس العموم الجنوبي مثل تجسيداً للإرادة الجماعية وتصميم شعب الجنوب على تأكيد هويته وحقوقه وتطلعاته في لحظة تاريخية حاسمة لتعزز دور المجلس الانتقالي الجنوبي واستمرار طريق النضال نحو استعادة حقوق شعب الجنوب وتقرير مصيره.
وصرح المحامي علي هيثم الغريب، عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، بإن اجتماع مجلس العموم يمثل تطورا كبيرا في العمل السياسي الذي هو نجاح من نجاحات المجلس الانتقالي الجنوبي ومن ضمنها وحدة الصف الجنوبي وتعزيز العمل الهيكلي للمجلس الإنتقالي الجنوبي.
وقال المحامي يحيى غالب الشعيبي، عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، بأن الاجتماع التأسيسي لمجلس العموم هي ارادة شعب وخارطة وطن وضعت حدث سياسي عظيم ورسالة سياسية سامية اجادها المجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة الرئيس عيدروس الزبيدي مضامينها لاسلام بدون الجنوب الدولة والسيادة.
وبارك المقدم محمد النقيب الناطق الرسمي للقوات المسلحة الجنوبية، قيادة مجلس العموم وشعب الجنوب والقيادة العليا في الاجتماع التأسيسي، مجدداً الولاء والعهد والوفاء للوطن ولشعب وقيادته السياسية العليا ممثلة بالرئيس القائد عيدروس الزُبيدي بالمضي قدماً على دروب الأبطال الذين سبقوا في الفداء والتضحية من أجل وطننا الجنوب واستعادة دولته كاملة السيادة، كما قال الرئيس القائد عيدروس خلال تدشينه الاجتماع “إن مسيرتنا لاستعادة وبناء دولة الجنوب الفيدرالية، مسؤولية لا رجعة ولا تفريط فيها.
الدورة الأولى للجمعية الوطنية
عقدت الجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي الجنوبي، يوم الأربعاء في العاصمة عدن، دورتها الأولى في العام 2024م، تحت شعار ” تعزيز وتطويرٱ للأداء السياسي والعمل المؤسسي للمجلس الانتقالي الجنوبي”، التي دشن أعمالها الرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي، بحضور رئيس واعضاء الجمعية الوطنية البالغ عددهم (٣٧١) عضواً، يمثلون شرائح وفئات المجتمع من كافة محافظات الجنوب.
وألقى الاستاذ علي الكثيري رئيس الجمعية، كلمة، استهلها بالترحيب بالأعضاء المستجَدين في قوام الجمعية وبالاعضاء الذين جُددت الثقة بهم لمواصلة العمل الوطني في الجمعية، مشيراً إلى أهمية انعقاد هذه الدورة، كونها تأتي بعد الحدث التاريخي العظيم في مسار العمل السياسي للمجلس الانتقالي وترتيب أوضاعه التنظيمية، المتمثل في عملية الهيكلة الإدارية والتنظيمية في هيئات المجلس الانتقالي والتي توجت بتأسيس مجلس العموم، كأعلى هيئة تشريعية وتقييمية في المجلس، تضم الغرفتين، مجلس المستشارين والجمعية الوطنية.
كما أكد الكثيري، على الدور البارز الذي سيلعبه أعضاء الجمعية الوطنية بين أوساط المجتمع، لمواجهة التحديات والمخاطر الراهنة التي يمر بها الجنوب، التي تتطلب مزيداً من الحرص وبذل الجهود في مجال الرقابة والتقييم لعمل ونشاط مؤسسات الدولة ومؤسسات وهيئات المجلس الانتقالي ومحاربة الفساد، مشدداً إلى مساندة السلطات المحلية والمساهمة في تذليل الصعاب التي يواجهها المواطن في حياته المعيشية.
وخرجت الجمعية الوطنية في نهاية اجتماعها الأول بعد هيكلة أعضاءها بالعديد من القرارات والتوصيات، التي ثمنت الدور النضالي المشرّف للرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي في العملية السياسية التي يخوضها مع المنظمات الدولية والإقليمية والعربية، من أجل تحقيق استعادة دولة الجنوب كشرط أساسي لإحلال السلام في اليمن والمنطقة الإقليمية والدولية، مؤكده على دعم كل جهود ومسارات السلام الإقليمية والدولية في وضع إطار تفاوضي خاص بقضية شعب الجنوب في مفاوضات العملية السياسية لضمان تحقيق السلام المنشود.
مجلس المستشارين
تزامناً مع تأسيس مجلس العموم واجتماع الجمعية الوطنية، عقد مجلس المستشارين بالمجلس الانتقالي، يوم الأربعاء، في العاصمة عدن، اجتماعه التأسيسي تحت شعار “تعزيزاً وتطويراً للأداء السياسي والمؤسسي للمجلس الانتقالي “برعاية كريمة من الرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، رئيس مجلس العموم.
وفي مستهل الاجتماع الذي حضره الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي، ألقى الدكتور ناصر الخُبجي، رئيس الهيئة السياسية ووحدة شؤون المفاوضات، كلمة أشاد فيها بدور مجلس المستشارين المكون من النُخب الجنوبية من كافة محافظات الجنوب، حيث تم استعراض في كلمته أبرز المستجدات السياسية على الساحة، مؤكداً عدم فعالية خارطة الطريق والمرحلة الانتقالية والاتفاق على الحل النهائي، في حالة لم تلبي تطلعات شعب الجنوب.
ووقف الاجتماع أمام جملة من القضايا المهمة ذات الصلة باستكمال البنية التنظيمية والسياسية الخاصة بمجلس المستشارين، حيث جرى مناقشة وإقرار اللائحة الداخلية لمجلس المستشارين مع الأخذ بجميع الملاحظات المقدمة من قبل الأعضاء وتم توزيع أعضاء المجلس على اللجان الاستشارية الدائمة البالغ عددها 15 لجنة استشارية.
كما أقر أعضاء مجلس المستشارين في نهاية الاجتماع هيكلة اللجان الدائمة للمجلس، مشيرين إلى ضرورة التمثل الصارم، والتطبيق الخلاق لما تضمنته جميع أدبيات المجلس الانتقالي، وعلى وجه الخصوص الرؤية السياسية للمجلس الانتقالي، والعمل بروح الفريق الواحد بكل المهام والاختصاصات حسب والنظام الأساسي للمجلس، واللائحة الداخلية لمجلس المستشارين.
نوفمبر 22, 2024
نوفمبر 22, 2024
نوفمبر 22, 2024
نوفمبر 22, 2024