السبت, نوفمبر 23, 2024
الصوت الجنوبي – تقرير خاص قال المتحدث الرسمي باسم مليشيا الحوثيين الإرهابية محمد عبدالسلام، الأحد الماضي، إن الجماعة اليمنية المدعومة من إيران سوف تستمر بقتال إسرائيل حتى لو انتهت الحرب في قطاع غزة الفلسطيني. وقال عبد السلام لقناة الجزيرة القطرية: “فتح المعركة معنا ليس أمرًا سهلًا. نحن لن نلتزم بأي قواعد اشتباك مع العدو الإسرائيلي..." />
الصوت الجنوبي – تقرير خاص
قال المتحدث الرسمي باسم مليشيا الحوثيين الإرهابية محمد عبدالسلام، الأحد الماضي، إن الجماعة اليمنية المدعومة من إيران سوف تستمر بقتال إسرائيل حتى لو انتهت الحرب في قطاع غزة الفلسطيني.
وقال عبد السلام لقناة الجزيرة القطرية: “فتح المعركة معنا ليس أمرًا سهلًا. نحن لن نلتزم بأي قواعد اشتباك مع العدو الإسرائيلي ومستعدون لكل التبعات والاحتمالات”.
وهدد المسؤول الحوثي بـ “معركة مفتوحة” بعد الهجوم الإسرائيلي على ميناء الحديدة، الذي أدى لاشتعال حريق ضخم في خزانات الوقود ومحطة الكهرباء، بحسب ما نشره إعلام الحوثيين.
وفي خطاب مصور اليوم، أعلن زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي أن الهجوم الأخير على تل أبيب بطائرة مسيرة يوم الجمعة يعتبر تدشينًا للمرحلة الخامسة من التصعيد العسكري.
وقال الحوثي: “الهجوم في يافا المحتلة (تل أبيب) هو تدشين للمرحلة الخامسة من عملياتنا. لقد استخدمنا سلاحًا جديدًا هو مسيرة يافا التي صنعت معادلة ومرحلة جديدة”. وزعم الحوثي أن الغارات الإسرائيلية على ميناء الحديدة لم تكن ذات تأثير كبير، رغم أن الميناء تضرر بشدة وخرج عن الجاهزية.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يواف غالانت إن الهجوم على ميناء الحديدة يأتي في إطار الرد على مقتل إسرائيلي وإصابة آخرين في هجوم بطائرة مسيرة حوثية أصاب أحد المباني في تل أبيب.
وقال غالانت: “الجميع في أنحاء الشرق الأوسط يرون الآن نار الحديدة. سنضرب الحوثيين في كل مكان إذا تطلب الأمر”. ورسميًا، تم إطلاق اسم “اليد الطويلة” على العملية الإسرائيلية.
كما أعلن الجيش الإسرائيلي فشل أول رد عسكري من الحوثيين على هجوم ميناء الحديدة.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه اعترض صاروخ باليستي نوع أرض-أرض أطلقه الحوثيون من اليمن، قبل وصوله مدينة إيلات على البحر الأحمر.
لكن المتحدث العسكري للحوثيين يحيى سريع زعم أن عملية عسكرية بصواريخ بالستية حققت أهدافها بدقة في إيلات. وأعلن أيضًا استهداف سفينة Pumba الأمريكيةَ في البحرِ الأحمر بعدد من الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة.
وكانت القيادة المركزية الأمريكية قد أعلنت مؤخرا أنَها دمرت طائرة مسيرة للحوثيين في البحر الأحمر.
وتعليقا على الهجوم في الحديدة، قال مصدر مسؤول في الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا لوكالة سبأ إنهم يدينون بشدة “العدوان على الأراضي اليمنية وانتهاك السيادة”.
وأضاف البيان: “نجدد تحذيرنا لمليشيا الحوثيين الإرهابية من زج اليمن وأبناء شعبه في المعارك العبثية خدمة لمصالح النظام الإيراني ومشروعه التوسعي في المنطقة”.
وفي بيان، أعلنت وزارة الدفاع السعودية أنَ الرياض “ليس لها أي علاقة أو مشاركة في الهجوم على الحديدة”. وأضاف البيان: “لن نسمح بأي اختراق لأجوائنا من أي جهة”.
وطالبت الخارجية المصرية بالتهدئة وضبط في بيان أعربت فيه عن قلقها إزاء الغارات الإسرائيلية في الحديدة. وقال البيان: “نحذر من مخاطر توسيع رقعة الصراع في المنطقة على إثر تطورات أزمة قطاع غزة، نطالب بتكثيف الجهود لصون أمن واستقرار المنطقة”.
وأعرب الأمين العام للمتحدة أنطونيو عن قلقه جراء الغارات الإسرائيلية في الحديدة. وقال في بيان: “قلقون من خطر تصاعد الوضع بالمنطقة ونحث على ضرورة ضبط النفس”.
