الجمعة, نوفمبر 22, 2024
الصوت الجنوبي – تقرير خاص اشعلت تصريحات رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي، غضبا واسعا واعتبرها سياسيون وناشطون جنوبيون “مستفزة ووقحة”. وجاء ذلك في مقابلة للعليمي مع قناة “الحدث” السعودية، أكد فيها العليمي غياب التوافق المطلق داخل مجلس القيادة الرئاسي، زاعماً أن من يخوض المواجهات ضد الحوثيين في الضالع، هي قوات الجيش التابع لحزب..." />
الصوت الجنوبي – تقرير خاص
اشعلت تصريحات رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي، غضبا واسعا واعتبرها سياسيون وناشطون جنوبيون “مستفزة ووقحة”.
وجاء ذلك في مقابلة للعليمي مع قناة “الحدث” السعودية، أكد فيها العليمي غياب التوافق المطلق داخل مجلس القيادة الرئاسي، زاعماً أن من يخوض المواجهات ضد الحوثيين في الضالع، هي قوات الجيش التابع لحزب الإصلاح (الإخوان في اليمن)، وليس القوات الجنوبية المسلحة التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي.
وقال العليمي إنه “ليس هناك توافق مطلق داخل مجلس القيادة الرئاسي، ونؤجل في مجلس القيادة نقاش الملفات التي يختلف بشأنها”. في اشارة الى قضية الجنوب.
مضيفاً: “الجيش الوطني هو من يقاتل الحوثيين في كرش بلحج إلى جانب الانتقالي”. حسب زعمه. وأردف: إن الجيش الوطني (جيش الاخوان) والتشكيلات الاخرى مسؤولة عن تحرير اليمن”.
وألقى العليمي باللائمة في تعثر هزيمة الحوثيين حتى اليوم، على المجلس الانتقالي الجنوبي، بحديثه عن تعذر دمج القوات الجنوبية بجيش حزب الاصلاح، قائلا: “عملية دمج التشكيلات العسكرية تأثرت بعوامل داخلية وتحفظات”.
وتحدث العليمي عن “فساد مالي وإداري يرجع الى انهيار مؤسسات الدولة”، وممتدحا في الوقت نفسه قيادة البنك المركزي في عدن بقوله إن “البنك المركزي ينفذ إصلاحات مصرفية ونقدية ممتازة”.
وأقر بفشل مجلس القيادة الرئاسي في تحسين الاوضاع المعيشية والخدمية للمواطنين، وقال إن “عملية صرف المرتبات كانت ستتوقف لولا الدعم السعودي”.
وأضاف: “نسعى لاستعادة تصدير النفط المتوقف جراء الهجمات الحوثية، ونعمل على مشروع إنقاذ اقتصادي وهناك خطط لتنمية الموارد”. لكنه اقر بعجز المجلس عن “استئناف تصدير النفط لافتقاد الجيش الدفاعات الجوية”.
مع ذلك، امتدح العليمي قوات الجيش التابع لحزب الاصلاح (الاخوان في اليمن) رغم اقراره بفشله في تحرير الشمال، وافتقاده الدفاعات الجوية”، وقال: “لدينا القدرة على التصدي للطائرات المسيرة والصواريخ الحوثية”.
ولفت إلى أن مواجهة الحوثي واستعادة الدولة هدف الجيش الوطني والتشكيلات الأخرى، وأضاف: “نحتاج لدعم عسكري لاستعادة المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثي”. زاعما أن “وضع اليمن تحت البند السابع يحول دون دعم دولي عسكري للحكومة “.
واعتبر أن “عمليات الحوثيين في البحر الأحمر جزء من مسرحية إيران في المنطقة”. وزعم “رفض الطلب الأمريكي للمشاركة ضمن تحالف حارس الازدهار”. واساطرد: “نريد دعماً عسكرياً دولياً لا أن نكون مجرد ديكور في أي تحالفات”.
ولفت إلى أن “الولايات المتحدة والغرب اقتنعوا بالنهج العسكري ضد الحوثيين بعد أن عارضنا لسنوات”. لكنه هاجم أمريكا بالقول: إن “الولايات المتحدة تتعامل من تحت الطاولة رغم تصنيفاتها المتعلقة بالمنظمات الإرهابية”.
