الأربعاء, أبريل 2, 2025
الصوت الجنوبي _ تقرير خـاص
عصر ذهبي عاشته الرياضة الجنوبية بشكل عام وكرة القدم على وجه الخصوص، حيثُ برزت خلاله العديد من الأندية الجنوبية وذاع صيتها في الجزيرة العربية، كما أن هناك أسماء لمعت خلال تلك الفترة لما قدمته من مستويات رياضية وفنية عالية، أسرت بها قلوب وأذهان المشجعين من الجماهير العاشقة والمحبة للكرة المستديرة.
ولكن كل ذلك انتهى وسرعان ما أصبح شي من الماضي الجميل، ما بعد الوحدة اليمنية المشؤومة التي فرضتها قوى الشمال على الجنوب واجتاحت أرضه بقوة السلاح ودمرت كل شي جميل فيه، وأهمها الإنسان الجنوبي الذي قتلت شغفه ومواهبه في مختلف المجالات ومنها الرياضة، حيثُ تم تدميرها سيما كرة القدم التي همش نجومها.
واليوم يتطلع أبناء الجنوب لعودة أمجاد الآباء والأجداد وإعادة عجلة الشغف الكروي، والزحف خلف أنديتهم الرياضية العريقة لتشجيعها أينما أرتحلت، وهي التي لازال العديد منها يحتفظ بتاريخه وقاعدته الجماهيرية المحبة له باختلاف الأزمان، على الرغم من أهمال البنية التحتية للملاعب الرياضية وعدم أستمرار الأنشطة الكروية.
الفترة الذهبية
إن مهد الرياضة الجنوبية هي الأقدم في الجزيرة العربية، وتمتلك أقدم نادٍ وهو ماكان يعرف سابقاً باسم ”نادي المحمدي“، والمعروف حالياً بـ ”نادي التلال“ العدني الذي تأسس عام 1905م، وتمتلك الأندية الجنوبية رصيد تاريخي عريق، حيثُ كانت دولة اليمن الديمقراطية الشعبية تمتلك دوري قوي في كرة القدم، وهو من أقوى الدوريات على مستوى الجزيرة العربية.
مدير إدارة الشباب والرياضة بالهيئة التنفيذية للقيادة المحلية للمجلس الانتقالي الجنوبي بحضرموت، الكابتن علي فرج الطمبشي، عدد في تصريح خاص لـ ”الصوت الجنوبي“، نجوم كرة القدم الجنوبية في السابق قائلاً: ”إننا في الجنوب نمتلك نجوم كرة قدم كبار لهم تاريخ كبير أمثال الكابتن أبوبكر الماس لاعب نادي التلال، والذي كان يلقب بـ ”الجوهرة“، ومدافع الجيش الكابتن عبدالله الهرر، والكابتن عبدالله باعامر لاعب نادي أهلي الغيل، والمرحوم الموهبة الكابتن طاهر باسعد لاعب نادي المكلا الرياضي، هؤلاء هم بعض نجوم المنتخب الوطني الجنوبي لكرة القدم الذي له مشاركات مختلفة في البطولات العربية والدولية، وقدم فيها مستويات قوية ومشرفة في الزمن الجميل ما قبل الوحدة المشؤمة“.
وأضاف الطمبشي، إن ”بعد الوحدة تم تهميش أندية محافظات الجنوب وتدميرها بشكل مُمنهج ومدروس، وتفريخ كثير من الأندية من أجل تشتيت الرياضة الجنوبية، بينما في الشمال يتم دمج الأندية وتقليص عددها لأجل تقويتها“. مبيّناً بأنه لاستعادة ماتم هدمه يجب علينا أن تكون لنا خارطة رياضية جنوبية، وإن لا نعتمد على الغير في النهوض بالرياضة الجنوبية.
وأشار مدير إدارة الشباب والرياضة بتنفيذية انتقالي حضرموت، إلى أن: ”بطولة المريسي لكرة القدم التي تقام في العاصمة عدن، تعتبر من أهم الخطوات العملية لانعاش الكرة الجنوبية، فقد عملت دور كبير في انعاش الرياضة على مستوى المحافظات الجنوبية، وبالنسبة لبطولة كأس حضرموت لكرة القدم، تعتبر أيضاً بطولة قيّمة وساهمت في عودة الأجواء التشجيعية وزخم المنافسات الرياضية بين أندية حضرموت“. لافتاً إلى حاجة حضرموت خاصة مديريات الساحل إلى استاد رياضي كبير، إضافة إلى تأهيل ملعب بارادم بمدينة المكلا، ليكون استاد رياضي يضم (50) ألف متفرج كحد أدنى، مطالباً السلطة المحلية في حضرموت بأن تولي أهتمام كبير بهذا الموضوع، وكذا وزارة الشباب والرياضة.
حقبة مشؤومة
إن المجال الرياضي كان شعلة من النشاط إبان دولة الجنوب، حيثُ كان براق في جميع المحافظات من عدن إلى المهرة، فأفرزت جميع الأندية الرياضية في محافظات الجنوب العديد من النجوم في جميع الرياضات، خصوصاً كرة القدم التي برز نجومها بصورة لامعة وقد ظهروا في أنديتهم الجنوبية، التي كان يشار لها بالبنان ومن الأندية بتلك الفترة التلال، الشعلة، وحدة عدن، شمسان، حسان أبين، المكلا، التضامن، أهلي الغيل، سمعون الشحر، الشعب، عرفان، وشرارة لحج وغيرها.