وقال مسؤول في البيت الأبيض، السبت، إن الرئيس الأمريكي، جو بايدن تلقى إحاطة بشأن “التطورات” في الشرق الأوسط. وأضاف: “”تلقى الرئيس بايدن إحاطة بشأن التطورات في الشرق الأوسط من جون فينر، مساعد الرئيس ونائب مستشار الأمن القومي”.
وبدوره، قال مجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض إن الولايات المتحدة لم تنسق مع إسرائيل بشأن غاراتها الجوية في اليمن، السبت، ولم تشارك فيها، وأضاف أن الولايات المتحدة تعترف تمامًا “بحق إسرائيل في الدفاع عن النفس”، بحسب ما نشرته سي إن إن.
وأدانت كل من إيران وسوريا وحزب الله اللبناني وحركة حماس الهجوم الإسرائيلي، وأعلنوا تضامنهم مع الحوثيين. وتشير الأرقام الرسمية الصادرة عن وزارة الصحة التابعة للحوثيين إلى 6 قتلى وأكثر من 80 جريحًا بحروق شديدة جراء الهجوم.
وميناء الحديدة هو ميناء استراتيجي يقع في محافظة الحديدة على البحر الأحمر يعتقد أن الحوثيين يستخدمونه لتمرير أسلحة وتقنيات إيرانية، علاوة على المنافع الاقتصادية.
واتهمت الحكومة اليمنية رسميا الحوثيين سابقًا باستخدام الميناء لتمرير الأسلحة الإيرانية، وهو ما تحدث عنه الجيش الإسرائيلي عقب الهجوم الأخير يوم أمس أيضًا.
وفي 2018، كادت ألوية العمالقة الجنوبية المدعومة من الإمارات والسعودية أن تسيطر على ميناء الحديدة بعد هزائم قاسية للحوثيين، قبل أن تؤدي الضغوط الدولية لإنجاز اتفاق ستوكهولم بشأن الحديدة.
ويقول مسؤولون يمنيون إن الاتفاق الذي أبرم في ديسمبر 2018 أنقذ الحوثيين من هزيمة استراتيجية، وسلمهم ميناء الحديدة.
ومع أن قدرات الحوثيين المحدودة لا تؤهلهم لتشكيل خطر حقيقي على إسرائيل، كما دلت عشرات الهجمات الفاشلة نحو إيلات سابقًا، إلا أن الجبرني لا يستبعد أن تطور إيران قدرات الحوثيين أكثر لاستهداف إسرائيل.
بينما لا يعتقد الخبير الأمريكي فرناندو كارفاخال أنَ الاشتباكات المباشرة بين الحوثيين وإسرائيل ستتصاعد. ويعتقد أن تهديدات الحوثيين لإسرائيل تُعتبر امتداداً لمحور المقاومة الإيراني الذي يسعى الحوثيون لاستغلاله في المفاوضات من أجل الوصول إلى تهدئة أكثر دوامًا مع السعودية فيما يخص اليمن.
ولفت الخبير الأمريكي كارفاخال إلى أنه رغم ما تشير إليه OSINT VIDENTE [أداة استخباراتية مفتوحة المصدر] بإنَ حزب الله هو المسؤول عن الضربة في تل أبيب التي تبناها الحوثيون، اضطر نتنياهو إلى إرسال رسالة إلى الحوثيين وإيران ومحور المقاومة مفادها أنه سيرد وأنه قادر على تنفيذ ذلك.
ونقلت وكالة فرانس برس عن مسؤول عسكري إسرائيلي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته أن المسيرة التي هاجمت تل أبيب تم رصدها، لكن لم يتم إطلاق الإنذار على الفور بسبب “خطأ بشري”.
وإذا كان هذا صحيحاً، فإنه يعزز ما ذهب إليه مراقبون بشأن استبعاد قدرة الحوثيين تشكيل خطر حقيقي على إسرائيل، مثل هينز الذي قال لوكالة فرانس برس: “من أجل أن يتمكن الحوثيون من خلق تهديد فعّال، سيكون عليهم استخدام طائرات مسيّرة كبيرة جدًا. الطائرات الكبيرة تكون أسهل في الكشف عنها من قبل أنظمة الدفاع، مما يعني أن اكتشافها سيكون أسهل بالنسبة للقوات المعادية”.
وأضاف: “سيكون من الصعب عليهم إغراق الدفاعات بطائرات مسيّرة صغيرة بأعداد كبيرة من مسافات بعيدة. إذا حاولوا إرسال العديد من الطائرات المسيّرة دفعة واحدة من مسافة بعيدة، فإن قدرة هذه الطائرات على التغلب على أنظمة الدفاع ستكون محدودة. فالمسافة الكبيرة تجعل من الصعب على الطائرات المسيّرة الوصول إلى هدفها بنجاح دون أن يتم اعتراضها أو كشفها”.
