الصوت الجنوبي – تقرير خاص

في ظل الظروف المعقدة التي يمر بها الجنوب، تُعد نقابة الصحفيين والإعلاميين الجنوبيين من أهم المؤسسات الوطنية التي تنهض بمسؤولية تمثيل وحماية حقوق الصحفيين في هذه المرحلة الحاسمة.

على الرغم من حداثة عهدها، إلا أن النقابة حققت إنجازات ملموسة خلال فترة وجيزة، بدءًا من تأسيس فروعها في مختلف المحافظات الجنوبية، وصولًا إلى إصدار بطاقات العضوية التي تُعرّف بهوية الصحفي الجنوبي وتُحمي حقوقه.

وتُعد نقابة الصحفيين الجنوبيين كيانًا هامًا يُعنى بحماية حقوق الصحفيين والإعلاميين الجنوبيين، وتعزيز العمل الصحفي في مختلف محافظات الجنوب. وباتت تلعب دورًا محوريًا في الدفاع عن حرية التعبير، ودعم الصحفيين في أداء رسالتهم النبيلة.

مطالبات
في 10 مارس الماضي، أصدرت نقابة الصحفيين الجنوبيين بيانا طالبت فيه وزارة الإعلام والمالية بسرعة صرف مرتبات الصحفيين والإعلاميين الجنوبيين في المؤسسات الإعلامية.

وقال البيان: “إن نقابة الصحفيين والإعلاميين الجنوبيين إذ تعبر عن الأسف البالغ لمعاناة الزملاء والزميلات في المؤسسات الإعلامية وخاصة في هذه الايام المباركة التي يتأهب الناس لاستقبال شهر رمضان الفضيل ، فإن النقابة تدعو وزارتي الاعلام والمالية الى سرعة صرف رواتبهم والايفاء باستحقاقات أهم الشرائح الاجتماعية التي تفقد يوما عن يوم روادا ورموزا وكوادرا أفنت سنوات طويلة في أداء رسالتها بمسؤولية وطنية كبيرة ونزاهة وشرف ونقاء”.

وأضافت: “أن تأخير رواتب العاملين والعاملات في المؤسسات الإعلامية الرسمية نحو ثلاثة أشهر ، ناهيك عن توقف نشاط هذه المؤسسات منذ حرب 2015م وحتى اللحظة تستدعي تدخل عاجل من مجلس القيادة الرئاسي وحكومة بن مبارك لإنهاء معاناة المئات من منتسبي الاعلام الرسمي وإعادة الروح الى مؤسساته الرائدة في المنطقة والنهوض بمهامها وإعادة تأهيل صروحها”.

وأكدت نقابة الصحفيين والإعلاميين الجنوبيين في بيانها وقوفها التضامني التام مع منتسبي المؤسسات الاعلامية من الزملاء والزميلات والسعي معهم الى إنهاء معاناتهم، وقالت: “لقد كنا معا في الوقفة الاحتجاجية أمام بوابة قصر معاشيق مطلع مارس جنبا الى جنب المحتجين بحثا عن رواتبهم واستحقاقاتهم وإدانة استمرار تعذيب الموظفين في لقمة عيشهم رغم إدراك الحكومة أن رواتب الصحفيين الموقوفة لا تقوى على مواجهة الغلاء الفاحش، ولن تتأخر النقابة عن المساندة والدعم لكل جهد ينهض بالمؤسسات الإعلامية والعاملين فيها”.

إشادات

وفي 4 مارس من العام الماضي، أشاد عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي رئيس الهيئة الوطنية للإعلام الجنوبي علي الكثيري (رئيس الجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي الجنوبي عضو هيئة رئاسة المجلس حاليا) بجهود نقابة الصحفيين والإعلاميين الجنوبيين في تنفيذ قرارات المؤتمر الأول باستيعاب كل الصحفيين والإعلاميين الجنوبيين وفتح المجال أمامهم للانتساب إلى عضويتها وتنظيم صفوفهم والنهوض بأوضاعهم المعيشية وتطوير مهاراتهم وقدراتهم.

وأكد الكثيري خلال لقائه، نقيب الصحفيين والإعلاميين الجنوبيين عيدروس باحشوان، أن أمام النقابة ومنتسبيها تحديات كبيرة تتطلب تكاتفهم وتماسكهم لتجاوزها والمضي قدما نحو آفاق رحبة تعزز من مكانة الصحفيين والإعلاميين الجنوبيين وأداء رسالتهم بمهنية عالية جنباً إلى جنب مع شعب الجنوب انتصاراً لقضيته واستعادة وبناء دولته.

من جانبه، عبّر النقيب باحشوان عن شكره وتقديره للهيئة الوطنية للإعلام الجنوبي لإسنادها للنقابة وتذليل كل الصعاب أمامها، مؤكداً أن الصحفيين والإعلاميين الجنوبيين توّاقون للانتساب لنقابتهم وترسيخ دعائمها بعد سنوات من الحرمان بفعل قوى سياسية يمنية سعت تفكيك صفوف الصحفيين والإعلاميين وتهميش دورهم المهني والنقابي.

وشدّد اللقاء على ضرورة التنسيق والتعاون بين الهيئة والنقابة لما فيه مصلحة الصحفيين والإعلاميين الجنوبين، والإعلام الجنوبي وتنفيذ خطط وبرامج مشتركة في تدريب وتأهيل الكوادر الجنوبية ومنتسبي وسائل الإعلام الجنوبي وتمكينهم من انتزاع حقوقهم واستعادة مؤسساتهم.

وفي حديث “للصوت الجنوبي”، أثنى الصحفي الجنوبي نصر الحامد على دور النقابة في تعزيز مهارات الصحفيين من خلال تنظيم دورات تدريبية وورش عمل، مما يُساهم في تطوير جودة الصحافة في الجنوب ويزيد من قدرتها على نقل الأخبار والمعلومات بمهنية وموضوعية.

وأكد الحامد على أهمية دور النقابة في المرحلة القادمة، حيث يتوقع منها لعب دور محوري في خدمة قضية الشعب الجنوبي ونقل صوته ومعاناته إلى العالم الخارجي.

ويُشدد الحامد على ضرورة تعزيز التعاون بين نقابة الصحفيين والإعلاميين الجنوبيين والنقابات العربية والدولية، مما يُساهم في تبادل الخبرات والمعرفة بين الصحفيين على مختلف المستويات.

ولفت الحامد إلى أهمية دور النقابة في حماية حقوق الصحفيين وتعزيز حرية الصحافة، داعيًا إلى دعم جهودها وتقدير دورها في خدمة قضايا الشعب الجنوبي وتطلعاته.