نائب رئيس نادي التضامن الرياضي بحضرموت، عبد المحسن ناصر الكلدي، أكد في تصريح خاص لـ ”الصوت الجنوبي“: أن ”الأندية الرياضية الجنوبية كانت تنافس بصورة قوية، ولكن جاءت الوحدة اليمنية لتقضي على جمال صورة الرياضة الجنوبية، عن طريق السياسة المتخدة من الحكم السائد بتهميش أندية الجنوب، وعدم مساندتها بالدعم الكافي لكي تقيم أنشطتها وإغراء نجومها للانتقال إلى أندية الشمال بالمال، الذي كان يعطي للأندية بالشمال وهذا كان عنصر أساسي لإنهاء تلك الأندية، وبقاء بعض تلك الأندية التي خرجت عن مسارها الطبيعي كنادي رياضي، وأصبحت أندية تابعة للسلطة الحاكمة في تلك الحقبة المشؤومة من تاريخ رياضتنا.“
وأشار الكلدي، إلى أن ”الجماهير الرياضية بحضرموت والجنوب بشكل عام؛ كانت ولا زالت عاشقة ومحبة لكرة القدم، وتراها تزحف خلف أنديتها الجنوبية أينما حلت وارتحلت، ولكن هذه الجماهير تحتاج إلى ملاعب تستوعبها، وفي حضرموت نشاهد ملاعبنا تمتلئ قبل بدء المباراة بساعات، وهذا يدل على صغر المنشآت الرياضية ففي ساحل حضرموت يوجد ”ملعب بارادم“ وهو يتسع لقرابة الـ (5) ألف متفرج بالكثير، وهذا أصبح أكبر عائق أمام الجماهير العاشقة لمشاهدة أنديتها، وشاهدنا امتلاء ملعب ”الأستاد الأولمبي“ بسيؤن، في العديد من المناسبات الرياضية وهو يتسع لقرابة الـ (45) ألف متفرج، ولازالت الحشود خارج الملعب وهذا دليل كافي على وجوب انشاء ملاعب واسعة.“
ووجه نائب رئيس نادي التضامن الرياضي، رسالة مناشدة إلى السلطة المحلية بحضرموت والحكومة، بضرورة إنشاء ملاعب في حضرموت تكون كفيلة باستيعاب الحشود البشرية من الجماهير الرياضية المحبة للرياضة والتواقة لها، مؤكداً على أن حضرموت تمتلك أمواج بشرية كبيرة تريد أن تتنفس هواء مشاهدة معشوقتها كرة القدم، ولتنقل صورة حضارية ورسالة مفادها أن حضرموت أرض السلام والمحبة.
وأشاد الكلدي، ببطولة كأس حضرموت، وكأس الفقيد المريسي في العاصمة عدن، نتيجة لإعادة الأندية الرياضية إلى نشاطاتها المعهودة من خلال الاستعداد الجيد لهذه البطولتين، وانتظامها بمواعيدها في البدء والانتهاء، مؤكداً أن بمثل هذه المناشط ستنهض رياضتنا ونحافظ على شبابنا، مشدداً على ضرورة أن يكون الاتحاد العام لكرة القدم فعالاً لاستقرار الرياضة بالبلاد، وإقامة الأنشطة الرياضية بمواعيد محددة، وتنشيط جميع الأدوار لتطوير الرياضة والحفاظ على الشباب الصاعد من الآفات الدخلية على المجتمع.
الإعلام الرياضي
وحول آلية عودة الرياضة الجنوبية إلى أمجادها السابقة، يقول الصحفي الرياضي صبري باداكي، في تصريح خاص لـ ”الصوت الجنوبي“: أن ”الاهتمام بالرياضة بمختلف الألعاب في المحافظات الجنوبية، يعتبر واجب ويلتزم بها بشكل كبير لعودة الرياضة إلى مجدها ووهجها السابق، عندما كانت منتخبات الجنوب في فئاتها تنافس منتخبات كبرى على مستوى العالم، بعكس حالياً تراجع مستواها في ظل الوحدة المشؤومة لغياب الاهتمام بهذا الجانب.“
ويضيف باداكي، ”سطرت الجماهير الرياضية بمحافظة حضرموت أجمل وأفضل حضور في مدرجات الملاعب بحيث جعلت العالم يتحدث عن حب وعشق هذه الجماهير للرياضة، بحضورها للمباريات على مستوى الأندية أو الفرق الشعبية بزخم كبير، تؤازر وتشاهد المباريات حتى أنه حالياً تتصدر محافظة حضرموت المرتبة الثانية بعد عدن لشغفها وحبها لكرة القدم والرياضات الأخرى.“
ويرى باداكي، أن ”دور الإعلام الرياضي حالياً هو متصدر المشهد في نقل وتغطية الجانب الرياضي، بما تمتاز به مختلف الأندية بوجود لديها مركز إعلامي ينقل كل ما يجري داخل النادي، ودور الإعلام حالياً مهم جداً لنقل صورة جميلة للعالم بأن الجنوب مازالت فيها حب وشغف للرياضة وتسعى لعودة ازدهارها من جديد، وعودة تنافسها للدول الأخرى.“
مارس 30, 2025
مارس 29, 2025
مارس 29, 2025
مارس 29, 2025