ردود جنوبية
وفي خضم ذلك، وجه سياسيون جنوبيون، اتهامات للقوات اليمنية التابعة لرئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي بسرقة انتصارات وتضحيات القوات الجنوبية، والفشل والعجز عن تحقيق أي انتصار في مواجهة جماعة الحوثي.
وقال الناشط السياسي الجنوبي البارز، علي ناصر العولقي، الذي رد على حديث العليمي في مقابلة أجرتها قناة “الحدث” زعم فيها مشاركة ما يسمى “الجيش الوطني” في قتال الحوثيين.
وقال العولقي في تغريدة على “إكس”: “رشاد العليمي يقول بأن الجيش الوطني هو من يقاتل المليشيات الحوثية إلى جانب قوات الانتقالي في جبهات كرش لحج”.
وأردف: “كالعادة يحاولون سرقة انتصارات القوات المسلحة الجنوبية ونسبها لجيشهم الوطني الجرار الذي لم يحقق أي انتصار على الحوثي منذُ ثمان سنوات في جبهات مأرب والجوف”.
وفجرت تصريحات العليمي الأخيرة غضباً جنوبياً واسعاً عبر عنه سياسيون وقيادات في المجلس الانتقالي الجنوبي، كشفوا بالحقائق والأدلة الدامغة ارتباط تلك الرموز بجماعة الحوثي.
وكشف اشتعال جبهة كرش بين القوات الجنوبية وجماعة الحوثي، المستور بشأن الدور الحقيقي لقوات ما يسمى “درع الوطن” وقوات جيش حزب الاصلاح (الاخوان في اليمن)، في الجبهات الجنوبية.
وأكد سياسيون ومراقبون، أن خوض القوات الجنوبية منفردة مواجهات التصدي للحوثيين يثير تساؤلات بشأن الدور الحقيقي لقوات ما يسمى “درع الوطن”.
وقالوا في منشورات متفرقة رصدها “الصوت الجنوبي” إن “ما يحدث في كرش والضالع من بطولات تسطرها القوات الجنوبية منفردة ضد مليشيا الحوثية يبعث التساؤل عن بقية الجبهات وكذلك عن الدور الحقيقي لقوات درع الوطن”.
وأضافوا أن “دور قوات درع الوطن اقتصر على التوغل في حضرموت وأبين وفي استلام المناطق التي حررتها القوات الجنوبية بتضحيات من أجل مستقبل الجنوب والقضية الجنوبية!”.
اتفق في ذلك، الناشط السياسي الجنوبي علي العولقي، الذي تساءل عن سبب تخلي “درع الوطن” عن تعزيز القوات الجنوبية في مواجهات كرش والضالع وبيحان.
وقال العولقي: “اين اختفت قوات درع الوطن، ولماذا لا تعزز جبهات حدود الجنوب في كرش لحج والضالع وبيحان شبوه لمساندة القوات المسلحة الجنوبية في ظل تصعيد المليشيات الحوثية الارهابية”.
مؤكداً أن “من لم يدافع عن الجنوب في الحرب لا حاجة له في السلم بعد انتهى المعركة”.
ويأتي هذا بعد أن اشتعلت المواجهات العسكرية بين القوات الجنوبية والحوثيين في جبهات كرش محافظة لحج والضالع، وتقديم القوات الجنوبية خلال المعارك المستمرة تضحيات غالية بكوكبة من المقاتلين.
أين يقف الحوثيون؟
وفي وقت سابق، بدأ رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي، التودد لجماعة الحوثي، عبر برقية رسمية بعثها وفقا لوكالة الانباء الحكومية (سبأ) تضمنت مواساة في وفاة قيادي في الجماعة ، ما اعتبره مراقبون تطورا خطيرا يكشف عن تغير طرأ في المشهد.
وعلى الرغم من المواجهات العنيفة، زعمت جماعة الحوثي إنها لا تسعى للتصعيد، واصفة المعارك في الضالع وكرش بأنها استجابة لضغوط أمريكية. محذرة التحالف وداعية السعودية إلى تلبية اشتراطات الجماعة للسلام.