وفي 19 يوليو الجاري، تبنّى الحوثيون عملية عسكرية بطائرة دون طيار ضربت جزءاً من وسط تل أبيب بالقرب من السفارة الأمريكية، ممّا تسبب في مقتل إسرائيلي في الخمسين من عمره وإصابة عدد آخر. وذكر الحوثيون، أنّهم نفذوا العملية بمسيّرة جديدة اسمها (يافا) قادرة على تجاوز المنظومات الاعتراضية للعدوِّ ولا تستطيع الرادارات اكتشافَها. وهي المرة الأولى التي يلحقون فيها ضرراً بشرياً رغم الهجمات المتكررة على إسرائيل التي تجاوزت أكثر من 200 مرة، وفقاً لوزير الدفاع الإسرائيلي.
وكان الثمن باهضاً جداً بحلول مساء اليوم التالي، فقد شنّت إسرائيل هجوماً شاملاً باستخدام 12 طائرة من طراز F-35، على محطة كهرباء ومستودعات غاز و20 منشأة تخزين للنفط في ميناء الحديدة على البحر الأحمر ، مما أحدث حريقاً هائلاً ظل يشتعل لساعات طويلة في المدينة. وتبعاً لموقع أكسيوس الأمريكي، فإنّ الضربة تمت بالتنسيق مع الولايات المتحدة والتحالف الدولي الذي تم تشكيله لمواجهة هجمات الحوثيين. تسبّبت الهجمات الإسرائيلية على ميناء الحديدة بمقتل 6 أشخاص وإصابة 87 آخرين بحروق شديدة، وفقاً لوزارة صحة الحوثيين.
ومن منطلق وزنهما الاستراتيجي كدول مطلة على البحر الأحمر، خصّصت كلٌ من السعودية ومصر مساحة لمواقفهما إزاء الضربات الإسرائيلية على الحديدة في اليمن، فقد دعت القاهرة، لـ”ضبط النفس والتهدئة، وتجنب الانزلاق لفوضى إقليمية، مطالبة كافة الفاعلين على المستويين الإقليمي والدولي للاضطلاع بمسئولياتهم من أجل إنهاء الحرب الإسرائيلية في غزة باعتبارها السبب الرئيسي في ارتفاع حدة التوتر والتصعيد الإقليمي الحالي”. بينما مال الموقف السعودي للتبرير، موضحاً بأنّ، “لا علاقة للمملكة باستهداف الحديدة، والمملكة لن تسمح باختراق أجواءها من أي جهة كانت”.
ومن المهم القول، إنّ ميناء الحديدة يعدّ النقطة الحاسمة والوحيدة لدخول جميع البضائع بما في ذلك الغذاء والنفط الذي يشكل عامل أساس لحياة السكان في مناطق سيطرة الحوثيين.
وحسب التقييم الأمني للجيش الإسرائيلي، فإنّ قدرة الميناء تعطلت تماماً عن استقبال البضائع بعد الضربات الإسرائيلية. هذا الأمر، من المرجّح أن يؤدي إلى نقص حاد في الوقود في مناطق كثيرة شمال اليمن خلال الفترة القادمة، كما إنّ الأضرار التي لحقت بمحطة كهرباء الحديدة ستؤدي إلى تفاقم معاناة السكان في ظل حرارة صيف شديدة، وبالذات في المناطق الساحلية الحارة المطلة على البحر الأحمر.
قد تشجّع التدخلات الإسرائيلية المباشرة الحوثيين على المزيد من التصعيد، مما قد يؤدي إلى توسيع نطاق الصراع وتدويله، وبالذات إذا ذهبت الانتخابات الأمريكية بفوز الجمهوريين بقيادة ترمب، الذي صنّف الجماعة الحوثية من سابق؛ بمنظمة “إرهابية” أجنبية، ويمكن أن يشمل ذلك تدخلات أمريكية أوسع في نطاق البحر الأحمر، تتعدى العمليات الدفاعية التي تقوم بها عملية “حارس الازدهار”، إلى عمليات هجومية شاملة.
هذا السيناريو يبدو مرعباً لوهلة، لأنّه قد يرفع من درجة الصراع لمستوى أعلى، لاسيّما وأنّه يهدد الأوضاع المعيشية والاقتصادية للسكان على الجانبين، سواء في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، أو مناطق الحكومة المعترف بها. إذ من المهم التأكيد على إنّ مسؤولية إنقاذ الأزمة تقع على عاتق جميع الأطراف المعنية، بما فيها المحلية والإقليمية والدولية، وذلك من خلال اتخاذ خطوات حاسمة لوقف الممارسات الحوثية المُهددة للسلم والاستقرار، وحماية الشعب اليمني من المزيد من المعاناة.
نوفمبر 23, 2024
نوفمبر 22, 2024
نوفمبر 22, 2024
نوفمبر 22, 2024