وجاء ذلك على لسان عضو المكتب السياسي للحوثيين محمد البخيتي، الذي قال: “نؤكد للجميع أننا لا نسعى للتصعيد مع السعودية والإمارات أو مرتزقتها في الداخل خلال هذه المرحلة التي نخوض فيها مواجهة مباشرة مع أمريكا وبريطانيا لنجدة اخواننا في غزة” وفق تعبيره .
وأضاف: “ما حصل في الضالع وفي كرش يأتي في سياق الاستجابة للضغوط الامريكية لجس نبض ردة فعلنا وردة فعل الشعب اليمني” حد زعمه .
وتابع: “نكرر نصيحتنا لدول العدوان وبالذات الامارات بعدم الانسياق وراء المساعي الامريكية الحثيثة للتصعيد لان هذا لن يكون في صالحها وستجد نفسها هذه المرة في مواجهة الشعب اليمني كله والمتسلح بقدرات عسكرية متطورة”.
لكن القيادي في جماعة الحوثي محمد البخيتي رغم هذا التهديد، اختتم تغريدته بالقول: “نأمل ان تسارع السعودية لتلبية استحقاقات السلام قبل وصول ترامب للسلطة”.
وفي 7 أبريل الجاري، مر عامان منذ أن أُعلن عن تشكيل مجلس قيادة رئاسي مكوّن من ثمانية أعضاء، في العاصمة السعودية الرياض، بعد أن نقل الرئيس السابق عبدربه منصور هادي سلطته إلى المجلس الجديد في خطوة غير متوقعة.
جاء ذلك بعد أيام من مشاورات رعاها مجلس التعاون الخليجي بقيادة السعودية، وجمعت الأطراف اليمنية المناهضة للجماعة الحوثية، وحظيت بدعم إقليمي ودولي.
مثّل تشكيل المجلس الرئاسي، نقطة تغيير حاسمة بعد 7 سنوات من الصراع وسياسة الفشل في إدارة الأزمة سياسياً وعسكرياً بقيادة هادي. إذ منيت الرئاسة اليمنية السابقة بإخفاق ذريع في ملف الاقتصاد والخدمات، وسبّب عدم احتواءها الأطراف والقوى السياسية والعسكرية المتحالفة معها ضد معسكر الحوثيين، وسعيها الدؤوب لمحاربة هذه القوى على الأرض، إلى خلق صراعات وخصومات بينية.
وساهمت بشكل واضح، سيطرة حزب الإصلاح الإسلامي الإخوان المسلمون في اليمن على قرار رئاسة هادي، في تأجيج الأوضاع والانقسامات في مناطق سيطرة الحكومة، مما أدى لانصراف القوى العسكرية عن مواجهة الحوثيين بمعارك جانبية وخسارتهم لكثير من الأراضي في شمال اليمن لصالح الحوثيين.
أكثر ما كان ملفتاً في التشكيلة الرئاسية، هو الجمع بين قادة متباينين يحملون مصالح ومشاريع مختلفة ومعظمهم يتمتع بشرعية ونفوذ متفاوت على الأرض، وعلى رغم أهمية أن يكون هناك مرحلة توازنات تجمع بين كافة الأطراف المختلفة، إلّا أنّ هذه التركيبة من الأضداد مثّلت تحدياً سياسياً وعسكرياً واقتصادياً كبيراً خلال العامين الفائتين. علاوةً على ذلك، باتت المفاوضات التي ترعاها الأمم المتحدة بدعم السعودية وعمان، أكثر تعقيداً وصعوبة.
وساهمت التطورات التصعيدية الأخيرة في البحر الأحمر وخليج عدن، الناتجة عن حرب إسرائيل على غزة بصورة رئيسية، بتأجيل أي حديث عن السلام في اليمن وحسم قضية شعب الجنوب.
وفي مطلع مارس 2023، قدم الرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، عرضاً جديداً خاصاً لحضرموت يتضمن حصول أبنائها على حقوقهم كاملة وإنصافهم خاصة سكان المناطق النفطية، ومنحهم المشاريع الحيوية في مختلف القطاعات.
ومطلع فبراير 2024، أعطى الزُبيدي، الضوء الأخضر للنخبة الحضرمية للبدء في توسيع مهامها لتشمل مديريات وادي وصحراء حضرموت، والتصدي لـ “قوى الغزو والارهاب”.
نوفمبر 22, 2024
نوفمبر 22, 2024
نوفمبر 22, 2024
نوفمبر 22, 2024